من قميص (عثمان) الى قميص (صدام)

ستار الشاطي / العراق - بغداد

tootyst@yahoo.com

اقتلوا نعثلا فقد كفر .... قالتها ام المؤمنين عائشه وهي تحرض رجالات الاسلام للتخلص من الخليفة عثمان الذي اثارت تصرفاته ثورة الرجال في وقته بما وقع عليهم من ظلم وجور بينما ينعم اقرباءه من بني اميه بالنعم والمكافات لوحدهم ويتصرفون بالرعيه كيفما يريدون ويمارسون اظطهادا عليهم دون رادع من احد . وكانت الفتنة حيث عجز الرجال من تسوية الامر مع الخليفة الذي رفض ان ينزع عنه قميصا تقمصه الله به او الانصياع لمطالب الثوار الجياع . وكان مقتل الخليفة الذي انفض من حوله من كانوا ينعمون بأعطياته ليحملوا بعدها قميص الفتنة ويطوفوا به شوارع الشام مطالبين بالثأر لدمه , ولتقود ام المؤمنين جيشها من على جمل الفتنة . ليؤول الامر الى حروب وقتل ودمار اوصل المسلمين الى ماهم عليه الان من فرقة وتشرذم وطوائف .

 واليوم .... يعيد بنو امية الجدد التاريخ الى الوراء وهو يتباكون على اعدام الطاغيه صدام الذي لقي جزاؤه العادل لما ارتكبه بحق اخوتهم بالعراق من دمار وقتل وتشريد واظطهاد .

اليوم ... يحمل القذافي ( ابو عائشه ) قميص صدام ولوائه لاثارة الفتنة واذكاء نار الطائفية بينما تقوم ابنته ( عيوشه خانم ) بدعم وتأسيس (حزب البعث السني) في اليمن والذي لايقبل بين صفوفه اي بعثي شيعي مهما كانت درجته الحزبيه سابقا ومهما كان ولائه للحزب النافق لتسهم هي الاخرى بالحملة المسعوره التي يقودها العربان لدعم السنة في العراق منذ اول يوم سقط فيه هبل الامه العربيه في ساحة الفردوس . ويسارع ابوها الذي سلم الته الحربيه التي كان يشتريها بأموال الشعب الليبي بمجرد رؤيته للجنود الاميركان وهم يخرجون جرذ العوجه من حفرته التأريخيه الى الايعاز بتشييد نصب للقائد الضروره جنبا الى جنب نصب عمر المختار... فأين الثرى من الثريا .. !!!

اليوم يطلع علينا قرن الشيطان من جزيره العرب معترضا على اهانة مشاعر المسلمين بالقصاص من صدام الساقط في ليلة عيدهم بينما كان يكفره ويلعنه بالامس وفق فتاوى ابن باز ابان حرب الخليج واحتلال الكويت حتى حشدوا له الجيوش الاجنبيه التي كانوا يدعوها بالكافره لكنها وفق فتاوى ابن باز ايضا كانت مما يمكن الاستعانة حتى بالكافر لحرب المسلم الظالم .ولم يعد ال سعود بذاكرتهم قليلا حيث دماء جهيمان وناصر بن سعيد ورفاقهم لم يجف بعد وهم يقتلون في ليلة العيد .... وفي الكعبة المشرفة .... وفي مكة المكرمة هذه التي يرفض شاعرنا مظفر النواب ان يعلن انتماءه الكامل لمحمد (ص) في هذا الزمن الا بشرط دخولها بالسلاح ( انتمي لمحمد شرط الدخول لمكة بالسلاح ) لتخليصها من نظام العهر الذي يمد اذرعه في كل مكان ويدفع بأمواله النفطية التي انعم الله بها عليهم لاثارة الفتن والحروب وفق مايمليه عليهم اسيادهم الذين دفعوا بهم لاعتلاء عروشهم هناك بالمقابل .

اليوم .... يطلع علينا حسني مبارك هذا الذي كان يلقبه صدام ( حسني الخفيف ) ليتحدث عن همجية اعدام الطاغية وهو من كان بالامس يقود العربان بأوامر اميركيه ويحشد الجيوش ضد الطاغيه ويفتح قناة السويس ليسمح بدخول البوارج العسكريه ويسوغ لهم تواجدهم الدائم في مياه الخليج .

اليوم ..... يطلع علينا اليمني ( ابن اليمني ) هذا الذي كان يلقب ( فرخ صدام ) وهو يلوك القات بفمه الكريهه ليتوسل العالم التدخل لانقاذ الطاغيه والغاء حكم الاعدام بحقه ثم ليستنكر اعدامه وتوقيته ومن شارك فيه واشرف عليه .. !!

اليوم ...... يطلع علينا اهل فلسطين بمظاهراتهم وهم يحملون صور الطاغية الساقط الذي كان يجزل العطاء عليهم ويمنحهم الاف الدولارات ليتسلموها من سفارة العراق في عمان وعلى مقربة منهم كان العراقيون الهاربون من جحيم الطاغية يفترشون الارض وهم يستجدون لاطعام بطونهم الخاويه لينعم عليهم من استلم الهبات الصداميه ببضعة قروش ..!

اليوم .... تستفيق شعوب العربان المنومة من سباتها وهي تهتف بحياة الطاغية وتقيم سرادق العزاء لتستقبل المعزين الذين كانوا يعتاشون على عطايا الطاغيه في الوقت الذي كان فيه العراق بكله يصرخ من جوع وفقر وذل وقمع واضطهاد . ويخيم الموت على وجوه اطفاله وهم ينبشون النفايات علهم يحضون بشيء يشترون بثمنه مايسد جوعهم ...!!!

اليوم .... يطلع علينا عبد الباري عطوان ببكائياته الصداميه .... والشيخ القرضاوي بدعواته السلفية .... وفيصل القاسم بجزيرته الارهابيه .... ومشعان الجبوري بمقاومته الكاوليه ..... وهارون محمد بخطاباته البعثيه ... وغيرهم الكثير الكثير ممن لاتحظرني اسمائهم من شلة ( السرسريه ) ...!!!

اليوم .... يطل علينا العربان بأنفاسهم الامويه .... ليشعلوها فتنة طائفيه .... حاملين قميص صدام ( شهيد ) الامة العربيه .... غير مكترثين لكل جرائمه ضد الانسانيه .... ولا لما خلفه من المقابر الجماعيه ..... متوعدين بالقصاص من الشيعة الصفوية .... فهم اصل البلاء ومن قتل ( حامي الحمية ) ...

 يقول الامام علي (ع) ... من شارك السلطان في عز الدنيا شاركه في ذل الاخره ..!!!

 - الثور فر من حظيره البقر ... الثور فر فثارت العجول في الحظيره .... تبكي فرار قائد المسيره .... وشكلت على الاثر محكمة ومؤتمر .... فقائل قال قضاء وقدر .... وقائل قال لقد كفر .... وقائل الى سقر .... وبعظهم امنحوه فرصة اخيره .... لعله يعود الى الحظيره ... وفي ختام المؤتمر ... لم يرجع الثور ولكن ... ذهبت وراءه كل الحظيره -

( الشاعر احمد مطر)

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com