|
صدام والطريق إلى المشنقة.. حياة حافلة بالآثام والكبائر عجّلت به نحو حفرته المظلمة عباس سرحان صدام حسين.. يقول عنه كثير من العراقيين إنه مستبد، ويراه كثير من العرب بطلا ورمزا وقائدا.. ارتكب من الجرائم مالم يرتبكه أعتى طواغيت العصر الحديث، فأطلق عليه العراقيون ألقابا تليق بجرمه واستبداده فكان الطاغوت، وفرعون والمجرم.. شيعه العراقيون او معظمهم باللعنات، بينما بكاه العرب وأقاموا له مجالس العزاء.. فمن هو صدام حسين.. ولماذا تنقلب الحقائق حين يكون طرفا فيها، فيصبح الظالم مظلوما والمظلوم ظالما.. كم علق صدام حسين بأعواد مشانقه..كم رمزا دينيا وفكريا وثقافيا طوته أيام صدام دون حرمه، وكم منزلا هدمته عنجهيات صدام ومغامراته.. كم جريمة ارتكبها صدام.. وكم من الجرائم يجب ان يرتكب ليكون منبوذا في الاوساط العربية.. ولماذا يصر العرب أو معظمهم على تعظيمه.. ألأنه سني أم لأن أعداءه من الشيعة؟
عُقد النشأة والسلطة ولد صدام في قرية العوجة وهي قصبة مغمورة تابعة لمدينة تكريت في وسط العراق عام عام(1937).. عاش طفولة مضطربة لم يظفر فيها بأحظان عائلة مستقرة بل تعددت تنقلاته بسبب زواج والدته لعدة مرات ما انعكس سلبا على سلوكه الاجتماعي والسلطوي فيما بعد.. انظم صدام الى حزب البعث في سن مبكرة وامتاز بقسوته واعتماده العنف والتصفيات الجسدية في تصفية خصوم البعث ومناوئيه آنذاك وهي الصفة التي امتاز بها حزب البعث سيما بعد عام 1963، حين كان الحرس القومي البعثي يحاول الامساك بالسلطة باقسى صورة دفع العراقيون وقتها ثمنا باهضا من أرواحهم وامنهم.. ولكن النشاط الهمجي لصدام حسين لم يقتصر على تصفية الخصوم العاديين برصاص رخيص كما صرح مرارا حين كان في سنيه الحزبية الاولى بل شارك عام 1959 في محاولة اغتيال رئيس الوزراء آنذاك الشهيد عبدالكريم قاسم. وهرب بعدها إلى سورية فمصر حيث احتضنته المخابرات المصرية والسورية التي كانت تحيك المؤامرات لإسقاط حكومة عبد الكريم قاسم لأنها بحسب الادعاءات العربية آنذاك حكومة شعوبية والمقصود بالطبع هي حكومة غير سنية، والمفارقة أن التاريخ يكرر نفسه اليوم حيث توجه نفس الاتهامات للحكومة الحالية التي يعتبرها العرب صفوية وبمعنى آخر: حكومة غير سنية..
عاد صدام الى العراق بعد 8/شباط 1963 حيث تآمر عبد السلام عارف على حليفه عبد الكريم قاسم بمساعدة البعثيين ولكن عارف سرعان ماانقلب على البعثيين بعد موجة التصفيات والرعب التي نشروها بين العراقيين، ولكن حزب البعث عاد الى السلطة عام 1968 لتبدا أقسى مرحلة في حياة العراقيين دشنها صدام بسعيه المحموم للاستيلاء على السلطة وتصفيته لقادة الانقلاب الذي قاده البعث ... كان هم صدام الاوحد هو في كيفية الوصول الى السلطة وجمعها بيده وتحقق له ذلك بعد أن تخلص من خصومه في الحزب وخارجه وقاد في سبيل تحقيق هذا الهدف حملة من الملاحقات والمؤامرات سقط فيها العشرات من كبار قادة حزب البعث بالاضافة الى أحمد حسن البكر رئيس العراق آنذاك والذي تلقى قبل استقالته الاجبارية العديد من الرسائل التي وجهها اليه صدام من خلال قتل بعض افراد عائلته.. الغريب أن البكر كان رئيسا للعراق وفاقدا لكل الصلاحيات والسلطات في الوقت نفسه فخلال فترة وجوده في الحكم نائبا لأحمد حسن البكر كان صدام يبرم خيوط السلطة حول اصابعه من خلال إحاطته البكر بمجموعة من الموالين له كانوا يعدون عليه أنفاسه ويملون عليه مايريده صدام وليس ما يريده هو، وتمكن صدام أخيرا من إقالة البكر عام 1979 ولم يستمر الاخير طويلا قبل أن يفارق الحياة بطريقة غامضة، وسرعان ما رفعت صوره من مؤسسات الدولة ومن مناهج الدراسة ولم يُحتف بموته من قبل البعثيين..توصل صدام بمساعدة دوائر مخابراتية خارجية إلى طريقة تمكنه من جمع السلطات بيديه فشكل العديد من الاجهزة الاستخباراتية والمخابراتية كانت تراقب له خصومه والموالين له على حد سواء مثلما كانت تتلصص على بعضها البعض فساد في اوساط السلطة وفما بعد في عموم الاوساط العراقية حالة من انعدام الثقة استفاد منها صدام الى ابعد الحدود وكان يراقب التنافس والتناحر والتقاتل الذي يدور حوله بدم بارد معتبرا ذلك الطريق الوحيد الذي يديم بقاءه في السلطة..
تحطيم الارادة العراقية كان صدام ينظر الى السلطة هدفا وغاية تسقط على اعتابها كل الغايات والاهداف مهما كانت سامية، كما وجد في الثروة العراقية- الاقتصادية والبشرية- تهديدا حقيقيا لتحكمه واستمراه في السلطة، لذلك عمل على إضعاف العراقيين اقتصاديا فاستولى على أموال الكثير من التجار وصادر ممتلكاتهم بحجج واهية، قبل أن يشن حربا طاحنة ضد ايران في ايلول 1980انهكت العراق وأعادته إلى العشرينات من القرن الماضي واستنزفت طاقاته البشرية وعبثت بمنظومته القيمية وتركت آثارها المدمرة على المجتمع العراقي الذي عُد من أفقر المجتمعات في العالم وهو يمتلك أكبر ثروة نفطية في المنطقة، وقد ابدى كثير من المتابعين استغرابهم من خطابات صدام حسين التي كان يدعي فيها النصر حتى في أحلك الظروف التي عصفت بالجيش العراقي وشتت شمله في آفاق الانكسار غير المبرر، ولكن المتابعين بدقة لمقاصد صدام من وراء افتعال الحروب والازمات كانوا يدركون أن النصر بالنسبة له يعني إسقاط أكبر عدد من القتلى في صفوف العراقيين ولا سيما الشيعة الذين رأى فيهم اعداء حقيقيين لنظامه التسلطي المستبد، خصوصا وان الشيعة هم أول من أعلن الثورة ضد صدام من خلال العديد من الانتفاضات في عقد السبعينات ومن خلال تصدي مراجعهم الدينيين لسياساته وهو ما أدى إلى أن يطوق صدام حسين حوزة النجف الاشرف ويجد في محاربتها وتحطيمها فاغتال الشهيد محمد باقر الصدر واخته بنت الهدى وأعدم وغيب المئات من كبار علمائها وطلبة العلوم الدينية فيها، بالتزامن مع حملة إعدامات شرسة شنتها أجهزة صدام ضد من يشك في ولائهم وليس فقط ضد من يقدمون على افعال مناوءة للحكومة..ولعل غزو دولة الكويت في آب /1990 بعد أقل من عامين على توقف الحرب العراقية – الايرانية يؤكد أيضا أن صدام لم يكن معنيا بالعراقيين إلا بالمقدار الذي يحفظ له كرسي الحكم، ففي ظل الواقع العراقي آنذاك لم يكن باستطاعة العراق أن يشن حربا على أضعف دولة في العالم لأنه ببساطة كان منهكا إلى الحد الذي لا يمكنه من دخول أية معركة مهما كانت نتائجها إيجابية بالنسبة له، وقد دخل صدام بالفعل دولة الكويت ولكن العراق خسر فيها نفسه وتلاشى كدولة، ولكن مع ذلك أصر صدام على إنه المنتصر في حرب عاصفة الصحراء لأنه حارب أكثر من 30 دولة، ولأن أمريكا لم تتمكن من اسقاطه وهي المرة الوحيدة التي يعلن فيها صدام صراحة أن النصر الحقيقي بالنسبة له هو بقاءه في السلطة، فعلى الرغم من توزع جثث الآلاف من العراقيين على مناطق واسعة من الكويت وجنوب العراق ووسطه، وعلى الرغم من تحطم الارادة العراقية وتفشي الجوع والمرض بين العراقيين إلا أن صدام لم يعبأ بكل ذلك وكان يصر على أنه المنتصر لأنه مازال هناك.. أي على كرسي السلطة..
قمع الثورة في الجنوب شكلت هزيمة صدام في الكويت منعطفا حاسما في حياته وحياة نظامه، فما أن شاهد العراقيون الذل يحيط بهم من كل مكان نتيجة الانكسار الكبير الذي انتهت إليه حماقة صدام بغزوه الكويت حتى انفجر الغضب العراقي من البصرة في جنوب العراق ليمتد إلى شماله، وتمكن المنتفظون من تحرير 14 محافظة عراقية،وكادت الثورة أن تطيح بصدام إلى الأبد لولا تدخل العرب لدى أمريكا التي كانت تسيطر على الأجواء العراقية فسمحت لصدام باستخدام طائراته وبقية قطعاته للفتك بالثوار بأبشع صورة اتضحت جلية فيما بعد بما اكتشف من المقابر الجماعية، لتمكن الثوار من إسقاط نظام صدام حسين.. ومع إن الانتفاضة الشعبانية انتهت كظاهرة واسعة إلا أنها تحولت إلى نار تحت الرماد وانتقل الصراع إلى حرب عصابات تمكن خلالها الثوار الشيعة من الوصول إلى عائلة صدام حسين فأصابوا ابنه عدي بالشلل وتعرضوا للعديد من رموزه، وحاول شيعة العراق لملمة صفوفهم في الداخل من خلال الالتفاف حول مرجعية النجف التي برز أحد مراجعها قائدا من خلال صلاة الجمعة، فأعطى الشهيد محمد صادق الصدر بعدا جديدا وزخما إضافيا مكملا لانتفاضة شعبان، ولكن صدام اغتاله في 1999وبذلك بدات مرحلة أخرى من الصراع، حيث حدثت هزات عنيفة في العديد من المدن الشيعية قمعها صدام بقوة. ولكن ما لم يدركه صدام وقتها أن عجلة الثورة ضده كانت تدور بسرعة فكلما اشتد بطشه اشتدت المقاومه لنظامه. العزف على أوتار المحنة
صدرت بشأن العراق عشرات القرارات الدولية قبل وبعد هزيمة صدام في الكويت انتقص معضمها من السيادة العراقية وقلص سلطة صدام إلى أبعد الحدود حتى وصفه بعض الصحفيين قائلا" لقد عجز صدام عن تحريك قطع الأثاث في بعض مؤسساته.. إنه رئيس بلدية فاشل للعاصمة العراقية"..وبالفعل أحدثت عمليات نقل الاثاث في بعض وزاراته أزمات كبيرة مع المفتشين الدوليين وقتها، ودخل هؤلاء إلى قصور صدام وأضحت أحاديثه عن السيادة الوطنية واستقلال العراق خرافات واهنة لاتقوى على مواجهة الحقائق المرة التي كانت تنتهي عادة بموجات من الصواريخ تقع على رؤوس العراقيين بعد كل مسرحية مهاترات مع مفتشي الأمم المتحدة، ومع كل ذلك ظل صدام يستعين ببعض العازفين والشعراء المغمورين في وسطهم العربي محاولا كسب تأييد ما لصالح نظامه الذي تلاشت صورته إلى حد بعيد في الشارعين العربي والاسلامين، وظل العراقيون يدفعون ثمنا قاسيا جدا لتعنت صدام ومحاولاته للظهور قويا من خلال الإيحاء بامتلاك اسلحة دمار شامل بينما العراقيون يموتون بالجملة وينتحرون جراء العوز والفاقة واليأس، ولم يقم صدام بأي فعل يخفف عنهم معانتهم بل سارع الى استغلال الغذاء بأسوأ صورة فكان يمنع الحصة الغذائية التي توزعها الدولة عن عوائل معارضيه أو من يشك بولائهم للسلطة، وقد هجر العراق خلال تسعينيات القرن الماضي مايقرب من ثلاثة ملايين عراقي هربا من بطش السلطة ويأسا مما وصل اليه العراق في ظل نظام صدام..
النهاية الحتمية بعد التفجيرات الارهابية التي استهدفت برجي التجارة في نيويورك في11/9/ 2001 والتي لم تكن مبررة من الناحية الانسانية وإن حاول بن لادن وجماعته تبريرها آيديولوجيا اصبح نظام صدام يتصدر الأهداإف الامريكية لأنه يدعم تنظيمات ارهابية كتنظيم القاعدة، وأنصار السنة وقد كشف مسؤولون امريكيون عن مخاطر جدية تهدد بلدهم حين يزود صدام هذه الجماعات باسلحة دمار شامل كغاز(vx) لذلك أصبح من المنطقي أن تفكر أمريكا بالإطاحة بنظام صدام حسين.. المعارضة العراقية من جهتها لا سيما الإسلامية منها رفضت التوجه العسكري الأمريكي وعارضته بشدة وصرح رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق آنذاك الشهيد محمد باقر الحكيم أن للمعارضة العراقية مشروعها الذي تبنته منذ سنوات طويلة وأنها لن تتراجع عن هذا المشروع، ولكن أمريكا أصرت على دخول العراق وبالفعل استطاعت قواتها أن تنطلق باتجاهه من الدول العربية المحيطة به كالأردن والكويت وانطقلت الطائرات الأمريكية والبريطانية من قطر والسعودية والبحرين والامارات ووقفت الدول العربية متفرجة على الحرب، بينما قدمت الادارة الأمريكية مساعدات عاجلة لمصر قدرت بـ(300) مليون دولار، و(270)مليون دولار للاردن هذا في وقت كانت السفن الحربية الأمريكية والبريطانية تمر عبر قناة السويس في البحر الأحمر وتقف في موانئ عدن للتزود بالوقود والاستراحة. ودخلت قوات التحالف بغداد ولم تواجه بمقاومة يعتد بها بينما كانت الناصرية والبصرية وبعض المدن الشيعية الأخرى تقاوم بشراسة، وسلم الحاكم العسكري في الانبار وصلاح الدين المدينتين لقوات التحالف دون مقاومة وفر صدام ومعظم المسؤولين الكبار في نظامه، وأصدرت الادارة الامريكية قائمة من 55 مسؤولا سابقا يتصدرها صدام وولداه عدي وقصي اللذان قتلا في هجوم امريكي على منزل في مدينة الموصل في تموز 2003. بعد وشاية من أحد أقرباء صدام. الذي وشى به هو الآخر مقرب منه فاعتقل في كانون الأول عام 2003 بعد ان ألقي القبض على معظم المسؤولين السابقين المدرجة أسماؤهم في القائمة. وبعد أكثر من عام بدأت محاكمة صدام وكبار معاونيه في مقدمتهم أخوه غير الشقيق برزاي التكريتي وانتهت المحاكمة بصدور الحكم بإعدامه وكل من اخيه برزان وعواد البندر رئيس محكمة الثورة إبان حكم صدام.وشدد الحكم على طه الجزراوي ليصبح الاعدام ايضا، ونفذ الحكم بصدام في 31/12/2006
الموقف العربي من إعدام صدام حسين
في البدء لابد من القول إن على شيعة العراق أن يقرأوا الموقف العربي من إعدام صدام حسين بدقة وان يعتبروا منه ويقرأوا ما بين السطور، فالفضائيات العربية كالجزيرة والعربية نصبت سرادق عزاء ولبس مذيعوها ومذيعاتها السواد، فيما الحكومات العربية نددت بتنفيذ حكم الاعدام وأعلنت ليبيا الحداد ثلاثة ايام وعطلت الفضائية الليبية برامجها المعتادة لتبث فلم الرسالة وافلام دينية أخرى، أما في الجزائر فأقامت الحكومة الجزائرية صلاة الغائب على روح صدام حسين، وفعلت فتح وحماس والاردن ذات الشيء، بينما نددت الحكومة السعودية بالاعدام واعتبرته عملا ينتهك الأشهر الحرم. بالطبع أن دولا أخرى ابدت تفهما لإنزال الحكم بصدام حسين كأمريكا وبريطانيا وألمانيا وإيران وبعض الدول الأوروبية، لا بل يمكن الجزم أن الموقف الغربي كان اكثر تفهما لدواعي تنفيذ العراقيين حكم الاعدام بصدام الأمر الذي يحتم على شيعة العراق الاعتماد على الديموقراطيات في الغرب لتوطيد دعائم دولة العراق الجديد، لأن الفكر السائد في أوساط الحكومات العربية وكذلك بين المثقفين والاعلاميين العرب أو لنقل معظمهم فكر إقصائي شوفيني لا يعترف للأقليات في الوطن العربي بحقها في العيش الكريم وممارسة نشاطات سياسية تؤهلها للمشاركة في السلطة، فلو كان صدام حسين شيعيا ولم يكن سنيا وارتكب مارتكبه من جرائم بحق السنة وليس الشيعة لرأى العالم برمته كيف أن الحكومات العربية تجيش الجيوش الجرارة انتصارا للسنة في العراق، وإلا فما الذي فعله شيعة العراق بعد سقوط صدام وإلى اليوم سوى أنهم يشيعون قتلاهم الذين يسقطون على أيدي القاعديين والحامضيين العرب، لتقف كل الحكومات العربية بوجوههم وتستنكر عليهم إعدام صدام حسين الذي أضحى بين ليلة وضحاها نبيا مرسلا وزعيما أوحدا.. ألم يغزو صدام دولة الكويبت ويبتلعها في أقل من ليلة، ألم يحطم ما سمي بالتضامن العربي، ألم يمزق الوحدة العربية؟؟ لقد كان صدام حسين ينعت القذافي بالمجنون، ويسمي حافظ اسد بحافظ ارنب، ويسمي ملك السعودية فهد بن عبد العزيز بـ حرامي الحرمين،ولكنهم اليوم يقفون صامتين لقراءة الفاتحة على روحه الشريرة متجاوزين حتى على القرآن المجيد الذي وعد من يقتل نفسا واحدة بالويل والثبور لأن قاتل النفس البريئة كأنه قاتل للناس جميعا، فكم نفسا بريئة قتلها صدام حسين؟ الحقيقة الوحيدة التي جسدها العرب بكل ثقة هي أنهم لايحترمون الدم الشيعي فالقذافي يصر على إعدام مجموعة من الممرضات الأجنبيات لأنهن تسببن وربما عن غير قصد بموت بعض الأطفال الليبيين، ويعتبر مطالب الافراج عنهن تدخلا في القضاء الليبي، ولكنه لايعتبر معارضته إنزال عقوبة الاعدام بصدام تدخلا في القضاء العراقي، مثلما يستهين بدماء ملايين العراقيين الذين سقطوا على يد صدام حسين، فهل هناك مبرر يدعو القذافي وغيره من الاعراب إلى الاستخفاف بالدماء العراقية التي أراقها صدام حسين إلا لأنها شيعية؟ من يعرف سببا آخر فليدلني عليه..
|
|||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |