|
نفطنا... وبترولهم! جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية
يملك العراق أحتياطياٌ مؤكداٌ من النفط قوامه 112 مليار برميل ، وهو بذلك ثاني دول العالم بعد المملكة العربية السعودية ، ويتوقع البعض أن يفوق ألأحتياطي في العراق نظيره في دول الخليج بأكمال البحث والتنقيب في ألأراضي العراقية التي لم تلق مسحاٌ جيولوجياٌ كاملاٌ ، ولنا أن نتخيل ذلك والعراق منشغل بالحروب المتتالية منذ عقود ومحاصر لأكثر من عقد ولم تصله بعد أحدث تقنيات التنقيب وعلى رأس هذه التقنيات البحث الجيولوجي بالمجسات ثلاثية ألأبعاد ( (3D Seismicوستحل هذه التقنيات محل أساليب قديمة مستخدمة منذ الثمانينات مثل الحقن المائي :Water injection Flooding . كثير من قطاعات الصحراء الغربية العراقية لم ترسم لها خرائط ( بتروجوليوجية ) دقيقة ، ويتوقع أن توجد فيها كميات كبيرة من النفط . وتشير التقديرات ألأولية الى أحتمال وجود 100 مليار برميل أخرى!!، ويصنف ألأقتصاديون حقول النفط العراقية في المرتبة ألأولى من حيث أنخفاض ككلفة ألأنتاج لوجود الخام على مقربة من السطح وعدم وجود عقبات جيولوجية. يحوي العراق 73 حقلاٌ بترولياٌ لايستغل منها بشكل كامل سوى 15 حقلاٌ ويمكن تخيل صغر حجم النفط العراقي مقارنة بالمخزون أذا ماعرفنا أن ألأبار المنتجة في العراق تتراوح بين 1500 و 1700 بئر ، بينما يتوقع أن تصل ألأبار بأستكمال البحث الى مالايقل عن100 الف بئر!!. رغم ألأمكانات النفطية الكبرى تبدو الطاقة النفطية في العراق معطلة وقاصرة على حقلين رئسيين : 1 / حقل ـ الرميلة ـ في الجنوب وفي هذا الحقل 663 بئراٌ منتجة . 2 / حقل ـ كركوك ـ وفيه 337 بئراٌ ويعاني من مشكلة تعرضه للأستنزاف بسبب التركيز عليه منذ فترات طويلة (أكتشف في سنة / 1927 ) ويحتاج الحقل الى دراسات حديثة وأستثمارات نفطية . قبيل غزو الكويت/ آب 1990 كان ألأنتاج النفطي العراقي يبلغ3.5 ملايين برميل يومياٌ!! ، أنخفض مع الحرب والحصار الذي ضُرب حول العراق الى0.5 مليون برميل في اليوم، أي بما لايزيد عن 9% من أنتاج ما قبل الحرب وتراوح ألأنتاج بين عامي 1995 ــ 2003 بين 1.2 و2.7 مليون برميل وبنسبة تتراوح بين 35 و70% من أنتاج ماقبل ( غزو الكويت ). واليوم : بعد سقوط النظام ولحد كتابة هذه ألأسطر ، لاتوجد أرقاماٌ حقيقية عن صادرات النفط العراقي ولاعن أسعارها وبقية التفاصيل!! والسبب معروف للجميع!!. ************************** وهب الباري ( الذهب ألأسود )لعباده ، لأسعادهم أم لقهرهم وأضطهادهم وجلب الويلات والكوارث لهم؟؟. لاشك أن وجود تلك المادة العجيبة والتي تسٌيل لعاب ألأصدقاء والجيران وقبلهماالدول العظمى ومن أجلها تتحرك الجيوش وألأساطيل وتُبنى القواعد العسكرية وتتحرك شبكات التجسس وتُصرف الملايين للمراقبة والتهديد والمشاورات وألأجتماعات والتوسط ، مادامت بهذه المهمة أذاٌ لابد من أن تكون سبباٌ في رفاهية أهلها وأسعادهم على أخر درجة!!. ولرب سائل من يسأل ولكن ( نفطاتنا) على عكس ـ نفطات ـ بقية أنحاء المعمورة ، لكوننا نرى ونسمع أن الشعوب التي تملك تلك المادة السحرية : ــ أستغلوها للبناء وألأعمار... ألأ نحن ، كانت سبباٌ في التخريب والهلاك والتشرد!!. ــ شيدوا في كل مدينة جامعة ورياض للأطفال ومعاهد مختلفة ومدارس مهنية ومعاهد للفنون الجميلة والتربية المنزلية ... الا نحن بنوا بوارداتها سجون ومعتقلات ومعسكرات!!. ــ كل دويلة تملك أقل من ثروتنا بعشرات المرات ، أستوردوا ووفروا لشعوبهم كل متطلبات العصر الحديث ... الا نحن أستوردوا بوارداتها ـ الطائرات الحربية والدبابات والمدرعات ألأسلحة الفتاكة ـ ... والنتيجة باعوها كخردة لدول الجوار!!. ــ كل مشيخة أو أمارة تملك نصف ربع آبارنا أصبحوا ينافسون بعملاتهم الوطنية ـ الدولار واليورو وألأسترليني ـ... الا نحن بسبب رعونة الجماعة أصبح الدولار الواحد الفي دينار..................... ياللعجب!!. ــ كل دولة منسية لاوجود لها الا بحجم نقطة على الخارطة ، أمسوا من الدول المتقدمة في العلوم والتكنلوجيا ، وأولادهم درسوا ويدرسون في أرقى الجامعات والمعاهد العالمية وفي مختلف المجالات.... الا نحن بسببها أنتشرت أمراض مختلفة في المقدمة الجهل وألأمية........................ ياللخسارة!!. ــ كل دول العالم حتى الذين يستوردون النفط ، يتنعمون بدفء الشتاء وبرودة الصيف ... الا نحن أصحاب ألأرقام القياسية في امتلاك الخامات شتاءنا لاتقاوم وصيفنا جهنم!!. الغريب في ألأمر أن تلك ألأمراض من ( ألأهمال وأنعدام الخدمات ) قد شملت حتى المدن التي فيها أحتياطي النفط أرقاماٌ خيالية : ــ كركوك ... مدينة الذهب ألأسود... هل هنالك شارعاٌ بمعنى الشارع؟؟؟ ، هل هنالك خدمات تذكر؟؟ ، هل هنالك حدائقاٌ ومتنزهات وحدائق حيوانات تذكر؟؟؟. على العكس لقد كانت ـ نقمة حقيقية ـ لأهلها ، بسبب وجودها هناك أبعدوا أهلها وموظفيها وفنيوها وعمالها ألأصليون ونقلوهم الى عمال ومستخدمين في دوائر الزراعة والصحة في السماوة والديوانية ، وجلبوا بدلاٌ منهم أناساٌ لايعرفون حتى تلفظ العبارات الفنية !!. بعد سقوط النظام أستبشرنا خيراٌ وقلنا لقد عاد الحق ألأبناء الشعب ، وأخيراٌ سيتنعم الناس الغلابة بثروات البلاد!! ولكن على مايبدو بالمشمش.............. حكمتك يارب!!. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ * المصادر : مجلة النفط والغاز .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |