|
يوم القصاص سناء صالح /هولندا كان خبرتسليم القوات الأمريكية للمجرم صدّام يلقي بظلاله علينا وكانت التكهّنات تشير الى قرب موعد التنفيذ وفجأة بدأ الخبر يتسرّب عن أنّ الموعد سيكون قريبا جدا ,أثناء ذلك كان هناك تضارب في الأخبار عن من سيوقع على قرار الأعدام وتصريحات من وزارة العدل عن أن الأعدام لاينفذ مادام الرئيس غائبا في رحلة الى السليمانية وأن نائبه المكلف بالتوقيع لوجوده في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج أما السيدالهاشمي فقد سمعنا بأنه في مشاورات مع مستشاريه وأولي العلم للتباحث في شرعية التوقيع على الأعدام يوم عيد الأضحى وهو من الأشهر الحرم ولحد الآن لم نعرف نتائج ماوصلوا اليه ولماذا لم يوقع السيد الهاشمي , وبين شد وجذب وترقب قلق ,حسم الأمر وحدد الموعد ,لم أنم تلك الليلة , المشاعر كانت متناقضة لم أستطع أن أثبت في مكاني الى أن حانت الساعة , بكيت صديقاتي ورفاقي ممن غيبهم الدكتاتور في مقابر لم نستدل عليها ممتدة على أرض العراق ,تذكرت اليد الآثمة التي امتدت لتنال من الزعيم عبد الكريم قاسم ,لقد حان وقت الحساب سيشرب من الكأس الذي أذاقه لخيرة أبناء العراق وبقيت هذه المشاعر المتضاربة بين الفرح تارةو بين أن صدام لايشكل أهميّة فهو بنظري ميت منذ أن ألقي القبض عليه في يوم الحفرة كجرذ مذعور فهو عمليا خارج اللعبة قد حكم عليه وان ساعة أعدامه آتية وأنّه من الخطأ أن نعتبر مايجري من أحداث أنّ لصدام الدور الكبيرفيها اذا نظرنا من زاوية طبيعة القوى الأرهابية التي تتحرك في الشارع العراقي وتشيع الفوضى والرعب والتخريب هي متعددة تختلف في منطلقاتها وأهدافها ووسائلها وبعد التنفيذ خرج علينا السادة موفق الربيعي وسامي العسكري ليشرحوا لوسائل الأعلام ماحدث وليصوروا لحظة التنفيذ وقد وقع الأخوان في تناقض حول الحالة النفسيّة للمجرم صدّام فأحدهما قال أنه كان ذليلا مكسورا والآخر صوّره صامدا ولاأدري لماذا صرّح السيّدان بذلك وماهو الهدف هل لأثبات الحياديّة في نقل الصورة أو لمزيد من الشفافيّة اللاداعي لها لاسيّما وقد أعلن أن هناك تصوير لتلك اللحظات فلماذا الأستعجال ! لقد أصبت بالحقيقة بالأحباط حينما صرّح السيّد العسكري بأن اختيار المكان لكونه مقرا لتعذيب أعضاء ومنتسبي الأحزاب الدينية ,فقد ولّد لديّ شعورا بالغبن رغم احترامي لكل شهيد ضحّى بنفسه مهما كان انتماؤه وهو أنه تجاهل بقيّة الشهداء من أبناء الشعب العراقي بمختلف انتماءاتهم وأديانهم وقوميّاتهم , أنّ مثل هذه التصريحات لاتخدم أحدا كما أنّها لاتمحو تاريخ أحزاب قدمت خيرة أعضائها في مقاومة النظام الدكتاتوري شهداء كالحزب الشيوعي العراقي الذي استشهد الكثير من أعضائه وأصدقائه سواء تحت التعذيب في سراديب الأمن أو من حكم بالأعدام أو من كان مقاتلا في كردستان من شهداء الحركة الأنصاريّة . جاءت لحظة عرض الفلم وقد شاهدت مع من شاهد الطاغية والحبل المتين الذي سيلف رقبته وقد أحاطه ملثّمون ولا أدري لماذا هذا العدد ولم (بكسر اللام ) لم يرتد المنفذون ملابس رسميّة أمّا صدّام فقد حاول أن يبدو متماسكا لاحسب ماقال السيد مستشار الأمن القومي وقد حاول وهو المهووس بالظهور أمام الكاميرات أن يزيل صورة الأشعث القذر الذي فتح فمه للأمريكان ليحصوا أسنانه بعد أن فتح أبواب العراق مشرعة أمام لجان التفتيش وبعدها للأحتلال , وقد أفلح . ثمة تساؤلات أحاول أن أجد لها أجابات كماهي مطروحة من قبل الكثيرين ومطلوب من الحكومة توضيحها : أولا : لماذا اختير اليوم الأول من أيّام عيد الأضحى كمناسبة لأعدام الطاغية لاسيّما وأن الأغلبية من العراقيين والعرب لهم اعتراض على التوقيت ولاسيما الموقف العربي والأسلامي الرسمي خاصة وأن العراق بوضعه الجديد ينبغي أن يسلك سياسة متزنة تقوم على بناء علاقات ودية أساسها الأحترام والمصالح المتبادلة مع الدول العربية والأسلامية نحن بأمس الحاجة اليها بعيدا عن افتعال مشاكل وبؤر توتر وعلاقات متشنجة نحن في غنى عنها . ثانيا :في اليوم الثاني من الأعدام عرضت وسائل الأعلام فلما عن أعدام صدّام تم تسريبه تضمّن هتافات باسم مقتدى الصدر ومحمد باقر الصدر وفيه أيضا تصوير لحظة الأعدام السؤال من الذي سرّب هذا الفلم الى قناة الجزيرة التي تعتبرونها راعية للأرهاب ؟ وبما أن الحضور خاص جدامعنى أن كل ما تضعونه من خطط هي الأخرى ستكون مكشوفة فمن هو ياترى المتهم في هذا الموضوع ؟ شوّه كل ما قدم من جهد في هذا المجال ووجّه القضيّة باتجاه انتقام وثأر شخصي حينما علا الهتاف بحياة مقتدى الصدر في الوقت الذي هو قصاص عادل بأسم كل الضحايا لظالم أعاث في الأرض والخلق دمارا وتقتيلا . ترامى الى مسامعي بأنّ هناك لجنة تحقيق شكّلت لمعرفة من سرّب الخبر أرجو الذهاب الى السيد قاريء الكف الآلوسي قد يستطيع أن يدلّنا على الشخص المطلوب وألاّستطول القضيّة الى مابعد الدورة الأنتخابية شأنها شأن الكثير من القضايا التي شكلت لها لجان ولم تصل الى نتيجة كقضيّة جسر الأئمة المؤلمة .
ثالثا :صرّح المسؤولون بأنّ صدّام سيدفن في مكان مجهول وأذا بنا نرى أنه ينقل على متن طائرة الى مسقط رأسه ودفن في جامع بمدينته وما زال يحمل أسمه وينصب العزاء في مدينته ومدن عراقية وعواصم عربية وغطى قبره بعلم العراق ورفعت صوره في الوقت الذي لانستطيع أن ندفن شهداءنا ضحايا القتل على الهويةأو نؤبّنهم أسألكم ياسياسيّونا أن تجيبوا عن تساؤلات تدور في رأسي وغيري ممن انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ؟ أهذه هي الفرحة التي أردتم أن تزفوها الى عوائل الشهداء أن تعود صور الطاغية مرفوعة في مدن عراقية حتى لو كانت مسقط رأسه أو كما يصطلح على تسميتها مناطق متوترة ,لماذا لم تدفنوه أنتم ! لماذا تراجعتم عن تصريحاتكم !كيف ارتضيتم أن يكون الأمر على هذه الشاكلة ! هل هذه هي الديمقراطية ! هل تريدون أن تثبتوا للعلم بأنّكم متحضّرون !أليس هناك ضوابط ! هل أن ّصدّام وعشيرته مازالوا قادرين على تحريك الأمور وفق مشيئتهم ,أنا لاأريد أن أتحدّث عمّا يجري في بعض البلدان العربية ومظاهر الحزن فهم لديهم أسبابهم ودوافعهم ,مايهمّني مايحدث على أرض العراق من قضايا وما يحز في نفسي أن الصور البغيضة تعود الى الشاشة ويبدو أنّنا مبتلون بواحد اسمه صدّام سواء كان حيّا أو ميّتا .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |