قراءة في الندوة التي عقدها مركز الرأي للدراسات في الاردن مع شيخ الارهاب حارث الضاري (ج5 والاخير)

ستار الشاطي / العراق- بغداد

tootyst@yahoo.com

وفي مداخلة للسيد محمد ابو رمان عبر فيها عن اتفاق وجهة نظره مع ماطرحه الضاري بشأن الدور الذي يجب ان يلعبه العرب في العراق مضيفا ( ان العرب هم الذين اضاعوا العراق سنة وشيعة وليس فقط سنة ) . ثم وبعد مديح للضاري واعتباره ( مناضل وطني شريف ) يوجه ابو رمان اسئلته مبتدئا بالحديث عن ( ثنائية السنة والشيعة ) التي اغفل الضاري الحديث عنها واكتفى بثنائية ( المحتل والمقاومة ) مذكرا الضاري بتحالفه مع مقتدى الصدر ومع جيش المهدي ودعمه لهم في بداية الاحتلال ومن ثم الاختلاف معهم بعد ذلك ليستفسر بعدها عن احتمالية ( وجود شريك شيعي وطني مؤثر ) وليس هامشيا – كما هو الحال مع الخالصي والبغدادي – والذي يمكنه بالفعل مشاركة الضاري وجماعته بأنقاذ العراق . ثم يتوجه ابو رمان بسؤال اخر موضحا انه – اي الضاري – قد تحدث عن ( خطاب شيعي اقصائي ) ويؤكد له وجود ( خطاب سني اقصائي ) بما اطلع عليه بنفسه من خطابات فصائل الضاري المقاومه مثل الجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين واصفا تلك الخطابات بأنها ( اقرب الى التيار السلفي ) وذو لهجة حادة وعقدية مع الشيعة . ويذكر ابو رمان الضاري الى ان مثل هكذا خطاب لايمكن له ان يسهم في ايجاد تيار وطني عراقي . وبالاشاره الى محاولة اميركا اللعب في الوقت الضائع مع المالكي ومسأله اعادة النظر في العمليه السياسيه وكذلك العلاقه مابين المالكي وجيش المهدي وحديث الضاري عن فشل العملية السياسيه يبين ابو رمان انه يشكك بوجود ضمانات لعدم وقوع حرب اهليه وان فشل المشروع الاميركي ونجاحه مأزق سيؤدي بالنتيجه الى فراغ . ويقدر ابو رمان الى ان من سيملا هذا الفراغ هم دول الجوار العراقي ( شئنا ام ابينا ) مشيرا الى انه كان قد تحث عن هذا الموضوع في مقالة سابقه له ليقاطعه الضاري مذكرا اياه بأنه كان قد تحدث عن تدخل عسكري وكان يقصد دولة معينه – في اشارة الى ايران – وانه – اي ابو رمان – يحاول تحفيز الدول الاخرى على ايران . ويختتم ابو رمان اسئلته مستفسرا عن طبيعة العلاقه بين القاعدة التي اعلنت دولتها الاسلاميه في غرب العراق وبين مجتمع اهل السنة في العراق مذكرا الضاري بكون المجتمع السني كان حاضنة لتنظيم القاعده بقوة في بدايه الاحتلال فهل ان هذه العلاقه لازالت قوية كما كانت في السابق ام ان هناك مشاكل مابينها وبين العشائر السنيه في اشارة الى انتفاضه عشائر الرمادي بوجه الغرباء الذين احتضنوهم في بداية الامر لكنهم وبعد تماديهم في قتل العراقيين انبرت لهم بعض العشائر في الرمادي ممن طالتهم يد الارهاب في حملة سميت ( صحوة الانبار ) والتي وجدت تأييدا من الحكومة العراقيه بينما اتهمها الضاري بكونها مجاميع من الموتورين وقطاع الطرق .

وفي معرض رده على ابو رمان انكر الضاري تحالفه مع الصدر لكنه قال بانه التقى معه بالتوجهات فقط وكان يقدر ان خطابه كان وطنيا ولذلك فأنه تجاوب معه ووقف معه في محنته في النجف . وعزى الضاري تلك المحنة الى تواطؤ قوات بدر مع المحتل وانه – اي الضاري – كان قد افتى في وقتها الى ( حرمة اصطفاف المسلم مع الكافر ضد اخيه المسلم ) . ثم يشير الضاري الى ان مقتدى الصدر قد خرج بعدها من الصف الوطني بعد موافقته على مشروع الفدراليه – علما ان التيار الصدري قد صوت ضد الفدراليه داخل مجلس النواب – وتحالفه مع قوات بدر في قتل الناس وبهذا فقد تم الاختلاف معه وذهب كل الى سبيله . ويبين الضاري استعداده للتحالف مع الصدر في حاله رجوعه الى مااسماه بالصف الوطني وكذلك فأنه – اي الضاري – على استعداد للتحالف مع الشيطان ( اذا هداه الله في خدمة العراق) واشار الضاري الى ان هيئة علماء السنة التي يرأسها هي جزء من المؤتمر التأسيسي الذي يقول عنه انه يضم المسلم والمسيحي والصابئي وغيرهم في اشارة الى انضمام التيار الخالصي والبغدادي وغيرهم ممن لم يجد له دورا ما مع الشيعة لينضووا تحت راية شيخ الارهاب . ثم يبين الضاري الى ان من يريد ان يكون معه يجب ان يكون ضد المحتل عندها سيكون مقبولا منهم مهما كان دينه او مذهبه او فكره . ويشير الضاري ايضا الى انه ومقاومته ينبذون العصبية قبلية كانت ام طائفية معترفا في الوقت نفسه بوجود تعصب لدى بعض قيادات المقاومه لكنها غير موجوده عند الغالبيه التي يتمتع هو شخصيا بعلاقات طيبه معهم وان له صلة دم ونسب مع بعضهم . كم انه هو وزملائه اساتذه الجامعات من اشرف على تدريس هؤلاء وتربيتهم – ونعم التربيه ! – وانه يعترف انه ليس لديه اي يد عليهم سوى القيام بأصدار فتاوى لهم وبطلب منهم – نعم المفتي ونعم المستفتي ! – اما بشأن العلاقه مع القاعده فيجيب الضاري الى ان العلاقه بين المجتمع السني والقاعده اصبحت سيئة ولم يعد للقاعده اي رصيد في العراق وهو مسؤول عن كلامه هذا . وهي محاولة اخرى لطمأنة العربان الى افتقار القاعده الان الى نفوذها الذي كانت عليه وبالتالي سيسارعون الى دعم مقاومته التي اشار اليها الضاري سابقا في كونها عراقية خالصة وانها تقاوم ضمن حدود العراق فقط .

ويتداخل السيد ارحيل الغرايبه نائب الامين العام لجبهة العمل الاسلامي في الاردن معتبرا خطاب الضاري هو نفسه الذي يتبناه الاردن مشيرا الى ان الحديث عن العراق يجب ان لايكون بمعزل عن المنطقة كلها فالمشروع الاميركي هو لكل المنطقه – يقصد مشروع الشرق الاوسط الكبير – وان هذا المشروع ( الاميركي-الاسرائيلي-الصهيوني ) والمدعوم بتحالف عربي يقابله ( مشروع ايراني – سوري – حزب الله ) وفي حاله تسقيطه على ارض الواقع في العراق سوف نجد صعوبة ( الاصطفاف بين المشروعين ) وبالتالي فمن الضروري ايجاد ( مشروع تكتيكي ) وحسب مااشار اليه الضاري بقوله ( نتعاون مع الشيطان اذا هداه الله ) وانه يعتبر هذه البداية على الضد من المشروع الاميركي . واشار الغرايبه الى ان ايران هي من اكبر المستفيدين من الوجود الاميركي في افغانستان والعراق فهي تقترب من مشروعها النووي – الذي يؤرق العربان – في ظل المشروع الاميركي. كما ان المخطط الاميركي – الاسرائيلي – حسب وجهة نظر الغرايبه – قد حقق هو الاخر مكاسبه في العراق وهو تدمير ونهب العراق وتجزئته .

وفي معرض رده على مداخلة الغرايبه يشير الضاري الى ان المشروع الاميركي في العراق او في المنطقة يعتمد على القوة العسكريه في فرض الاشياء فأذا استطاع العراق ان ينهي هذه القوة فأن المشروع سينتهي برمته وان المقاومه مصره على اخراج المحتل لانه يشكل ( الورم السرطاني ) الذي يجمع كل الاورام الخبيثه حوله وبذلك فأن مجرد خروج الاحتلال ( الورم ) فأن بقية الاورام ستنتهي . اما المشاريع الاخرى فأنها ستحل بمجرد انتهاء المشروع الاميركي لانها مرتبطه به وربما تحل بشكل عادل او غيره حسب راي الضاري .

وفي مداخلة للسيد (محمد الخطايبه) يتطرق فيها الى انه يسمع ومنذ فترة ليست بالبعيده الى ان هناك ( تخوفات على السنة ) وانهم يعيشون مضطهدين في العراق وان الدول العربيه التي تخاف الان على السنه – والتي يتخوف الضاري من ذكرها بينما يذكرها الخطايبه وهي الاردن والسعوديه ومصر – لم نسمع بها وهي تتخوف على العراق فأين العراق من كل هذه التخوفات ؟ ولنا ان ندرك من تساؤل السيد الخطايبه مقدار ماتتدخل يه هذه الدول التي اشار اليها بالاسم في الشؤون العراقيه محاولة تحويل الصراع فيه الى صراع طائفي بدعمهم للسنة في العراق على الضد مما يعتبروه دعما ايرانيا للشيعه والذي يكنون لهم العداء كونهم لايتمذهبون بمذهبهم دافعين بأموالهم مسخرين اعلامهم في حملتهم للاطاحة بالحكومه العراقيه المنتخبه واعادة الامور الى السنة وبالتالي اللعب بمقدرات العراق كيفما يشاؤون . ويطلب السيد الخطايبه في نهاية حديثه من الضاري الى تحديد ماهية الدعم الذي يطلبه من الدول العربيه بعد استبعاده الدعم العسكري او المخابراتي .

اما السيد ابراهيم العجلوني وفي مداخلة له فأنه يعبر عن شغفه بالاطلاع على الوضع العراقي ويعتبر مايحصل فيه ( هما يوميا ) عند الاردنيين ولذلك تراهم يتفرجون على قناة الزوراء ويستمعون الى ( خطابهم العقلاني ) الذي يوحد العراقيين . ثم يضيف العجلوني الى ان العراق عليه ان يواجه الاحتلال لوحده على اعتبار ان الوطن العربي محتل هو ايضا ولكن بصورة غير مباشرة او كما عبر عنها ( فوق بنفسجي ) لايمكن رؤيته بالعين المجرده ولكن يمكن ادراكه بالبصيره . كما ان الاعتماد على الدول العربيه – حسب رايه – سيؤثر على صمود العراقيين وقدرتهم في مواجهة الاحتلال . وفي معرض رده على ما طلبه الحاضرون في الندوة والحاحهم لمعرفة نوايا ومشاريع الضاري ومقاومته يشير العجلوني الى ضرورة تكتم مااسماه ( بالثائر الحقيقي والمجاهد الحقيقي ) على مشاريعه الا بحدود الضروره مستشهدا بما كان يفعله الرسول (ص) حينما ينوي على غزوة فأنه كان لايبين مقصده او يواري فيه . وبذلك فأن العجلوني يخاف على مقاومة الضاري من القوى المتربصه به لاحباط مؤامرتهم وتأمرهم على العراق مشبها اعمال الضاري الارهابيه ومؤامراته على العراق بما كان يفعله الرسول العظيم (ص) وهذا هو ديدن السنة دائما وتشهد لهم بذلك كتبهم التاريخيه في محاولاتهم لتشويه صورة الرسول من اجل ابراز بطولات اصحابه .

ويتساءل هادي الشوبكي من جانبه عن الرفض المتنامي في العراق ضد الاحتلال الاميركي مستفسرا عن المشروع السياسي الذي يروم الضاري عقده مع الدول العربيه التي يثق بها وكذلك عن حقيقه ماتقدمه السعودية من دعم لسنة العراق .

وينبري الضاري للاجابة على تساؤلات المتداخلين قائلا انه وهيئته ومقاومته بعيدون جدا عن الخطاب الطائفي وانهم كثيرا مايتعرضون الى انتقادات من السنة المشاركين بالعملية السياسيه على اعتبار انهم لايعملون للسنة فتكون الاجابة الى ان الضاري ( يعمل للسنة من خلال العراق كله ) . اما عن توجهات الضاري وهيئته فأنه يقول عنها بأن توجهاتهم ( سنية ) وانه يحاسب اي شخص من هيئته حينما يزل لسانه بحديث طائفي . وكلام الضاري في هذا مجافي للحقيقه تماما لان معظم خطابات هيئته كانت تتحدث بشكل طائفي خاصه اذا كان الامر يتعلق بأهل السنة في العراق . كا ان الضاري نفسه كثيرا ماكان يتناول الامور بشكل طائفي  وهو يوجه اتهاماته بالعلن الى هذه الجهة او تلك حتى في حديثه والذي نحاول قراءته الان نرى مقدار مايحمله هذا الرجل من حقد طائفي لايستطيع ترويضه او الامساك به في احاديثه لانه معتمر في قلبه وذهنه . ويعترف الضاري صراحة بحقيقه الخطاب العربي الطائفي في الاونه الاخيره معتبرا حديثهم هذا مجاملة للشارع السني العراقي على اعتبار ان هذه الدول سنية المذهب معترفا ان هكذا خطاب لاينفع العراقيين الذين يقاومون المحتل الذي سيرحل وذيوله وهو – اي الضاري – متفاءل جدا من ذلك . اما ماهو بشأن المشروع الايراني فان الضاري يشير الى انه (متخندق تحت ظل الاحزاب العميله والعملاء ) في اشارة الى الاحزاب الشيعية والكرديه في ان واحد مستشهدا بنكته من نكت (جلال الطالباني ) حينما حذر من رايس ورامسفلد عند تعطيل تشكيل الحكومه العراقيه وعندما حددوا له مهلة اسبوع او اسبوعين والا فان الاميركان سينسحبون من العراق فأجابهم بأنه – اي الطالباني – سينسحب قبل انسحابهم . واكد الضاري الى ان هذا ماحصل فعلا من الطالباني حسب المصادر التي نقلت له الخبر ويؤكد الى ان الكرد سوف ينسحبون الى جبالهم بمجرد خروج المحتل وان قواتهم ( البيشمركه ) المتواجده الان في كركوك والموصل ستنسحب هي الاخرى كونها تعتمد في تواجدها على قوات الاحتلال . ويبقى الهم الاكبر الذي يؤرق شيخ الارهاب الا وهو المشروع الايراني والذي يعتقد انه سيواجه هذا المشروع واذنابه من الاحزاب العميله بالمقاومة والجيش العراقي الذي يقول عنه الى انه الان ( في طور التنظيم ) وكذلك بمساعده الشيعة العرب الذين هم على الضد من المشروع الايراني بالعراق . ويستطرد الضاري في حديثه الى ان مشروع مقاومه التدخل الايراني سوف لن يكون بغير ضحايا ودماء فالذي دفع بأكثر من 600 الف شهيد عليه ان يدفع ب 100 الف ( عوازه ) للتخلص من التغلغل الايراني في العراق .اما اذا تدخلت ايران حينها عسكريا فأن الضاري سوف يدعو الدول العربيه الى التدخل بدورها في ذلك وجلب التها العسكريه الى العراق . ويبدو ان الضاري متفاءل كثيرا بالدعم العربي زكأنه لم يسمع بتخاذل العربان المخزي في كل حروبهم مع اسرائيل او تسارعهم وتنافسهم للارتماء بأحضان ( ماما اميركا ) .

وفي معرض رده عن وجود البعثيين في صفوف المقاومه اشار الضاري الى ان لهم دور ايضا كما للاخرين وانهم مكون معارض للاحتلال وان كل الفصائل تعمل سويه لان هدفها واحد . ويشير الضاري الى انه كان له موقف في الماضي من البعث ومن صدام لكنه يغفر لهم الان لان ( الاسلام يجب ماقبله ) حسب تعبيره ولانهم الان بمواجهة عدو واحد ويجب ان ينتهي (مابيني وبين اخي ) مشيرا الى ان دور البعثيين اصبح الان دورا ليس رئيسيا بل انه جزء مكمل للاجزاء الاخرى . اذن فمقاومة الضاري ( الكشكول ) وبأعترافه تضم البعثيين الذين تنسب لهم معظم الاعمال الارهابيه والتفجيرات والاغتيالات في العراق ولايهم عند الضاري ذلك فالمهم عنده هو الوقوف بوجه المحتل فقط بأي وسيلة كانت ومن اي مكون جاءت حتى من البعث النافق الذي يعفيهم الضاري من كل الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب العراقي طوال 35 عاما من حكم العراق على اعتبار ان الاسلام يجب ماقبله التي لاتنطبق تماما على البعث الساقط لانه ولد في الحضيض وسيكون مأله الحضيض بعون الله .

ويتوجه الدكتور فالح الطويل بسؤالين الى الضاري الاول مايتعلق بشأن قناة الزوراء التي اصبحت المحطة الفضائيه الاشهر في الاونه الاخيره والتي يشاهدها الاردنيون بكثره والتي تذكر فيما تذكره الى ان الضاري هم المتحدث الرسمي بأسم المقاومه وانه (الوحيد المؤهل لمخاطبة الاجانب ) وبالتالي فهل يوجد هناك ( مجلس تنسيق اعلى ) لمقاومه الضاري المتنوعه الاشكال . اما سؤاله الثاني فهو عما جاء من تحريض في القناه المذكوره على مواجهة جيش المهدي وعدم الهروب امامهم بل وقتلهم اذا اعتدوا عليهم فهل يستنبط من هذا التحريض الى وجود مواجهه بين المليشيات واهل السنة في العراق ؟ ... ويجيب الضاري على السؤالين المذكورين بقوله ان صاحب قناة الزوراء كان في البدايه ( مع مشروع المحتل ) وانه كان كثيرا مايتناول بالنقد للضاري وهيئته لكنه قد اختلف مع الاخرين في الاونه الاخيره ( واستغل الفرصة وانقلب عليهم ) وهو انقلاب وصفه الضاري ( بالهائل ) لانه قدم خدمة كبيره لمقاومه الضاري ليشاهدها الناس ويشاهد افعالها عن كثب . بالاضافة الى اشاراته الكثيره لما يسميه ( المشروع الصفوي ) والذي يثني عليه الضاري كثيرا معتبرا اياه هروبا من تسميته ( بالمشروع الشيعي ) فهل يسمي الضاري هذه بزلة لسان؟ واذا كانت كذلك فمن يحاسب الضاري على زله لسانه هذه ؟ ام انه الوحيد الذي من حقه محاسبه الاخرين ؟ او ليس هذا الحديث طائفيا ؟ اما مايتعلق بكون الضاري – شيخ الاسلام – كما يصفه عار جبور مشعان في قناه الزوراء وانه الوحيد الذي من حقه مخاطبه الاخرين فيشير الضاري الى انه لم يتفق مع مشعان العار على ذلك وانه كان قد بعث اليه برساله يطلب منه ان يخفف عنه ولاينعته بشيخ الاسلام لانه وبتواضع ( جزء من الرجال الرافضين للاحتلال ). ويبدو فيما يبدو ان الضاري على اتصال مع الجبوري بعد انقلابه الاخير او بالاحرى هروبه من مواجهة مصيره الذي ينتظره بعد رفع الحصانه عنه من قبل مجلس النواب لسرقته اموال الشعب العراقي وانه يتكفل – اي الضاري – بدعمه بالرغم من كونه متقلبا وانه من النوع الذي يحب المصادمه والخلاف حسب وصف الضاري الذي تمكن اخيرا من الجبوري ليوظفه تماما لمقاومته الشريفه (وافق شن طبقه) .

وعن سؤال السيد عبد الله العتوم الذي يدرجه في خانه ( الرده البدويه ) عن اعدام ماسماه ( فخامه الرئيس صدام حسين ) يجيب الضاري الى ان المحاكمه التي جرت لصدام كانت سياسيه وبالتالي فان اي حكم عليه هو غير شرعي او قانوني . اما عن القضايا التي يحاكم عليها الطاغيه فيقول الضاري ان قضيه الدجيل لم يستطع المدعون عليه اثبات جرمه واعتبرها من اهم القضايا . بينما يؤكد الضاري ان قضيه الانفال ( ادعاءات فارغه ) لان الاكراد ادخلوا الايرانيين الى السليمانيه وهددوا , وقضيه حلبجه ( فيها كلام كثير ) . اما مسأله المقابر الجماعيه فأنها ( ايضا مضخمه ) حسب راي الضاري لانها كانت للجيش الذي انسحب من الكويت او لقتلى حرب الثمان سنوات مع ايران . وفي هذه ايضا يظهر الضاري طائفيته البغيضه بتشكيكه بصحه القضايا التي يحاكم عليها الطاغيه لكونها تتعلق بالشيعه والاكراد الذين يعتبرهم عملاء واذناب المحتل .

ويعتبر الضاري قضيه الدجيل اكبر القضايا التي اثيرت حول صدام لكن المستوى الذي قدمه الدفاع عن الطاغيه كان ضعيفا ولو كان بالمستوى المطلوب لانتهت القضيه دون الحكم على الطاغيه . ويظهر الضاري تعاطفه مع الطاغيه الساقط موجها لوما للدول العربيه وشعوبها التي لم تقم بما يكفي ( لافهام الناس انه لازال رجلا مقبولا وهناك مجال لايزال لمن يريد ذلك ) مؤكدا في نفس الوقت الى عدم رغبته برجوع صدام للحكم على اعتبار انه قد ادى الدور الذي كان عليه اداؤه . ويبدو ان الضاري على يقين من نهايه الطاغيه المجرم والا ماكان قد تحدث عن رغبته تلك .

ولم يجب الضاري عن مداخلة ( خالد محادين ) التي تحث فيها عن ارتفاع نسبه القتلى في العراق في الاونه الاخيره حسب الاعلان الاميركي وان مقتدى الصدر اصبح اكبر من يهدد الامن في العراق معتبرا ان ( اوراق المالكي قد انتهت ) لتحالفه مع الصدر ومليشياته . واكتفى الضاري بتحويل الحديث الى ( عبد السلام الكبيسي ) احد اعضاء هيئته ليتحدث عن زيارته للسستاني والمراجع الشيعيه لان الضاري لم يكن موجودا في حينها في العراق .

 اما السيد عبد السلام الكبيسي فقد استهل حديثه بوصف سعادته وهو يلتقي بالصحافه التي صورها بانها ( العين الامينه التي تنقل ماترى ) ثم انتقل الى سرد تفاصيل زياراته ولقاءاته مع المراجع الشيعيه مبتدءا بزيارته لمدينه الصدر ولقاءه مع من اسماهم ( المحسوبين على التيار الصدري ) وحديثه معهم حول بعض المساجد التي اغتصبها الشيعه منهم ووافقوا على ارجاعها بعد حديث طويل ومجادله انتهت الى الصلاه سويه في ( جامع مختطف ) حسب تعبيره والذي كان يعج بالسرقات قدرها بالملايين . وذكر الكبيسي بانه طالبهم بارجاع هذه المسروقات الى اصحابها اما مايتعلق بالدوله فيرجع الى الدوله. وفيما يتعلق بزيارته للسيد السيستاني فيقول الكبيسي انه ذهب اليه للطلب منه اصدار فتوى ارجاع المساجد الى اهلها فوافق السيستاني على ذلك لكنه وحسب ادعاء الكبيسي لم يستجب له اطلاقا في كتابه ذلك وهذا مايفسر عدم حضوره لمؤتمر مكه وعدم ارسال من يمثله واكتفى بارسال رساله مكتوبه على اعتبار ان الكتابه غير ملزمه عليه حسب مافهمه الكبيسي في محاوله لتشويه صوره المرجع الاعلى للشيعه في الوقت الذي سمع فيه القاصي والداني بفتوى السيد السيستاني باعادة المساجد الى اصحابها بل وتحريم الصلاة فيها كونها مغتصبه .

ثم يتحدث الكبيسي عن زيارته والوفد المرافق له للسيد محمد سعيد الحكيم الذي يدعوه هازئا ( الطباطبائي ) محاولا في الوقت نفسه النيل منه بقوله انه كان من المدللين عند صدام حسين الذي ارسله بطائره خاصه الى الخارج للعلاج . كما ان السيد السيستاني – وحسب ادعاء الكبيسي – كان هو الاخر يحضى باهتمام ورعاية صدام بحيث ان الكبيسي نفسه كان يتعرض الى التفتيش الدقيق من قبل مخابرات صدام الواقفين على باب السيستاني وهو مايعبر عنه بالخوف عليه بينما الحقيقه هي غير ذلك والتي يعرفها الجميع بما كان يتعرض له السيد السيستاني من مضايقات من السلطه الصداميه حتى انه كان اشبه مايكون تحت الاقامه الجبريه . اما من كان يزوره من عامه الناس من مريديه ومقلديه فكانوا يتعرضون الى مطارده كلاب السلطه لينتهي الامر بهم في السجون او في المقابر . اما الكبيسي فقد كان يتعرض الى التعذيب الذي لاتزال اثاره باقيه عليه حسب ادعائه وان الضاري قد نفذ بجلده من تهديد علي كيمياوي له بالقتل في الوقت الذي كانت المراجع الشيعيه تحضى برعايه خاصه من صدام وجلاوزته .

ويعود الكبيسي للحديث عن زيارته للحكيم وطلبهم منه بارجاع المساجد لهم قائلا ان الحكيم قد انتهرهم لطلبهم هذا ولم يقدم لهم حتى الشاي في محاوله واضحه من الكبيسي لتشويه صوره الرجل وتصويره بعيدا عن كل الاصول التي يتمتع بها اي انسان عادي عندما يحل عليه ضيفا ما فكيف هو الحال مع رجل دين بهذا المستوى ؟ ... اما فيما يتعلق بزيارته لمقتدى الصدر فيشير عبد السلام الى انه قام بزيارته هو والدكتور احمد الكبيسي وانه اي مقتدى كان مشغولا عنهم بتوقيع الصكوك والسلام على بعض المسيحيين وعم الالتفات اليهم مما اضطرهم لمغادرة مجلسه لعم احترامه لهم . لكنه يشير الى انهم قد قاموا بزياره اخرى له كان فيها متجاوبا معهم ناقما على قوات بدر التي قتلت اكثر من الف عنصر من جماعته حسب ادعاء الكبيسي مما سمعه شخصيا من السيد مقتدى الذي وصفه بانه ( يتعامل سياسيا اكثر من ان يتعامل دينيا ) الامر الذي اوصله الى ماهو فيه الان . واوضح الكبيسي ايضا انه قام بزياره اخرى للسيستاني بصحبه احمد الكبيسي وكانت الزياره وديه مشيرا الى حقيقتين عن السيستاني احدهما انه يتكلم العربيه بفصاحه وهو عكس مايشاع عنه في الفضائيات , اما الاخرى فهي انه رجل دبلوماسي ولايحب ان يتكلم اكثر مما يسمع . ثم يذكر لنا الكبيسي حادثة وقعت له مع السيستاني عام 2001 عندما تم عقد مؤتمر في النجف عن التوحيد والتي اعتذر فيها السيستاني عن الحضور على اعتبار ان المؤتمر وليد الحاجه وهو يتحدث عن الاميركان وتهديداتهم – وقد كان كذلك بالفعل لانه جاء بتوصيه من صدام نفسه في محاوله لكسب الشيعه مجددا في مواجهته للتهديدات الاميركيه – الامر الذي ازعج الكبيسي كثيرا مما دفع بالسيستاني الى ارسال ابنه ممثلا عنه والذي اثنى على صدام بكلمته – حسب ادعاء الكبيسي - ... وبحديث الكبيسي هذا - والذي جاء مكملا لما ابتداه الضاري في ادعاءاته عن المشروع الشيعي في العراق ومحاولته نقل صوره مشوهه لاخوته العرب السنة في الاردن لكسب التاييد السني – اذا صح القول – في حربه الطائفيه التي اعلنها ضد الشيعة – تنتهي قراءتنا للندوة .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com