يطل على العراق عام جديد وفي النفس آمال

الدكتور محمد مسلم الحسيني / بروكسل

mhamood@skynet.be

أنت أبونا ياعراق وإن أختلفت أمهاتنا، وأنت سيدنا ومولانا وان تعددت ولاءاتنا وأهواؤنا. فان شاءت الأقدار أن يكون أبناؤك نسيجا متباينا فريدا من نوعه بين الأمم، في إختلاف الأعراق والأصول واللغات واللهجات والأديان والطوائف والأحزاب والميول والأفكار، إلاّ أنك تبقى أبا للجميع وليس أبا لأحد دون أحد.... وستحوي الجميع بين ثناياك، فلا تفرق بين أبنائك مهما أختلفت سجاياهم وأهواؤهم ورؤاهم.

رغم العذاب والمحن... والألم والمعاناة...، ورغم الغيوم السوداء العائمة في فضائك، والأعاصير الجارفة التي تضرب في ثناياك. سيبقى الأمل وجهتنا... والحياة غايتنا... والحرية مرادنا... والمحبة طريقنا... ووحدة ترابك هدفنا.... فأنت النبراس الذي يشع في ظلمة يأسنا وخيبتنا، وأنت الدليل الذي يهديّ في متاهات ضياعنا وبعثرتنا. وأنت الطبيب الذي يشفي عجائب أمراضنا وغرائب عللنا. فستبقى ياعراق نيّرا زاهيا، سالما غانما، غاليا عاليا في نفوسنا وضمائرنا. ستبقى حيّا ما حيينا... ورمزا ما بقينا... وملاذا لنا يوم لاتطمئن نفوسنا الاّ بين ثناياك... ولا تهدأ مشاعرنا الاّ في رباك... ولا تنشرح صدورنا الاّ بعطر هوائك.... ولا ترتوي نفوسنا الاّ بعذوبة مائك.... فلا أرض مثل أرض الوطن ولا حب كحب الوطن !.

أن أبناءك ياعراق متباينون في تطللعاتهم وسلوكهم وتصرفهم. فمنهم من يعطي ولا يريد أن يأخذ وهذه مكرمة!.... ومنهم من يعطي ويأخذ وهذا هو الحق والعدل.... ومنهم من يأخذ ولا يعطي وهذه مشكلة.... ولكن الكارثة أن من بين أبنائك من يأخذ ولا يعطي ويمنع الذي يعطي!!!.... ولكن بمرور الأيام والزمن ياعراق، ستزول الشوائب والقشور ويبقى اللب والجوهر. ستزول الأحقاد ويسود الحب.... ستنجلي الغمّة وتبزغ الشمس.... سيعلم جميع الأبناء، أن لا مفر ولا مخرج لهم غير الأنتماء الصحيح لوطن واحد، حر ومستقر. وطن تسوده المساواة والعدل، وتجمعه الألفة والمحبة، وتزيّنه الأخلاق والتراث، وتبنيه الأيادي الكفوءة المؤمنة. فلا طريق للعنف والأرهاب في أركانك. ولا مجال للظلم والأبتزاز في تأريخك الجديد. ولا زاوية للجريمة وإنتهاك حقوق الأنسان في طريقك. ولا صفحة للأنانية وحب الأنا في دستورك، ولا مكانة للفئويّة وأقصاء الآخر في قاموسك.... فسيعلم أبناؤك بأن تربتك للجميع وماءك للجميع وثروتك وتأريخك وحاضرك ومستقبلك من أجل الجميع. فلا فضل لأحد على أحد الاّ بالأخلاص لك والتفاني من أجلك، وحراستك من اللصوص والأعداء، وحمايتك من بغي البغاة وشعوذة الأشرار وجرائم المنحرفين.... بوركت ياعراق...، ودمت ياعراق....، وعشت ياعراق، علما عاليا بين الأوطان والأمم.....

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com