إعدام صدام ونهاية الصدر .. إستراتيجية من وهم النار

(سيناريو تفجير خطير يلحقه رد فعل قوي ثم تتدخل القوّات الأمريكية بقوة)

محمد الموسوي

mmjnet@hotmail.com

سلّمت النجف إلى الحكومة العراقية..تم إعدام صدام.. بثت الجزيرة صوتا يرافق الإعدام يشير إلى جيش المهدي أوجماعة السيد مقتدى الصدر..بوش يؤجل إستراتيجيته الجديدة ويقول نحن مقبلون على عام صعب في العراق.. علماء السعودية يعلنون الحرب الطائفية ويستبعدون الشيعة من تسمية الشعب العراقي.. قناة مشعان الجبوري تشن هجمة على مقتدى وجماعته.. سياسيون عراقيون يحاورون التيار الصدري ..

قد يبدو لأول وهله إن هذه الأحداث غير مترابطة ولكن بنظرة تحليلية بسيطة يمكن أن نرى تشابكا واضحا قد يؤدي إلى نهاية واحدة لكنها خطيرة جدا، وقبل القول بالتحليل لابد من الإشارة إلى إننا ضد أي شخص أو جهة تقتل أي عراقي ولكننا بنفس الوقت حريصون على فك رموز التشابك والتضليل الذي تعتمده دوائر المافيا في العراق.

يقول السيناريو الجديد إن هناك تفجيرا قد يحدث إما في مكان شيعي مقدس أوسني مقدس وسوف يجرّ أتباع هذا المكان إلى رد فعل عنيف يرسل بوش جنوده لضرب هؤلاء بقوة لحماية العراق من الحرب الأهلية وهذه ستكون بداية العنف الأمريكي الأقوى في العراق،

هذا السيناريو يتبع استراتيجية قديمة جديدة يراد للعراق من خلالها تحقيق أجندة أجنبية بامتياز والحقيقة إن هناك رأيان في صاحب هذه الاستراتيجية الأول يرى أنها أمريكا وهذا قد يعني تفجير في النجف أو كربلاء عاشوراء والمقصود دائما أتباع مقتدى الصدر والبعض يقول قد يكون التفجير عند السنة خوفا من فتاوى شيعية قد تحرّم القتال المذهبي ويتم الاعتماد على رجال دين سعوديين في تغطية العنف شرعيا لعدم قدرة أمريكا في السيطرة على رموز دينية سنية في العراق تمرر لهم هذا الأمر وطبعا الهدف هو إغراق العراق في حرب دموية تستطيع أمريكا من خلالها تصفية التيارات الشيعية والسنية المعارضة لسياستها في الشرق الأوسط الكبير الذي من أهم أدواته هو الاحتراب السني الشيعي وتعتقد أمريكا والموساد الإسرائيلي والعربي الآن إن الأجواء مهيأة خاصة بعد نجاحهم في تحويل العديد من القوى المعارضة إلى الصراع الداخلي وخصوصا أنصار الصدر الذي ارتكبت باسمهم أبشع الجرائم وهو الأمر الذي أصبحت فيه نهاية الصدر مطلبا سنيا لدى البعض من الذين انطلت عليهم اللعبة ويشير هولاء المتوقعين إلى أن هذا السيناريو هو ثمرة لجهود كبيرة ومتسلسلة بدأت   بإعلان الولاء الشيعي لإيران بواسطة الأجنحة الثلاثة للمشروع الأمريكي  ( حسني وعبدا لله وعبدا لله الثاني) وانتهت بمؤتمر تركيا لنصرة وسائل إراقة الدم العراقي إضافة إلى عصابات المافيا التي ترتدي السواد وتقتل وتخطف في التعليم العالي أو ألسنك وغير ذلك.

أما أصحاب الرأي الثاني فيقولون هذا السيناريو تابع إلى جهة الاستبداد العربي الذي تترأسه السعودية ومعاونيها في الدول الاستبدادية المعروفون وهذه كما يعتقدون رصاصة الرحمة في مشروع التغيير الأمريكي في إزاحتهم عن كراسي الظلم والمال فالحل الوحيد لنجاتهم هي الحرب الأهلية في العراق باستغلال السذّج والاعتماد على أجهزة المخابرات والمافيا المتعاونة معهم من اجل الدولار وطبعا قد تهيأ الأمر الآن بين الصدريين والأخريين لبدء اللعبة وبعد ذلك سوف يفرضون شروطهم وقد تحقق لهم أمان البقاء من جهة ونهاية العراق القوي من جهة أخرى وهو ما انتظروه مئات السنيين.

إن هدف السيناريو القادم ومهما تكن الجهة التي وراءه يعني تقسيم العراق وسرقة موارده وقتل العدد الأكبر من أبنائه فهل يساعد العراقيين على ذلك بغباء البعض وقصر نظر البعض الآخر أو سذاجة المساكين أم أن الشعب العراقي سينتصر فيه التاريخ والإسلام والحضارة ترقبوا لتروا....مع التمني إن كل ذلك أوهام.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com