لو كنتُ مكانُ ابي علي الشيباني ما ذا سأفعلُ؟

وحيد وحيد / لندن

Wah.eed@hotmail.co.uk

في البدايةِ اتوجهُ بشكري واعتزازي لكل الاصدقاء الذين ارسلوا لي معلوماتهم ظنا منهم انني سأساعدهم للوصول الى السيد النقي ابي علي الشيباني وأنا لا أملكُ اليهِ الان سبيلاً حيثُ أنني كتبتُ عنهُ موضوعينِ فقط ولستُ على صلةٍ بهذا الاميرِ ومِنْ أينَ لي الحظّ الكبيرُ حتى اصلَ اليهِ . و لينظرْ أهلُ الجهالةِ الكثرِ الذين اساؤوا كثيرا الى ابي علي الشيباني الى مدى حاجةِ الناسِ الى هذا العالمِ الرشيدِ كما اكرر رجائي لجميعِ الاصدقاء الا يراسلوني بهذا الخصوصِ لانني لا استطيعُ أنْ اقدّمَ لهم شيئاً على الاطلاق ويُؤسفني هذا العجزُ عن مساعدتِهم كثيراً.

لكن دعوني اُجبْ اولا على اسئلةِ بعضِ الاصدقاءِ لي , هل تحولتُ من مذهبٍ ما الى مذهبِ الِ بيتِ محمدٍ عليهم السلام؟ وغريبٌ هذا السؤال فعلاً حيثُ انّ العاقلَ لا يحتاجُ الى الانتظارِ اطولَ من ذلكَ فمَنْ هو الاصلُ؟ الزهرُ ام الجذر؟ فاذا كان ال محمدٍ هم الجذر فما هو الداعي للهرولةِ وراء القشور؟

هناكَ أيضاً سؤالٌ أغربُ وهو هل أنّ ابا علي الشيباني رجلٌ مؤمنٌ باللهِ ولهُ كراماتٌ أم هو يتعاملُ مع الجنِّ؟

و أنا سأُجيبُ على هذا السؤالِ كعالمٍ باياتِ القرانِ  وكإنسانٍ مؤمنٍ وأقولُ أبو علي الشيباني مؤمنٌ ولهُ كراماتٌ وقد سخّرَ اللهُ لهُ ملائكةً طيبينَ كانوا وما زالوا في خدمةِ اسماءِ اللهِ وايِ كتابِهِ والامرُ ليسَ لهُ علاقة بالجن ولا بالسِّحر , وتذكروا قولَ الذينَ سبقوا (فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) وكأنّ القران اذا ما اصبحَ علاجا وشفاءً للناسِ صارَ سِحْراً او اصبحَ المُعالِجُ بهِ ساحراً أو فاسقاً كما أفتى بعضُ آياتِ الشيطانِ الرجيم ضدّ الشيباني وهذا الاتهامُ ليسَ جديداً فهو ذريعةٌ للجاهلِ المدّعي العِلمِ والعاجزِ عن الإتيانِ بمثلِ علمِ ابي علي الشيباني ليطعنَ بهِ على اساسِ أنّهُ يستطيعُ أنْ يأتي بمثلِِ هذا لكنهُ محرمٌ ولا يحلّ للعالمِ العملُ بهِ , وهذا محضُ هراءٍ و المفروضُ هو أنّ كل العلماء الاجلاء وخاصةً الذينَ بلغوا مراحلَ الاجتهادِ يستطيعونَ الاتيانَ بهذا العلم وهم اعرف الناسِ بهِ لانّ الامرَ متعلِّقٌ بكيفيةِ تعبدِهم وبدرجةِ ايمانِهم , لكن العالم الذي لا يعلم ما هو باطنُ القرانِ هو عالمُ سوقٍ وبوقٍ , وانظر الى هذا القولِ وما هو السحرُ فيه(وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) وأينَ السِحرُ في القول(فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) حيثُ أنهم يعرفون انها الحقٌّ لكنهم مع ذلكَ يستكبرونَ او يتعالونَ على انْ يؤمنوا بشئ يحتاجُهُ الفقراءُ والمرضى فما داموا اصِحّاء فما لهم وللصيدلةِ وعلومِ الطبِ  (فَلَمَّا جَاءهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ- 36-وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاء بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ- 37-وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) فلماذا نكونُ كذلكَ ؟ ولماذا نكررُ ونُعيدُ الحالَ (مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ )( وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ) والحقيقةُ أنّ الناسَ في ما صرّحَ بهِ اللهُ صنفانِ صنفٌ يُعْطي الخيرَ بلا مقابل واخرُ يستكبرُ و يتشدّقُ ويُماري بالباطلِ بلا مقابل , فما بالُ الذينَ يُحاربونَ موسى يطلبونَ ان يُبْنى لهم صرحٌ ليتفحصوا ما ذا كان يبدو لهم في الافقِ الهُ موسى , وهؤلاءِ قد نعذرهم اذا ما قورنوا بمَنْ جاءتهم البيناتُ والكتبُ الاكثرُ بياناً والأكثرُ تفصيلاً , فالقرانُ باياتِهِ ومحمدٌ صلى اللهُ عليهِ والهِ بمعجزاتِهِ والائمةُ الهداةُ غيرُ الضالينَ ولا المُضِلّينَ بسلوكِهِمْ وتصرفهِم وتطبيقِهِمْ لكلِّ ما ورثوهُ من جدِّهم تطبيقاً عجزَ أهلُ الارضِ عن الصبْرِ على تحملِهِ وطاقةِ امتحانِهِ وهم قدموهُ لنا سهلاً يسيراً من دونِ معاناةٍ ولا ابتلاء, فاصحابُ فرعونَ وفرعونُ معذورونَ اذا ما قورنوا بجحودِ اهلِ العصرِ الذينَ اذا رقصتْ (فيفي) رقصوا واذا قرأ ابو علي الشيباني ايةً من القران انقسموا شقين شقٌّ يقولُ ساحرٌ والشقّ ُ الاخرُ يقولُ وهذا الاعجبُ انهُ قرأ الايةَ خطأً , وما اعلمَ الشياطينَ بايِ كتابِ اللهِ ؟ يعني هناكَ منظرانِ أتألمُ كثيراً منهما وهما الاولُ منظرُ ابي علي الشيباني وهو يحترقُ حزناً وألما من طعنِ الطاعنينَ بهِ على صِدقِهِ والثاني منظرُ الطاعنينَ بهِ وهو برئٌ من ذلكَ كلّهِ على كذبِهمْ . وقد سالني احدُ الاصدقاءِ قائلاً : لو كنتَ مكانَ ابي علي الشيباني ما ذا ستفعل؟ الحقيقةُ هذا هو جوهرُ الموضوعِ الذي قدّمتُ كلَّ تلكَ السطورِ له , أولاً أنا أتمنى أن يمنّ اللهُ عليّ وأنْ أصلَ الى مفتاحِ هذا العلم ولستُ بحاسدٍ للرجُلِ الكريمِ ولكنني عاشقٌ لهذا العلمِ حُبّا في خدمةِ الناسِ بهِ مع العلمِ انا بعد سنة سأحصل على شهادةِ الدكتوراه في الاعلام من احدى الجامعات البريطانية لكنّ العلمَ الذي ادرسه لا يساوي شيئا تجاه ما عند الشيباني.

ثانياً أرجو أن يقرأ مقالي هذا المعنيون وانا سمعتُ ابا علي الشيباني وهو يردد اسمي ومقالتي السابقة في حلقةٍ من برنامجِهِ فشكراً له فهو اذنْ ليسَ عالماً فقط وانما هو يتابعُ الحركة الثقافية رغمَ مشاغلهِ الكثيرة

وأنا ايضا رغمَ مشاغلي الكثيرة أهتمّ بهِ واخصصُ وقتاً لتسجيلِ حلقاتِ برنامجِهِ ودراسةِ أفكارِهِ .

ثالثاً وهو المهمّ  وهو الجوابُ للسؤالِ لو كنتُ مكانهُ ماذا سأفعلُ؟

1-      تعيين استاذ لغة عربية بارع جدّا يجيدُ العربية ويحملُ شهادةَ دكتوراه فيها لتدريسي اللغةَ وفنونها واخصصُ ساعتينِ متتاليتين يومياً لذلك .

2-      تعيين اعلامي متخصص ومتفرغ لدراسةِ افكاري ونشرها بطريقةٍ ذكيةٍ جداّ لانّ هذا النوع من العلمِ

يحتاجُ لتأقلمِ الناسِ وسماعِهم عنه ليسَ من صاحِبِهِ وانما من طرفٍ اخر.

3-      اجتناب التحدث باللغةِ العربيةِ الفصحى مؤقتاً واستخدامُ اللهجةَ العراقية الخالية من الكلماتِ الصعبةِ فأنا متكلمٌ بارعٌ في اللهجةِ الدارجة ولكنّ اللغةَ العربية بحركاتِها ومخارجِ حروفِها تصعُبُ عليّ دونَ اجادةِ نحوِها وصرفِها.

4-      اجتناب تناولُ ما تكتبهُ الاقلامُ في البرنامج مطلقاً حتى وان كانَ جارحاً وأتركُ ذلكَ  الدورَللاعلامي المتخصصِ . لأنني قمرٌ عالٍ فاذا اردتُ ان اصد الحجارة التي يقذفها الجاهلُ  كانَ عليّ انْ انزلَ من مكاني الى الحجارةِ التي ما كانت لتصلني لولا انني هبطتُ من اعلى الى الاسفل لكي اصدّها, فالمفروضُ اذن ان ابقى مستقرّا ثابتا في مكاني وأدعُ الرماةَ يرمون الى ان يتعبوا ثمّ يجلسوا ليستمتعوا بوافرِ أنواري. 

5-      ما دامَ العلمُ الذي عندي يتحدثُ عني فسوف اتجنبُ الحديثَ عن نفسي.

6-      اظلّ الى الابد ذلكَ الفتى الاصيلُ ابنُ القريةِ العراقي , وهذا ما  جعلَ الناسَ يحبونني ( ولو كنتَ فضّاً غليظَ القلبِ لانفضوا من حولكَ) .

وأنا اذ اختتمُ سطوري أُشيدُ بالاخلاقِ العراقيةِ والعربيةِ الاصيلةِ في اخي باللهِ ابي علي الشيباني الذي جعلَ للمرأةِ مكاناً عليّا واذا خاطبها قالَ لها(مولاتي) و هذا الخلقُ ليسَ مستغرباً ولا مستورداً ولا جديداً على اهلِ العراقِ الطيبينَ أهلِ الدينِ والتقوى والصبر , وأهلِ الشجاعةِ والرجولةِ والفكرِ , واتمنى ان يبقى القمرُ في مدارهِ , وألا يحرِمَ  الناسَ من أنوارِهِ.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com