|
كذبة صدام الاخيرة د. حيدر ابو رغيف لا شك ان اعدام صدام حدث عظيم هز الاوساط الشعبية والسياسية في كل العالم وان هذا الحدث باهميته لا يخفى على صدام وخاصة انه يدرك ;اولا ان اهم ما في الاعدام هو توثيق العملية عن طريق الفديو ;وثانيا ان هذا الفلم لا بد ان يعرض على الجمهور واخيرا هو يعلم جيدا ان الجهاز المكلف باعدامه سيتعامل معه بأنسانية وان جميع الحاضرين لن يستطيعو ان يتعاملوا مع الكاميرة كما يستطيع هو فعل ذلك . اعتقد انه لا يوجد شخص لم يتسنى له مشاهدة فلم اعدام صدام الرسمي الذي بثته قناة العراقية وكذلك الفلم المسرب الذي بثته قنوات اخرى; ومرة اخرى استطاع هذا الرجل ان يستغل الرحمة وحقوق الانسان والشفافية ليوجه صوره دعائية اخيره يجعل من نفسه بطل مؤمن بقضاء الله وقدره ; مع العلم ان الذي يقف في لحضة الاعدام لا يقوم بترديد الشهادتين بصوت عالي بل يتمتم بهما واما صدام فانه كان يخاطب الكاميرات بهاتين الشهادتين وهو يعلم جيدا اهمية هذا الفلم الذي سوف يبث ويشاهده مليارات البشر واني اكاد اجزم ان هذا الرجل لم يكن الا مرائيا في نطق الشهادتين وقد نجح في استغلال تصوير اعدامه كما استغل المحاكمة والبث الحي ليخاطب السذج من الامة العربية . ومرة اخرى استطاع الاعلام المغرض والحاقد ان يحول رحمة الجلاد الى بطولة للمجرم مثلما استطاع ان يحول عدالة المحكمة وافساحها المجال للمتهمين بالتكلم والادلاء بارائهم على انها بطولة لهولاء المدانين . اخوتي الاعزاء لو تم سيناريو ثاني للاعدام فهل سوف يكون صدام بطلا . السيناريو هو عندما استلمت القوات العراقية المجرم صدام لو قامت بهذه الخطوات هل كان صدام له قدرة ان يقوم بهذه البربوكاندا اولا ان يقوم حلاق خاص تابع للاجهزة الامنية بحلاقة شعره ولحيته . ثانيا يُخلع معطفه واية ملابس اخرى ما عدا الدشداشة التي يرتديها ويبقى كل فتره الانتظار خارج قاعة الاعدام لكي يتعرض للجو البارد. ثالثا عندما يوضع حبل المشنقة حول رقبته لا يتم اعدامه فورا بل يبقى واقف لمدة لا تقل عن نصف ساعة. عندها يكون شريط الفديو مختلف ;وان تصوير هذه العملية القاسية والاانسانية لاعدامه لن تمكنه من استغلال تصوير عملية الاعدام لانه سيضهر منهارا ومرتعشا وخائفا ويمكن ان يتحكم المصور بالموقف بأخذ لقطات من الفلم يكون فيها صدام في قمة انهياره عندها سوف يعلم كل الحمقى والسذج من امة العرب من هو صدام هذا وتكون هذه فرصة عظيمة تستطيع الحكومة تحقيق اهداف دعائية عظيمة الا ان ايمان الحكومة بمباديء الانسانية وحقوق الانسان هو السبب الوحيد الذي حال دون ذلك . وانا على يقين ان هذا السيناريو لم يتم ليس لان من قاموا باعدامه لا يستطيعون ذلك بل لانهم ارادوا من اعدام صدام تنفيذ للعدالة وليس الانتقام منه ولم يتم استغلال الحدث لاغراض دعائية بل كان الهدف من عرض الشريط هو اثبات ان الرجل قد اعدم ونال جزائه العادل وبحسب كل الشرائع السماوية والوضعية . واخيرا وحسب علمي بتاريخ هذا الرجل وحبه لنفسه وانانيته اعتقد انه لو كان عنده املا بالعفو لقبل ارجل الحاضرين قبل ايديهم الا انه كان مدركا انه معدوم لا محالة ;ولا حيلة له الا ان يتظاهر بالشجاعة والايمان وهي كذبته الاخيرة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |