بنت الرافدين

الخشب الطري لا يحترق في هدوء*..!!

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

لانعرف أين المصداقية ..؟؟ نبحث عنها ولكن على مايبدو أننا وغيرنا نطرق حديدأ باردأ .... فأين المفر .. ؟؟.

منذ ثلاثة سنوات وثمانية أشهر ، لانسمع غير التمني والتصريحات الرنانة المغلفة بالوعود التي لوتحققت جزأ صغيرأ منها لأصبحنا في حالة نحسد أنفسنا عليها ولكن.. هيهات لو حققوا 10% من تصريحاتهم وتمنياتهم ووعودهم !!.

أن السيدة الكبرى صاحبة ( العقل والمقدرة والقوة والمال)باتت هي ألأخرى لاتملك غير التمني الوعود الكاذبة والتي باتت لاتقنع طفلأ صغيرأ سواء كان من أطفالنا المحرومين من أبسط مقومات الطفولة وأطفالهم الذين يملكون كل مايحتاجه الطفل لابل أكثر !!.

من كثرة الوعود والتمنيات الخيالية أصبحنا نسمع كلامأ متناقضأ بين أهل الدار الذين عادوا الى العراق لغاية في أنفسهم وبين القادة ألأمريكان المتواجدين على أرض الرافدين وحتى الدبلوماسيون في المقدمة السيدة / كوندليزا رايس التي أمست هي ألأخرى تتخبط في رسم صورة واضحة عن العراق ومستقبل العراق وظروف العراق ، بحيث لو أستمرت الحالة هكذا سوف نصبح كما حال ألأخوة الفلسطينيون الذين شبعوا حتى التخمة من الوعود وألأوضاع المتردية ولعقود من الزمن!!.. نعم هذا ما أخشاه وغيري !!.

سياسيونا الكبار ومن ( غير أستثناء) أمسوا يتهربون من المؤتمرات واللقاءات العامة خوفأ من ألأحراج..!! فتارة يؤدون فريضة الحج .. وتارة يسافرون لغرض العلاج .. وتارة أخرى بحجة زيارة ألأهل والعائلة في ( بلاد برة) وتارة بحجة راحة وأستجمام في كوردستان الهادئة ... والحبل على الجرار ..!!.

ألأخوة الذين يحكمون العراق حاليأ ، كانوا قد أفهموا وأقنعوا ألأمريكان بأن النظام العراقي عبارة عن ( جدار عالي ولكن مكهرب ) بحيث لايمكن للعراقيين بمفردهم التقرب منها وأسقاطها.. لذلك يحتاجون الى قليل من القوة والدعم .. مجرد بسقوط الجدار وعدد من ( ألأصنام والجداريات ) ستـُحل المشكلة وسيتحولون من الجحيم الى الفردوس حيث :

ـ ألأمن وألأستقرار..لاقتل ولاخطف ولامقابر جماعية !!.

ـ تقسيم ثروات البلاد على أهل البلد وبالتساوي!!.

ـ الخدمات وجميعها ستكون على / 24 حباية بحيث بأمكان العراقيين منافسة الدول المتقدمة !!.

ـ التعليم والصحة .......... ياعيني... حلاوووووة!!.

ـ المحسوبية والمنسوبية والرشاوي والبطالة سيدخلون عالم النسيان ( عيب) على دولة ديمقراطية وحليفة لأقوى وأعظم دولة في العالم أن تحتضن تلك ألأمراض والعادات البالية !!.

ـ حرية وحرية التعبير عن الرأي...بأختصار نسخة مصغرة من أمريكا ........... الله يلعن أمريكا !!.

ـ الجميع متساوون في الحقوق والواجبات..القانون والقضاء فوق الكل !!.

ـ لاجيش شعبي ولاميليشيات ولامظاهر مسلحة في شوارع العاصمة وبقية المدن !!!.

ولكن أنا وغيري لانفهم :

هل أمريكا بعسكرها ودبلوماسيها ..هل وجهوا سؤلأ الى ألأخوة الذين يحكمون آلآن :

ـ ياترى أين أدعاءاتكم ؟؟ لقد ظهر العكس!!!.

ونحن الذين ( لاحول لنا ولاقوة ) ليس بوسعنا الا أن ( نأكل بأنفسنا حتى أصبحنا جلد وعظم ) والغريب نكتب نستغيث ولا أحد يسمعنا !!!.

في كل يوم وكل أسبوع وكل شهر وكل سنة ... مقالات ومقالات..ليس بيدنا غير الكتابة.. وهذه الكتابة هي نيابة عن أهلنا وحرصنا على وطننا الجريح .. ولكن ما العمل حين نرى على ألأرض الواقع أن السادة المسؤلون لايقرأون.. وحتى لو قرأوا سوف يقولون :

ـ المسألة ومافيها كلام جرائد ..!!.

ولكن على مايبدوا أنهم يجهلون أن كلام الجرائد ـ تعمل عمايل ـ في هذه البلدان .. وأن الشعب لابد من أن يسأل وأعتقد هذا من حقه :

ـ الى متى هذه الحالة ؟؟؟ أين وعودكم ؟؟؟ .

وأخيرأ تأكدوا ياسادة ياكرام :

الخشب الطري لايحترق بهدؤ...!!... عدى التأريخ الذي لايرحمكم..الشعب العراقي المعروف بقسوته سوف لايرحمكم أيضأ .. وياريت لو هذا وبس...التأريخ يحدثنا الكثير..منذ ثورة 14 / تموز 1958 والى اليوم .. وأعتقد أن السادة الذين يحكمونا يعرفون الشىء القليل عن العراق وتأريخ العراق وقساوة العراقيين ......اللهم أني بلغت !!.

ـــــــــــــــ

* مثل فرنسي.

العودة الى الصفحة الرئيسية