تداعيات اعدام الطاغية صدام

 سناء الانصاري

 اختلفت ردور الافعال على الحدث الاهم الذي ختم به العام الميلادي واستقبل به المسلمون عيد الاضحى المبارك. واعني به حادث اعدام طاغية العصر الجلاد المخلوع صدام حسين ، فبين مبتهج شديد الابتهاج سعد بالحدث واخذ يوزع الحلوى وينثر الزغاريد على النهاية التي كان ينبغي ان ينتهي اليها الطاغية تطبيقا لعدل الله سبحانه وتعالى في ارضه وبين من اثار فيه هذا الحدث الاحقاد الدفينة بين جنبيه واخذ يذرف دموع التماسيح على الطاغية ناسيا او متناسيا الجرائم التي ارتكبها هذا الجلاد ضد ابناء الشعب العراقي وكذلك جرائمه ضد الشعبين الايراني والكويتي في غزوه الاحمق لهذين البلدين الجارين .....ولاندري اين كان هوءلاء المتباكين على الطاغية وعلى الحرمات في عقود ثلاث اذ لم تبقى حرمة لله إلا وانتهكها هذا المجرم ولم يحرك فيهم ساكنا ؟ اين كان هوءلاء يوم قتل خمسة الاف عراقي كردي بالاسلحة الكيمياوية في مدينة حلبجه جلهم من النساء والاطفال ؟ ما الذى اخرسهم في وقتها ؟ اين كان كل هوءلاء يوم نفذ حملة الانفال ضد الاكراد وقتل فيها 180 الف عراقي كردي ؟ اين كان هوءلاء عندما قتل علماء الدين ومراجعهم ومفكريهم ؟ هل كان ضميرهم في اجازة؟ ام ان اموال العراق التي اغدقها عليهم كمت افواههم ؟ ما لكم كيف تحكمون ؟ لقد اكتفيت بقدر قليل من جرائمه على سبيل المثال لا الحصر !!!!

فواعجبا لهوءلاء المتباكين وناعتيه بالشجاع !!! الم يختبأ في جحر كالجرذ ؟ كيف يكون شجاعا من كان دأبه الغدر والغيلة وقتل النساء والاطفال؟ ألم يخف من العلوية الشهيدة بنت الهدى فأعدمها مع اخيها ؟ ما لكم لاتعقلون؟

فمن كان يسميه حزب البعث بأبن اليهودية يعلن الحداد ثلاثة ايام ويتشح بالسواد وهو في الحقيقة ينعى نفسه ومصيره الذي لن يختلف كثيرا عن مصير صدام !!

الحدث اظهر على السطح ما تكنه قلوب القوم تجاه الشعب المبتلى والممتحن فما بين فتح وحماس هوة عميقة وصلت الى حد قتل بعضهم البعض واختطافهم ولم نرى شيئا يجمعهم يوما إلا حب سيدهم صدام !! فلن ينسى الشعب العراقي موقفكم هذا !!

ففي الوقت الذي ندين فية كل هذه الافعال ندعوهم الى العودة الى الوعي والتعقل والصواب والتأمل قليلا في انتهاكات هذا الطاغية لحقوق الانسان العراقي وتجاوزه على كل الحرمات وتطاوله على الدين والمقدسات وندعوهم ايضا الى ان يكونوا الى جانب العراق وشعبه الابي فالطواغيت والحكام مصيرهم الى الزوال ومزابل التأريخ والذي يبقى شامخا دائما وابدا هي الشعوب وقيمها ومبادئها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com