|
باسم الشعب حدث كل ذلك .. اليسار العراقي ( فطيسة )...! محسن الجيلاوي باسم الشعب دخلنا الجبهة.وكذلك خرجنا منها....! وباسمه ثانية دخلنا الكفاح المسلح..وجربنا تحالفات دموية( جوقد وجود وقد تكون أخرى جمقد...) وكدنا نعود قبل الأنفال بأيام بفتاوى من عزيز محمد إلى صف السلطة بحجة ماركسية قديمة الدفاع عن الوطن..لكن السلطة ولغبائها وعنجهيتها المعروفة ( والحمد لله ) نسفت ذلك، قد تكون للشهداء حوبة في كل هذا وألا كانت مثلبته تلاحقنا في كل زاوية وخصوصا أنصار الحزب وتضحياتهم العظيمة..! ورجعنا إلى حظيرة بطل مجزرة بشتآشان ( قربة الفساء ) وأخذنا نتقاسم معه دنانير السحت الحرام المغموسة بدماء الشعب الكردي في معارك أم الكمارك..! وجاء بريمر ولاحقا زلماي ووجدنا مقاومة المحتل بالتبعية له..دور المسؤول والتابع، لا أحد ينكر ذلك في سائر هذه القوى السياسة سوى الحزب الشيوعي مكابرة أم دفعا للخزي.. وبهذا غاب اليسار عن الشارع في ظروف هي بأشد الحاجة لمن يدافع عنها وعن دمها وكرامتها وأصبحت أيام فهد وسلام عادل ذكريات نتغنى بها...! وتحولت أهم منظمة ( أقليم كوردستان ) إلى منظمة (قومجية) وضاعت كل تنظيراتنا الأممية عن المساواة بين الشعوب...! وبدلا أن نجر القوى الأخرى إلى أفكار أكثر تحررا انحدرنا إلى أفكارهم وطرق تفكيرهم وأخذنا نتعامل بنفس أساليبهم السياسية المتخلفة..! عدد محدود كان يقرر دوما لان هناك طارد قوي للفكرة المعاكسة..وهذا العدد وجد انسجام وضالة لتمرير كل شيء يفيده مع جوقة مصفقة بلا حياء، أحدهم دخل كل مؤتمرات الحزب ( يتنومس بذلك ) وأيد كل قرار من القيادة المفكرة، فكان مع الجبهة، وضدها عندما أرادوا، مع الكفاح المسلح وضد جلال ومعه ومع بريمر ومع الشياطين والسعالي دائما فمه مفتوح على نعم وهي أسهل من شربة ماء في أحزاب لا تعرف معنى الحرية ومعنى وأهمية لا...! كل ذلك حدث باسم الشعب لكي يضع نفرا في بحبوحة العيش الرغيد في المنطقة الخضراء أما الشعب نفسه فبلا كهرباء أو ماء أو تعليم أو تطبيب وفوق ذلك موت مجاني يطحن الناس بالجملة...أليس هذا عار للنتائج البائسة ولذلك النفاق السياسي العجيب..! عندما قدم مئات الآلاف من شبابنا جل كل التضحيات على هذا الطريق كان أملهم هو بناء عالم أفضل، فأين يا ترى نتائج ذلك.؟.هل الخلل فقط بالعدو الطبقي وحده أم أن هناك فكر تجاوزته الشعوب لا زلنا نراوح عنده ولم نقدم تفسيرا جريئا وجديدا في تفسير العالم...؟؟!! الشيوعية شبعت موتا لهذا لم يبقى سوى شيوخ كمن يرتادون مقهى في زاوية شارع مهمل كما ذكر أحدهم في توصيف شكل الخارجين والداخلين لمقر (أكبر) فصيل شيوعي ( لتعدد التنظيمات التي تحمل نفس الاسم ) في ساحة الأندلس ولكن يسار جديد حديث ملتصق بقضايا الشعوب وتراثها وتاريخها وثقافتها حاجة ماسة اليوم خصوصا عند شيوع التخلف من طائفية وعشائرية وقومية ومناطقية ونوازع من بؤس تقاوم التقدم والايمان بالمواطنة وبالإنسان بعيدا عن هذه التصنيفات التي لا تنتمي لهذا الزمان ولهذا العالم المتمدن..لقد انتهى زمن الترميمات وخصوصا في ما يخص التأثير في العمليات الاجتماعية، المطلوب هدم القديم الذي تهالك ولن يصلح للصمود أمام الهزات والرياح العاصفة سوى بناء جديد متماسك تحيطه بيئة فكرية سليمة يتقبلها العقل والروح والأهم ترعى مصالح الناس في الحياة ..! يسار يتخلص ويخرج من كل ذلك الإرث للأفكار الطوباوية في تفسير العالم، من الاسم الذي ارتبط بالقمع، من حزب شيوعي لا اشتراكية ديمقراطية، من دكتاتورية العمال، من النظرة الضيقة لدور الثقافة، من الشعارات، من فكرة سحق الأقلية، من محاربة العلنية في الصراع الفكري، من التفسيرات الساذجة في تفسير الظواهر الاقتصادية...فكر ينتمي للعالم ويتفاعل من أوسع المتناقضات والآراء اليسارية وخصوصا بين الأجيال الجديدة الخارجة إلى العلم والحداثة والعولمة ويكون حاويا وإطارا واسعا لاستيعابها وبالتالي يقف بجدارة ضد الإقصاء وضد احتكار الحقيقة...! ولكن من يتصدى لهذه المهمة العاجلة في عراق غاب فيه أي فكر جامع ناضج يتمسك به الناس بكل مشاربهم وتصنيفاتهم، ذلك سؤال عريض مطروح عاجلا أمام الجميع وخصوصا النخب المثقفة والشبيبة المتفاعلة مع الحياة لكي نتجاوز يسار لم يعد سوى ( فطيسة )...؟! وعلى نفس ترديدة الفلم المصري الشهير ( مصر حلوة من فوق ) الحزب حلو من فوق..وما أسهل الكلام والنوم في عسل التمنيات ...!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |