|
الشارع العراقي وصمت الساسة سناء صالح /هولندا منذ أن أعدم الطاغية الذي كان يفترض أن يكون يوم فرح عارم حيث تحققت أمنيات ذوي الشهداء في أنزال القصاص العادل بمن عذّب فلذات أكبادهم وحرمهم من وجود قبور لهم يؤمونها ليضعوا باقات الزهور عليهاويذرفون الدموع على الأجداث الطاهرة ,وكقدر العراقيين على مر العصور أنّ الفرح لايدوم وهنا كان وقت الفرحة قصير جدا حينما تكشّفت الأمور عن حقائق لم يستطع الأنسان العادي أن يجد لها تفسيرا أو تبريرا من قبيل: - رفض أو هروب نواب رئيس الدولة من التوقيع في الوقت الذي كان الحكم لاغبار عليه وفسح للدكتاتور مجال الأستئناف فلماذا لم يوقّع أحد السادة النواب وهو شرف وقيمة ينالها الموّقّع بكسر القاف ويذكره التاريخ على مر العصور . - التبريرات التي قدمت فيمايتعلّق بالتوقيت فأنّّ الطالباني وبعده على ما أعتقد المالكي صرّحا بأنّ التعجيل بالأعدام سببه الخوف من تهريب الطاغية وفي هذا طامة كبرى حيث تتكشّف لنا حقائق هزال الحكومة وعدم ثقتها بالأجهزة الأمنيّة وعدم ثقة رجالات حكومتنا بعضهم بالآخر وضعف الكثيرين ممن هم فب جهاز الدولة في مقاومة سلطان المال الذي كان لابدّ أن يكون مجزيا في حالة تهريب الطاغية .ترى كيف سينظر العراقيون الى حكومتهم ! - الأمر الآخر المهم فيما يتعلّق بملابسات شريط الفيديو فأن التضارب في الآراء بلغ أشدّه أحيانا لدي المسؤول الواحد والمثال الحي تصريحات (كونداليزا رايس العراق) ملك المصرّحين الدكتور موفق الربيعي حيث مرّة يشمئز والأخرى يفتخر حسب مزاجه ساعة التصريح ,كما صرّح االسيّد الفرعون حول قيام أحد المسؤولين بالتصوير في الوقت الذي اتّهم شخص من الحرّاس أو أثنان ونحن ندير الرؤوس يمنة ويسرة في حاولة معرفة من هو الفاعل! -عندما تمّ دفن صدّام الذي نقل على طائرة أمريكية كعرفان للجميل ومكافأة نهاية الخدمة لعميل هدم بلده في سبيل خدمة سيدة العالم أمريكا و التصريحات التي أطلقها المسؤولون أنّما هي أرادة أمريكية بحتة ,صعقنا أالى هذا الحد نحن مغلوبون على أمرنا ألم تصل السادة المسؤولين الرسالة الأمريكية من :أنا ولية نعمتكم وأستطيع أن أهينكم أو أرفعكم وهاهو جلآدكم حفرنا فأخرجناه من جحر الفئران ذليلا وهانحن نعيد له هيبته في أن يدفن في بيت من بيوت الله ويلف بعلم وأنتم بالملايين التي تقف خلفكم لاتقدرون أن تختاروا قبر من سقاكم المر وملأأرضكم قبورا. أمّا ساستنا الذين يملؤون الشاشات بصورهم وتكاثرت أحزابهم كالطفيليات حتّى أصبح لكلّ مواطن حزب وأغرقونا بصحفهم الملونة ووضعوا لنا الخطط والبرامج ووعدونا بالرفاهية فقد انقسموا الىصفّين صف العادم والآخر التزم جانب المعدوم أمّا الصف الأول فقد سفّه ماحدث صرّح بأنّ التهويل والتضخيم أنّما هو أساءة للحكومة (المنتخبة ) ومحاولة النيل منها وأصدر بعضهم بيانات لاتمت للواقع الموجود , انّما هي مجرد شعارات جوفاء لاتتناسب وقسوة مايحدث ولم ترتفع الى مستوى وضع الحلول والمعالجات ,أمّا الصف الثاني فقد أشبعنا نواحا وعويلا خلعوا القناع المزيّف وظهروا على حقيقتهم في ولائهم لجلاّد لايدانيه أحد في أجرامه, لم يفكّر أحد من الساسة أن يعلّق على ماحدث أو انتقد الحكومة على انهزاميتها وتهاونها أمام الصلف الأمريكي أو نبّه الأمريكان بشططهم وأمعانهم في أهانة العراقيين .وأنّ فعلتهم بتكريم الطاغية بهذه الطريقة انّما هو استهانة بمشاعر عشرات اللآلاف من ذوي الشهداءالذين كانوا ينتظرون ميزان الحق لينصفهم . أمّا الشعب الذي مازال ينزف وينظر الى من وثق بهم ولم يبرروا هذه الثقة نظرة من خاب رجاؤه ,فسيعود يلملم جراحه يدفن موتاه ويكفكف الدموع وينتظر الغد فالغد آت لاريب فيه وسيكون حتما غدا مشرقا لامكان فيه لباعةالكلام وتجّار السياسة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |