|
صدّام في الشهر الحرام (1) محسن ظــافــرغريب / لاهاي
بعد أن طلع علينا صاحب صحيفة"القدس العربي" عطوان، في كلمته أمس الأوّل تحت عنوان سيتقدم صدّام الى المشنقة مرفوع الرأس، وأنّ الأنفال وصمة عار في جبين كلّ عربي(موازنا بين الجلآد والضحيّة وكأنّ القاتل والمقتول على صعيد واحد في الجنة أوالنار) عاد في كلمة عدد الأمس ما قبل عطلة صحيفته خلال العيد وتنفيذ حكم الإعدام بصدّام المُدان، ليتحفنا بما ينمّ عن مثل تهافت عطوان هذا بذات النفس الوهابي بقوله؛ سيرقص الصفويون فرحا لإعدامه.. يرتعدون من نظرات عينيه.. آخر رئيس للعراق الموحد..(يعني العراق الذي تقسّم عمليّا بسبب صدّام المقبور وحزبه المنقسم على نفسه، الى كردستان وخطوط عرض دوليّة وطوائف ونحل وملل عرقيّة- إثنيّة!) ويختم بأمنياته المريضة الساذجة غير الطيّبة للعراق وأهله. اليوم يُكمل أحد أبناء وعّاظ السلاطين السعوديين، مدير فضائية"العربية" السعوديّة عبدالرحمن، نجل الشيخ الوهابي" حمدالراشد" الذي صلىّ على جنازته الراحل ابن باز، بأنّ؛ اليوم الذي تمناه صدّام نفسه لأنه يعرف أنه سيستفزّ مشاعر الأغلبيّة وأحاسيسهم. اليوم الذي أعفى فيه الله سيّدنا إبراهيم من تقديم إبنه إسماعيل قربانا وصار رمزا ويوما للعفو والرحمة، والموالون لصدّام إستفادوا من مثل هذه الأخطاء الشكليّة كما حدث حين ضربت القوّات الأميركيّة الفلوجة والنجف في شهر رمضان، وإن جرت في مثل هذه الأشهرالحُرم في الغرب بأن لا يُرسل المحكوم عليهم الى الإعدام في يوم عيد الكريسماس لأنه مثل بقيّة الأعياد مناسبة للتسامح والرحمة. لكنّ هذا الكاتب دعي الليبرالية، يخلص في موضوعه هذا المنشور في صحيفة "الشرق الأوسط" السعوديّة اللندنيّة31ك1/2006م، الى قوله؛ وما كان إعدامه(صدّام الذي قـُبر فجر اليوم قريبا من مقبرة ولديه وحفيده في قريته العوجة) إلآ مُجرّد تطبيق للعدالة في أصدق صورها وإن جرى تنفيذها في أسوأ أيّامها. موازنا بين جُبن جُفاة شعوبهم مثل كيان آل سعود في شبه جزيرة العرب وكيان نهر الأردن المصطنعين و فرعون مصر الخرف المُخضرم ورئيس حكومة حماس هنيّة الذي بعد أن تعرّض لمحاولة إغتيال سياسي على معبر رفح الحدوديّة مع مصر، وصف واجب تنفيذ السلطة التنفيذيّة العراقية للقضاء العراقي سليل أوّل قانون للبشريّة بأنه"إغتيال سياسي"، والقذافي المُعمّر بالسلطة الليبيّة الذي إختطف ضيفه الإمام اللباني موسى الصدر وغيّبه، بدأ العراق بالإحتجاج رسميّا على إعلانه الحداد في ليبيا على صدّام الإجرام، حزنا خلافا لفرح الكويتيين وكرد العراق قبل أغلبيته الشيعيّة، وهو الذي زعم أنه نصير الكرد. هذا من جهة ومن جهة أخرى بين الراشد ليبراليته المحافظة الجديدة ومرجعيتها واشنطن، مُجتهدا في تجاهل التاريخ الأموي، الذي يُذكرنا بنحر الجعد بن جرهم بيد خالد القسري، أضحية بعد صلاة العيد. وإغتيال مؤسس جمهوريّة العراق الخالدة الزعيم الخالد الشهيد عبد الكريم قاسم الصائم في النصف من شهر رمضان القائم على شرف المسؤوليّة التي فرّ منها صدّام الى حفرته خشية قبره الذي أراحه من حياة الذل القصيرة إثر إعدامه في تمام الساعة6.10 من صبيحة رمي الجمرّات، بتوقيت بغداد التي عيّدت وفق عاصمتها الروحيّة "النجف الأشرف"، اليوم وليس غدا ولا بالأمس. بغياب مُدعي عام محكمة ضحايا صدّام في الدجيل ضمن الحجيج(السيّد جعفرالموسوي)، وغياب مدعي عام محكمة ضحايا صدّام في حملة الأنفال عن حضور إعدام صدّام( منقذ آل فرعون) الذي صرّح بتجويز قانون محكمة الجنايات العراقيّة أولآ للتنفيذ بعد 55 يوما من تثبيت دائرة تمييز حكم هذه المحكمة الذي وصفته دعاية البُداة الجُفاة(الممتد بين19ت1/2005-30ك1/2006م) بالإعدام المُتعجل الذي تورّط في توقيته الرئيس المالكي، تارة وبالمُتأخر تارة أخرى، وثانيا بمثل غيابه وزميله وتوقيع رئاسة جمهوريّة العراق الشكلي، في ظلّ إرادة شعبيّة وطنيّة إنبثق عنها دستور العراق وإنتخابات30 ك2/2005م الوطنيّة العراقية في الداخل وهنا في الخارج، التي شرّعت توقيع الرئيس المالكي على ما إحترمه الخارج Saddam Hanged شنق صدّام، كثمرة من ثمرات الإنتخابات في30 ك1/2006م، وإقترن بعيد الأضحى المبارك، كجزء من الماضي، ومن صفحته المطويّة في مثل هذه الأيّام آخر أيّام عيد الأضحى سنة1995م؛ كان عشائر الدليم؛ البدرانيين، البومحيميد، البومحل، البوفهد، البوشُمّر الكبيرة، البوعيسى، البُعيثة، العانيين الخريط، ومنهم نائب أسبق لجمهوريّة العراق بين عامي1965-1966م، ورئيس الحكومة الأسبق اللواء الطيّارعارف عبدالرزاق، وأوّل رئيسين منتجبين إستحدث لهما منصب رئيس جمهوريّة العراق الأخوين عارف على التوالي قبل خيانة القصرالمسروقة في30 تموز1968م، وهما من عشيرة" الجميلات" المُتحدّرة من الرمادي وهي فخذ من الدليم. ناهيك عن آخر وزير خارجيّة لصدّام وأخيه مرتضى وناجي الحديثي من حديثة ومحمّد عايش الذي أعدمه صدّام، ومن راوة البعثي أياد فتيح الراوي ومن عانة وعموم محافظة الأنبار تحدّر رئيس إستخبارات عارف الثاني وخائن قصره عبدالرزاق النايف، عشائر غاب رئيس أكبرعشائرهم البونمر، الشيخ حسين عبوش البدراني عن لقاء صدّام إنسجاما وإنتفاضة عشائر الدليم(750 ألف نسمة) يوم الجمعة الدامية17 أيارماي1995م، عندما إعتلى شيخ الطريقة الرفاعيّة حسين عبّوش البدراني منبرجامع الرفاعي في الرمادي، وقال؛" إنّ الضرب في الميت حرام.. وما شاهدناه اليوم من تشويه وعبث بأجساد هؤلاء الناس حرام، وإذا كانوا مجرمين حقا فالقانون والمحاكم هما الفصل في ذلك( كتب صدّام على جثمان أربعة من أبنائهم؛ مجرم متآمر)، الى المقبرة؛ الله أكبر وله الحمد. الله أكبرعلى الطغاة. وقد إقترح البعض من أهالي الدليم دفن محمد مظلوم الدليمي بدون غُسل لإعتباره شهيدا!. وأنهم أشراف .. إنهم في الجنة (ردّا على محافظ صدّام في الأنبار القائل؛ إنّ هؤلاء خونة ومجرمين- بعد عادة إطلاق العشائر للرصاص)، وردّ العشائر الدليميّة على قوّات طوارىء صدّام، فولت الأدبار في الأنبار!، حتى جاءت قوّات الطائش الهالك عدي صدّام"فدائيي صدّام" مساء ذلك اليوم لتوقع المجزرة التي إستمرت الى اليوم التالي، ثم إعلان دعاية صدّام عن برقيّة الى صدّام؛ أهالي الرمادي على العهد باقون؛" جدد أهالي مدينة الرمادي وقوفهم المطلق خلف راية"الله أكبر" التي رفع لوائها صدّام دفاعا عن العراق العظيم!"(الذي مزقه صدّام ثم كتب على راية التكبير لفظ الجلالة ليتوالى ذلّ هزائمه في ظلها وإعدامه. كانت نكبة العراق في8 شباط1963م بقيادة كتيبة 14 تموز التي تأسست مع مولد جمهوريّة العراق في14 تموز1958م، حيث كتيبة الدبابات بنظام الجيش المُنحل مسلكيّا مع حزب البعث على أيدي صدّام والمُحل تنظيميّا مع البعث على أيدي بريمر المُحتل، تتكوّن من أربعة رعائل، الرعيل=12 دبابة، مع طواقمها وآلياتها وذخيرتها. وكانت تعادل كتيبة لواء مشاة إداريّا، أما الرعيل فيُعادل إداريّا قوّة فوج. وأوّل إنتفاضة مسلحة بعد إنتفاضة ضابط الصف حسن سريع في3 تموز1963م على نكبة العراق في8 شباط من ذات العام، كانت في14 حزيران1995م، عندما آمر اللواء المُدرّع العاشر، اللواء الركن تركي إسماعيل سلطان الدُليمي من عشيرة البونمر في الفلوجة، قاد 5 دبابات فقط من أصل35 دبابة، من مقر اللواء المذكور في معسكر الرشيد- لتحرير سجناء معسكرأبوغريب الذي أغلق بعد فرار صدّام وحزبه، ومنهم850 مواطنا عراقيّا من قبيلة الدليم، وقد فرّ السُجناء وتوزّعوا على الأحياء والقرى المجاورة وغربي بغداد، وكان اللواء الدُليمي يفتقر الى الإسناد الجوّي الذي عوّل عليه، وقد وصلت قواته مع وصول عناصر صدّام الى المُرسلات الإذاعيّة ليسحق كتيبتي حرس صدّام الثانية والسادسة، وقوامها قططه السمان المربّين على الرُشى في المال والرُتب ليكونوا سببا لإندحاره وحزبه في ذكرى ميلادهما نيسان2003م وخلعه من قبل أسياده الذين أتوا بحزبه على قاطرة أميركيّة في نكبة شباط1963م، وتسليمه للحكومة العراقيّة لمحاكمته وإعدامه. سيطر الدُليمي على مُرسلات الإذاعة والتلفزة العراقيّة التي تبعد2-3كم عن سجن أبوغريب المُزال اليوم، كما فعل الشباطيون في الشهر الحرام رمضان سنة1963م، ثم زحف على قصور الشعب الرئاسيّة في مزرعة الرضوانيّة وعلى بغداد لإستباق نهاية صدّام المقبور على يديه وتتويجا لإنتفاضة الدليم على إعدام صدّام للواء الطيّار محمد مظلوم الدُليمي. فأعلن صدّام حالة الطوارىء بإنذار درجة ج القصوى في جيشه المهزوم مرارا تحت راية التكبير التي أعدم في نهاية المطاف ذليلآ في ظلها، وأسفرت إحدى هزائمه تلك عن هلاك 150 مرتزقا من حرسه، وتدمير20 دبابة وناقلة جُند و5 طائرات مروحيّة جاثمة على مُدرّج مطار أبو غريب العسكري مع إسقاط طائرتين مروحيتين إمعانا في إهانة سلاح الجيش القديم وهي من مُقدرات الشعب العراقي المُغيّب. ليوكد مسؤول في الإدارة الأميركيّة التي أرغمت حليفها السابق صدّام خلال حرب الخليج الأولى، على توقيع شروط إستسلامه في حرب الخليج الثانيّة داقة مسمارا بنعشه ودقّ عنقه في غرفة الإعدام التي مساحتها10م2 في مقر قوّت حفظ النظام التابع للشرطة العراقيّة في مدينة الكاظميّة شمالي العاصمة بغداد، المبنى الذي أسسه صدّام سنة1980م لتعذيب وأعدام أحرار وأبرياء العراق بإسم"الشعبة الخامسة للإستخبارات العسكريّة، وكد ذاك المسؤول من واشنطن؛ إنّ أجهزة الإستخبارات الأميركيّة رصدت وقوع تبادل لإطلاق النار بين وحدات عسكريّة قرب محطة راديو قريبة من بغداد يوم14 حزيران1995م. وبهذا الخبر إعلان عن تفكك الجيش القديم الذي قادته عناصرصدّام وجحوش كرد العراق والعرب الشيعة ضدّ طائفة السنة من آل جبوري الذين يكثرون في الموصل وإنفصالهم عن صدّام منذ ت1/1994م، وهم وسواهم كثر، منهم اللواء راجي التكريتي الذي أتهم برفض تسلط صدّام وهو من تكريت التي كان يخدم أبناء قرية العوجة لديهم ويتسمّى صدّام بأنه تكريتي ثم رفاعي متحدّر من شجرة الرسول(ص)، حتى تفكك الدولة العراقيّة ذاتها. فكان إستشهاد محمد مظلوم الدُليمي الشرارة التي أشعلت شمال وجنوب ووسط العراق، وذيولها ظلت تتوالد بالإنشطار الذاتي في الفرات الأوسط وفي وسط الدليم الممتدّ من جنوب الموصل حتى حدود مملكة أسرة آل سعود، وكان الإسم لواء الدليم قبل مولد جمهوريّة العراق وفيه معسكرH3 وقاعدة بحيرة الحبّانيّة التي عسكر فيها الإنتداب البريطاني على العراق وفيها مناجم الفوسفات. ثمّ تغيّر إسم هذا اللواء الى محافظة الأنبار ومركزها مدينة الرمادي. وهي اليوم من الناحية الجغرافيّة ثلث مساحة العراق وتضمّ مُدن الفلوجة، هيت، حديثة، كبيسة، القائم، والرطبة، أهلها فيهم العراقي والطائفي والمتعاون مع الإحتلال لبقاء الإحتلال ولإعادة الإختلال وفيهم من يسعى بوطنيّة لإزالة آثارهما وآثار صدّام الذي إستقدم قدم العم سام. أيضا في7 آذار1995م، أعلنت هيئة الإرسال العراقيّة في شمال العراق والتابعة للمؤتمر الوطني العراقي المعارض لصدّام؛ إنّ قوات المؤتمر سيطرت فجر اليوم على في الشرق والشمال الشرقي من مدينة التآخي العراقي كركوك النفطيّة الخاضعة لعصابة صدّام، على كتيبة مدفعيّة الفرقة38 التابعة لقوّات الفيلق الخامس، للجيش القديم، في هجوم كاسح لقوّات المؤتمر. وفرضت سيطرتها الكاملة على الموقف في محورعمليّاتها كما جاء في تضاعيف نشرة وزعتها الهيئة المذكورة. وغنمت8 مدافع ميدان من طراز2ملم و3 عجلات حاملة للدوشكا للمدفعيّة المُضادة للطائرات وكميّة كبيرة من الذخيرة والأسلحة الخفيفة، وأنّ70% من جنود الكتيبة وضبّاطها إلتحقوا بقوّات المؤتمر الوطني العراقي، إضافة الى أفراد الفوج الثاني والثالث من اللواء848 التابع للفرقة ذاتها من الجيش القديم، هذا فضلآ عن تدمير مُدرّعتين وعجلتين عاملتين للمدفعيّة المُضادة للطائرات من فرقة العابد التابعة لحرس المقبور صدّام، والفرقة العاشرة للجيش في العمارة. في ذلك الوقت أعلن مؤسس المجلس الأعلى للثورة الإسلاميّة الحاكم اليوم في العراق، الشهيد السيّد آية الله محمّد باقر الحكيم، بأنّ الموصل شهدتا قلاقل خلال الأيّام الماضية، وهو ما تصاعد حتىالسقوط الشاقولي المُدوّي لوكيل وحليف الأميركان الطاغية الكارتوني الخائن صدّام الذي عاش على التخوين والتخويف ولم يفهم سوى لغة القوّة والغدر، مستعينا بالعشيرة ثمّ الحزب المدعوم من الأجنبي والدولة. حتى أقرب المقربين له من عصابته المحترفة للجريمة من عشيرته"البيجات"، لم تسلم من غدره، عندما إستدرج قبل عقد من زمنه الشاذ الردىء، زوجي إبنتيه من الأردن ليسلط عليهما عصابته من أسرته فيقتلانهما إثر عودتهما الى العراق في في أوّل أيّام عيد الفطر سنة1416هـ الموافق20 شباط 1996م. وللموضوع صلة
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |