|
ابو علي الشيباني والحروف والارقام والملائكة وحيد وحيد بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ والحمدُ للهِ المستطيعِ والصلاةُ على محمدٍ المشفّعِ الشفيعِِ وعلى الهِ العروةِ الوثقى و حَفَظَةِ السُنةِّ ومنابعِ التشريعِ. خلقَ اللهُ تعالى الحروفَ خلقاً مثلما خلقَ الاشياءَ جميعاً وجعل لها ملائكةً مُوَكلينَ بها حفظةً لها لن يغفلوا ولن يبتعدوا عنها ولا لطرفةِ عينٍ فهم يُمسكونَها و يجعلونَ لها تأثيراتِها ويصبونَها في مصباتِها , فإذا اجتمعتْ الحروفُ و أصبحتْ كلمةً , أصبحَ واجباً على الملائكةِ الموكلينَ بالحروفِ التي في الكلمةِ مسؤولية ُ إيصالِ الفكرةِ المقصودةِ باجتماعِ الحروفِ وجَعْلَ الكلمةِ ذاتِ معنى شريطةَ ان تتآلفُ الاحرفُ وتتشاكلُ مهماتُ الموكلينَ بها , فإذا كان قصدكَ جميلاً خرجتِ الحروفُ بنورٍ جميلٍ وهو نورُهم واذا قصدتَ قبيحاً تبرّأَ الموكلونَ بالحروفِ من القصدِ فاجتمعتْ على الكلمةِ مخلوقاتٍ كريهةٍ تُحدثُ الخِصامَ والاختلافَ بين المتخاطبينَ , ولذلك قالَ تعالى في سورة ابراهيم(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء 24تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 25وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ 26يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء) و الاصلُ والفرعُ هما مُوَكّلٌ و كلمةٍ مقصودةٍ بمعناها الطيبِ , وهي كما قال سبحانهُ شجرةٌ وثمرةٌ جميلة طيبة في اعلاها. ثمّ ضربَ سبحانهُ وتعالى مثلاً للكلمةِ القبيحةِ والتي سمّاها تعالى بالخبيثةِ وهي التي اشرنا اليها انها كلمةٌ تبرّأَ منها المُكّلونَ بحروفِها وتلاقفتْها الشياطينُ من جميعِ أحنائِها , ولذلكَ ترى اللهَ تعالى والرسلَ والأوصياءَ والعُلماءَ يرددونَ النهيَ عن الكلامِ الفاحشِ المُشينِِ دائِماً وقد توعّدَ اللهُ جلّ وعلا في سورةِ ق قائلاً ( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ 17 مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وهذا معنى اهميةِ القولِ وشدةِ الحِراسةِ الرصينةِ التي جعلَها ربّ الحروفِ للحروفِ . كل حرفٍ من الحروفِ لها ملكٌ وهذا الملكُ لهُ قدرةٌ محددةٌ ولهُ فاعليةٌ و طبعٌ يختلفُ من حرفٍ الى اخرَ ولهُ اسمٌ عند اللهِ تعالى فمثلاً حرفُ الالفِ رقمُهُ 1 واسمُ الملكِ الذي يخدمُهُ اسرافيل والحرفُ ب رقمُهُ 2 والملكُ الذي يحرسُهُ جبرائيل و الحرف ت رقمه 400 والملكُ الموكّلُ بهِ عزرائيل والحرفُ ث رقمهُ 500 وملكهُ ميكائيل و الحرفُ ج رقمه 3 والملكُ الموكلُ بهِ كاركائيل وهكذا جميعُ حروفِنا لها ارقام وملائكة اتركها تجنبا للاطالةِ لكنّ المهمَّ هو انّ النظرَ الى الحرفِ على انهُ أجوفٌ او انهُ مجردَ صوتٍ فهو امرٌ ساذجٌ وفكرةٌ بلهاءُ وعلى هذا الاساسِ فالحروفُ التي يتركبُ منها ايّ اسمٍ تتدخلُ في بناء صاحبِها وتركيبتِهِ و تفاصيلِ عُمْرِهِ وايّ عالمٍ خبيرٍ بهذا الفنِّ الشديدِ العُمْقِ يعرفُ خطرةَ الاحرفِ و درجاتها و قوتها و تنافر بعضِها وتآلفِ بعضٌ اخر منها , فهي تنقسمُ الى اربعةِ اقسامٍ نار مائي ترابي وهوائي وعلى هذا الاساسِ يكونُ فعلُ اجتماعِها في اسمٍ ما مع اسمِ امِّهِ وشريكِهِ وهكذا. الى هنا ليسَ للشعبذةِ والدجلِ مكانٌ على الاطلاق , والذي دفعني الى كتابةِ هذهِ الاسطرِ المختصرةِ عن علمِ الحروفِ هو انني قرأتُ العديدَ من تعليقاتِ الاخوةِ القراء في مواقع عديدة على ما يكتبهُ السيدُ ابو علي الشيباني من حجاباتٍ و طلاسمَ , ولو يعلمونَ علمَ اليقينِ لرَأوْا كم هم بسطاء وفقراءُ حيثُ الذي يكتبُهُ الرجلُ هذا دواءٌ عظيمٌ لن يتخيّلَهُ عقلُ إنسانٍ عاديٍّ ابدا , فهذه الرموزُ مثلُ الشهبِ المُحرقةِ للشياطينَ من مردةِ الجنِّ و لذلكَ قالت الجنُّ على لسانِ الحقِّ تعالى (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا 8وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا 9وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا 10 وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا) وهذه اشارةٌ واضحة الى تلكَ الاسماءِ التي تحرسُ الكونَ فاذا ما كتبتَ اسماءَها وجمعتها بالاياتِ التي تتفاعلُ معها جاعلَها ارقاماً مركبةً ورموزاً مهذّبةً تفعلُ فعلَها و تأتي أُكُلـَها . فاذن علينا الا نتسَرّعَ بالاحكامِ وخاصةً ونحن مقبلونَ على عهدٍ نحتاجُ فيهِ الى التأني و فيهِ الكثيرُ مما كنا نعتقدُهُ محضُ هراءٍ أو خرافةٍ , وكان الناسُ قبلَ انبعاثِ نبيِّنا احمد صلى اللهُ عليهِ واله يوعدونَ بأنهُ سيأتي ويُخلِّصَهم ولكنهم كانوا يظنون انها من الخرافاتِ والمنقِذُ مجرّدَ تسليةٍ للنفوسِ المتعبةِ والانَ فالامرُ شبيهٌ بذلكَ الامرِ البعيدِ و الموعدُ قريبٌ جدّا ونحنُ أعددنا الخرافةَ حكماً عليهِ وقال تعالى (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ 5وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) وهذا كلامٌ واضحٌ لا يحتاجُ الى تفسيرٍ حيثُ اللهُ الذي جعلَ للحرفِ ملكاً عظيما يحرسُهُ مثلَ جبرائيلَ و عزرائيلَ وغيرهم لا يتركُ الارضَ العظيمةَ للسفهاءِ و للأشرارِ دائماً إنما لهم يومٌ ولنا الايامُ الباقيةُ واللهُ مع الصابرين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |