شخبطة على الحائط

نتعامل يوميا مع 4000 مادة كيماوية خطرة

حليب الام لم يسلم من الملوثات

 

توما شماني – تورونتو / عضو اتحاد المؤرخين العرب

tshamani@rogers.com

جرت بحوث مكثفة واسعة دارت سبع سنوات لتقرير آثار عدد هائل من المواد الكيماوية بلغت 4000 مادة مستخدمة في كندا وهي التي نشكل خطرا على حياة الانسان والحيوانات والنباتات وهب التي ينبغي دراستها دراسات موسعة وتقرير مدى سلامتها. لهذا نشرت مؤسستا البيئة كندا والصحة كندا قائمة بالمستحضرات والاوعية التي تحوي هذه المواد الخطرة ابتداء من قناني المشروبات الخفيفة ودهون الشفاه الى المنظفات البيتية الى قناني الرضاعة البلاستيكية التي اهملتها المؤسسات الصحية. هذه الكيماويات الـ 4000 تدرس دراسة موسعة وسيقرر ايتها الاكثر خطرا، وسيقرر ان كانت هناك حاجة لوضع تحديدات لاستخدامات هذه المواد. اما الكيميائيات الاعلى خطرا فستنشر قوائمها خلال اسابيع قادمة وتشارك فيها دوائر الصناعة والبيئة والصحة رغم ان الحكومة الكندية المركزية ترفض تاكيد عدد هذه الكيماويات الواسعة الانتشار في الاستخدامات التجارية. وهذه المواد من المؤكد انها تسبب العلل والامراض ولهذا فهم دائبون على دراستها دراسة جدية اذ ان بعض هذه المواد تسبب السرطانات وتقلل من اعداد الحيامن في الرجال كما ان العمال المشتغلون في مختلف انواع الصناعات يواجهونها في المعامل واساءات اخرى للصحة كتلويثها للبيئة. بعض هذه الكيملويات تستخدم استخداما واسعا في المواد الاستهلاكية منها (البولي اثلين) المستخدمة في قناني المشروبات اليومية و(الستايرين) احدى مكونات العديد من البلاستيكات و(التولوين) ويدخل في مواد التنظيف البيتية و(البايسفينول) الذي في حشوات الاسنان بالاظافة الى المبيدات الحشرية والماكولات والادوية. ويقول (رك سمث) رئيس ما يعرف بـ (الدفاع البيئي) وهي مؤسسة تسعى لمراقبة البيئة في تورونتو (ان هذه الكيماويات السامة موجودة بيننا كمنتجات الشامبوات ومواد تنظيف الجسم وقدور الطبخ والكهربائيات والاثاث والملابس). بعض هذه الكيماويات المشكوكة تستدعي اخذ الاجراءات السريعة للحد منها. وقول (دي ليون) الباحث مؤسسة قوانين البيئة الكندية (هذه الكيماويات التي هي سيئة كل السوء ينبغي فرض تنظيم لها وليس حفنة من الكيماويات بل الـ  4000 مادة بكاملها) وهذه الكيماويات قد اشير لها قبل 1988 حينما صدر قانون وقاية البيئة الكندي. وفي ذلك العهد كان هناك 23 الف مادة كيماوية مستخدمة الغي النظر فيها لان الانظمة الاتحادية الكندية تتولى النظر في 800 تدخل الحياة كل عام بدلا من الكيماويات المتداوله سابقا في الاسواق. بيد ان الامر دخلت فيه جهود دولية لتقرير حالة كل مادة وخاصة في انكلترا. والمعروف الآن ان  الناس في كندا تداولوا عشرات الالوف من الكيماويات استخدمت قانونيا لسنوات وهي التي لم تدرس دراسات جيدة. وهذه الكيماويات مسخدمة منذ عقود من الزمان ويقول احد الخبراء ان الكثير من الكنديين يخبئون في اجسامهم موادا كيماوية سيئة وبالاظافة الى ذلك فان الكيماويات من الكثرة فان كل فرد في كندا قد تعرض لها. في عام 1999 حدد تعريف المواد السامة بتلك التي قد تحدث ضررا على البيئة التي تعتمد عليها الحياة وتلم التي تكون خطرا على حياة الانسان وصحته. وليس الامر الآن محصورا بالكيماويات التي تسمم البيئة وتلوث البحار وكذلك منتجات التقنيات الحياتية التي تعمل على مزج المورثات بين الانواع الحياتية وكذلك دخان السيارات واحتراق الوقود في قيادة المركبات والمواد المؤذية المكروحة مع النفايات وكذلك الكوارث الفجائية والتسربات الطارئة للمواد السامة. قبيل صدور قانون  1988 كان هناك اكثر من 23 الف مادة كيماوية في البيئة الكندية وكانت يطلق عليها قائمة المواد الاليفة ولكن الكثير منها ادرج بعدئذ في فصيلة المواد السامة. هناك اهتمام وشكوي من الناس حول (انبعاث غاز البيت الاخضر) والضبخن والامطار الحامضية التي تنبعث ملوثات لهواء والماء تسعى لها كندا نحو ابتكار تكنولوجيات لحلها. ورغم ان كندا فعلت بعض الدور فهي ماتزال متاخرة بعض الشيء عن توفير الابتكارات الجديدة لحل مسائل التلوثات الاخذة في الاتساع. ان الامراض والاعراض السيئة للجسم المتأتية من التلوثات البيئية كثيرة فهناك 15-25% تحدث صعوبات في التنفس كحى القش والازمات الصدرية وبعضها مسبب عن استخدام العطور القوية والواقع ان 17% من الكنديين مصابون بوجع الراس من العطور القوية. القائمة طويلة في الامراض الاتية من التلوثات بواسطة مكيفات الهواء في البنايات السكنية الكبيرة التي تصطاد الملوثات من الغرف فان لم تبدل فانها تغدو ملوثة وهي في ذات الوقت لاتستطيع اصطياد المواد الكيماوية العالقة في الغرفة. الملوثات تؤثر ايضا على الجهاز العصبي المركزي فتحدث صعوبة التفكير والتعليل وضبابية الدماغ والصداع والنسيان وما يعرف بظاهرة (الابرة والخيط) اي الشعور بنغزات الابر في الايدي والقدم بالاظافة اضطراب النوم والتكلم والمشي والقلق والغم. اما الاضطراب العاطفي فهو التارجح في حالات الانسان كاللاثبات والحركلت غير الاعتيادية. وفي الجلد يحدث الجفاف والهرشة الاكزيمة والحساسية الزائدة والدمامل. وفي القلب والدورة الدموية فيحدث اورام المفاصل او اضطراب نبضات القلب كالتسارع او التباطؤ او اللاانتظام وآلام الصدر. وفي الجهاز العظلي العظمي تكثر آلام المفاصل وتقلص العظلات وضعفها. اما العين فقد تصاب بالغشاوة او الجفاف او ظهور بقع امام العين او صعوبة السياقة ليلا، وكذلك حدوث الكثير من الاضطرابات في المعدة والامعاء بانواع مختلفة وكذلك في الجهاز التنفسي والجهاز البولي بانواع كثيرة كصعوبة التبول ومشاكل جنسية اخرى. والواقع ان التدهور البئي يلعب دورا كبيرا وخطيرا في تدهور صحة الانسان.

والذي اعرفه كمثل لا انساه لانه صاعق لكل انسان وهو ان المرأة تكدس في جسمها كل انواع الملوثات وعندما تنجيب وليدها الاول تقاسمه مافي جسمها من ملوثات ثم  ياتي الوليد الثاني فتقاسمه النصف الذي من مكنونات جسمها من ملوثات وهكذا الوليد الثالث والخ.. وليس هذا فقط فانها حين تسقيه حليبها فرحة لتغذيته فانها تسقيه حليبا ملوثا دون ان تشك بان الرضيع يسقى حليبا ملوثا بالكيماويات.  ان الهواء الذي نستنشقه  الآن ملوثا والماء الذي نشربة ملوثا والطعام الذي ناكله ملوثا. اننا نعيش عصر الكيماويات وهذا ما لم يحدت للجدات والاجداد قبل قرن من الزمن. ان الاوساط الطبية العالمية واعية لهذه المشكلة بل المشكلات وقد انعقد في 2001في السويد مؤتمر حضرته 119 امه في العالم، بيد المزار بعيد والمسار طويل كما يقولون. والنتيجة او المعضلة الاخرى، ان الحلبان المطروحه في الاسواق المعدة للرضاعة انما هي كاملة الاوصاف والمكونات الا انها تفتقر الى المواد الغذائية الحياتية التي تضخها الام في حليبها للطفل، بالاظافة الى ان الحلبان المشتلاات  تثقل ميزانية العائلة في كثير من الاحيان. اما المواد التي تدخل جسم المرأة والرجل فكثيرة منها الرصاص والزئبق وما تحملة مواد التجميل النسائية من كيماويات.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com