|
هل يدعوا الله تعالى إلى حكومة إسلامية ؟؟؟ علي القطبي ونحن في أجواء مناسبة بيعة رسول الله (ص) لأمير المؤمنين عليه (ع) وهي البيعة المعروفة بيعة الغدير نبارك حديث هذه الحلقة بشئ من ذكر هذه المناسبة التأريخية العظيمة .. بايع رسول الله في يوم غدير خم في عام الوداع بعد انتهاء موسم الحج , وفي حضور مئة وعشرين الف مسلم وذكرهذه الواقعة المئات من المؤرخين سنة وشيعة وغيرهم ومن هؤلاء ، صاحب تفسير الثعلبي وتذكرة سبط أبن الجوزي وغيرهما وقالوا : كان عددهم يومئذ مائة وعشرين ألفا وكلهم حضروا عند غدير خُم وقد صور هذا المشهد شاعر الرسول (ص) حسان بن ثابت رضي الله عنه..
يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم وأسمع بالنبي مناديا بأني مولاكم نعم ووليكم فقالوا ولم يبدوا هناك التعامياً إلهك مولانا وأنت ولينا ولاتجدن في الخلق للأمرعاصيا فقال له قم يا علي فإنني رضيتك من بعدي إماماً وهاديا فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له أنصار صدق مواليا ************************** ومن قصيدة للشاعر البروف عبد الاله الصائغ في هذه المناسبة .. جاء عيد الغدير يا شعر غنِّ ***بقوافيك ذي المعاني الغُرّ .. ولكني أعالج هذا ( في هذه الحلقة ) هذا الحدث التاريخي العظيم من زاوية أخرى , قل من يتطرق لها , وهي زاوية الفرق بين الإمامة والحكومة..
الإمامة أوسع من الحكومة .... في نهج البلاغة خطبة للإمام علي حينما دعوه إلى البيعة بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان ـ قال فيها:
دعوني والتمسوا غيري، فإنّا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان، لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول... إلى أن قال: وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلِّي أسمَعُكم وأطوعُكم لمن ولّيتموه أمركم ، وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً -1- وقد قعت الحروب الكلامية بين الشيعة وبين أهل السنة ( وما زالت ) حول هذه العبارة .. ما معنى أن يقول الامام علي أنا لكم وزير خير لكم من أمير , وما معنى أن يقول أن النعل المرقع أفضل من السلطة إن لم تحقق عدلاً وتدفع ظلماً ؟؟.
وقال آخرون اليس هذا دليل على ان الخلافة يوم الغدير ليست الهية وليست بذات اهمية كما تقولون ,, وإلا كيف يتركها أمير المؤمنين والناس جاءت اليه تسعى .. ؟؟؟ وهنا وقع الكثيرمن اهل السنة بهذا الخلط ... ووقع عوام الشيعة بالخلط أيضاً , فكيف يجيبون على هذا الاشكال الكبير ؟؟ فقال بعضهم هو التواضع , وقال البعض هو درس في عدم اهمية الدنيا ,, وهكذا من التأويلات . والحقيقة ليس الأمر هذا ولا ذاك.. نعم أراد رسول الله الخلافة والحكومة لعلي عليه السلام , ولكنه صلى الله عليه وآله أراد الإمامة معها هذه الإمامة وهي تعيين من الله لا ينتهي باستلام السلطة أو ضياعها ولا ينتهي بانتهاء حياة الامام ... هنا الفرق !!! الخلافة الدنيوية ليست الامامة الالهية..
لذلك لم يهتم الامام كثيرا لضياع الخلافة والحكومة الدنيوية وهو يعبر عنها باقل من (النعل القديم) إن لم تحقق العدالة وتدفع الباطل وتحق الحق ,, أما الامامة فهي تكليف الهي عظيم قائم حتى قيام الساعة لا يجوز التنازل عنه ... وإذا رأيت الخلافات على مر التأريخ تجد أن أشد المخالفين لعلي أبن أبي طالب عليه السلام لم يخالفه ولم ينازعه بموضوع الامامة أبداً.إنما كان التزاع حول الخلافة والحكومة ...
قال عبدالله بن عباس (رحمه الله): (( دخلت على أَميرالمؤمنين صلوات الله عليه بذي قار وهو يخصِف نعله (( فقال لي: ما قيمة هذا النعل؟ فقلت: لا قيمةَ لها! قال: والله لَهِيَ أَحَبُّ إِليَّ من إِمرتكم، إِلاّ أَن أُقيم حقّاً، أَوأَدفع باطلاً )) -2
إذن لا تساوي الحكومة ( وهي حكومة اسلامية يحكمها أبو الحسنين باب مدينة علم رسول الله (ص) بلا شك) لاتساوي شيئاً ذا قيمة ... إلا بشرط أن تكون هذه الخلافة في خدمة الحق وحرب على الباطل .
ويضيف الامام شارحاً هوان الدنيا لديه , إلا من أداء التكليف الشرعي :
ويذكر التاريخ الخليفة العباسي المأمون وكيف أجبر الإمام علي بن موسى الرضا (ع) على القبول بولاية العهد ...
وقال الإمام الرضا (عليه السلام) في جواب الريان له، عن سر قبوله لولاية العهد: «.. قد علم الله كراهتي لذلك، فلما خيرت بين قبول ذلك وبين القتل، اخترت القبول على القتل، ويحهم. إلى أن قال: ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك، على إجبار وإكراه، بعد الإشراف على الهلاك إلخ..» -4 - ورغم هذا فقد اشترط الامام الرضا أن تكون ولايته شكليه ولا يتدخل في الكثير من قرارات الخليفة وكما هو مفصل في كتب التاريخ..
الإمامة أعظم وأهم .. من الممكن أن يبقى الإمام إماماً هادياًُ للناس , وإن كان محكوما , كما يمكن أن يكون حاكما وإماماً ... ويبقى الامام إماماً وإن مات وانتقل عن هذه الدنيا , والحاكم ينتهي حكمه بمجرد انتقاله من هذا العالم إلى العالم المثالي كذلك النبوة , لأن النبوة والامامة مناصب إلهية دينية وليست مناصباً بشرية دنيوية ,, والفرق بينهم واسع وجلي .
لم يفهم الكثير وإلى هذا اليوم الفرق الواسع بين الأمامة والحكومة أو الخلافة وهو مصلح حديث لمصطلح الخلافة لم يفهم أبو سفيان الذي دخل الى الاسلام كرها ما هو الفرق بين النبوة والخلافة , ومن الطبيعي كان أن لا يفهم الفرق بين الإمامة المنصوص عليها من الله تعالى وبين الخلافة الدنيوية التي من الممكن أن ينالها الفاجر البروالتقي والفاسد وبالحيلة والقوة والغلبة..
وعـندما رأى أبو سفيان كثرة المسلمين وقدرتهم انبهر بعظمة الاسلام فصرح الى ( العباس عم النبي ) بقوله : (( لقد اصبح ملك ابن اخيك عظيما )) فاجابه العباس : (( ويحك انها النبوة ) -5-
الى تفسير نفحات القرآن (المجلد 8) 43- الكامل : المجلد 1 , ص 614 وما أشد الفرق بين المفهومين . ولعمري ما أقل من يفرق بينهما , إلا اللهم كبار الفقهاء ممن كان لهم الضرس القاطع في الاجتهاد والتحليل والتوفيق الالهي في فهم اصول العقيدة .. فابتعدوا عن التخطيط الحكم للحكومة , واشتغلوا بتربية الناس وتثبيتهم على الايمان والعدالة والقانون.. لذلك وقع الخلط عند الكثر من الباحثين حتى قال أحد الباحثين : سبحان الله أنكم تجهدون وتشقون على أنفسكم لأجل الأمامة والامامة لا تساوي عند علي إبن أبي طالب شيئاً.. وهنا المغالطة.!!! الإمامة ليست الخلافة. الإمامة ليست الحكومة..
ولم يحتاج المسيح ابن مريم ( عليهماالسلام ) إلى حكومة وسلطة ليكون أتباع دينه يزيد عن المليارين في هذا الزمن , في حين أن أنبياء الله تعالى سليمان وداوود ( عليهما السلام ) الذين آتاهم الله تعالى الحكم والنبوة ليس لهم أتباع في هذا الزمن .
كان نبي الله تعالى ابراهيم ( عليه السلام ) تحت حكومة نمرود الذي رماه في نار عظيمة صنعها على مرأى من الناس ولم يكن هذا كافيا عند نمرود , بل وضع نبي الله ابراهيم في منجنيق والمنجنيق هو (المدفع في ذلك الزمن) يضعون فيها كرة النار ويقذفوها على العدو.. وبمشيئة الله صارت تلك النار برداً وسلاماً . وهنا آية تحير العقل ( إلا من عصم الله بمعرفة ربانية ) لا تدخل بها التفسيرات والتاويلات الشخصية كما يفعل الكثير من المتطفلين على العلم.. الآية الكريمة : وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) البقرة ..
ورغم الظروف الرهيبة الخطيرة في حينها لكن خليل الله وابو الأنبياء ابراهيم عليه الصلاة والسلام يطلب من الله تعالى الإمامة وهي غير الحكم والخلافة..
ما هي العلاقة بين الإمامة والنبوة ؟؟ أم كيف ؟؟ فلنذهب إلى أحد كبار المفسرين ونقف عنده قليلاً !!! قال صاحب الميزان : (( بالجملة فالإمام هاد يهدي بأمر ملكوتي يصاحبه، فالإمامة بحسب الباطن نحو ولاية للناس في أعمالهم، و هدايتها إيصالها إياهم إلى المطلوب بأمر الله دون مجرد إراءة الطريق الذي هو شأن النبي والرسول و كل مؤمن يهدي إلى الله سبحانه بالنصح و الموعظة الحسنة. قال تعالى: (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء و يهدي من يشاء»: إبراهيم – 4..)) -6-
المعنى دقيق جداً .. أضيف للتوضيح : إن الامامة استمرار لعمل النبوة وولاية منصوصة من النبوة لبقاء المسيرة الالهية ورعاية رسالات السماء في الأرض .. مقام الإمامة عظيم ( وإن كانت الإمامة ليست بوحي مباشر من الله تعالى , أي ليست من وحي النبوة) وقول رسول الله واضح لعلي ابن بي طالب: (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )) رواه العشرات من الرواة منهم الذين رووا حديث المنْزِلة وذكروه في كتبهم يتجاوز عددهم الخمسين -7-
ألإمامة غير الحكومة .. إن مقام الإمامة غير مقام الحكومة .. فالحكومة للبر والفاجر والصالح والطالح أما مقام الإمامة فمقام إلهي .... لا يناله الظالمون .. بمعصية وبذنب , أوبظلم الناس .. ( حديث الإمامة له مجاله الخاص للحديث والبحث حوله) فرسالة الامامة هي تطبيق أحكام الدين إلى يوم القيامة وهذا ما سيتحقق بصورة جلية في عصر ظهورالامام الحجة المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) .
في حديث للامام علي عليه السلام لابد للناس من أمير، برّ، أو فاجر، يعمل في أمرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ الله فيها الأجل، ويجمع به الفيء، ويقاتل به العدوّ، وتأمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي، حتى يستريح برّ، ويستراح من فاجر. -8-
نهج البلاغة بشرح محمد عبده، الخطبة رقم39، وعنده غيره رقم40، وراجع: أنساب الأشراف ج2 ص352 و377، ط الأعلمي، وتاريخ اليعقوبي ج1 ص209، ونقله في مصادر نهج البلاغة ج1 ص440، عن قوت القلوب ج1 ص530 وهنا وقع الخلط والاختلاف في هذه النقطة.. الإمامة والنبوة شئ , والحكم شئ آخر وقد يجتمع الحكم مع النبوة وقد لا يجتمع كل بحسب تقديره من الله تعالى .. الحكومة ليست قضية مطلقة بل هي نسبية لذلك جاء في حديث عن علي ابن اي طالب عليه السلام : سبع حطوم أكول خيرمن وال غشوم ظلوم، ووالٍ غشوم ظلوم خير من فتنة تدوم-9- وهنا أبين للضرورة : ليست القضية من خلال بحثي هذا .. مطلقة.. ولا أريد أن أثبت أن الحكومة الدينية قضية مرفوضة سلفاَ بل بحسب الظروف .. إذا ماتم الاتفاق على نظام اسلامي ديني فلا يمكن لأحد ان يتجاوز دورالشعب في تقرير مصيره, وكإنسان مؤمن بالله فإني سأكون سعيداً ومرتاح البال لو قامت دولة اسلامية .. ولكن ... المعضلة في أن هناك العشرات وربما المئات من يعتقد أنه يمثل حكم الدين ويمثل الله تعالى وحده وما دونه كفار, أو منحرفون . أو مخطئون على أحسن التقادير خالفوا الله تعالى ... وهكذا يستحيل في هذا الزمن وبحسب الواقع أن يتم الاتفاق حتى بين أبناء المذهب الواحد على طريقة واحدة وتفسير واحد , أو على طريقة حكم واحدة ولو بالحد الأدنى للدين..
اعطت الامة ملايين الضحايا لأجل إقامة ما تسميه الخلافة الإسلامية وقامت الثورات والانتفاضات وما تزال في سبيل هذا .. والكل كان يقول : إن إقامة العدل والأمان والإنسانية هو بإقامة حكم الله تعالى , وحكم الله تعالى هو الحكومة الاسلامية.. أتساءل : ماذا لو قدمت هذه الأموال الخيالية وهذه الأرواح التي أزهقت والدماء المسفوكة في سبيل هداية البشرية وسعادتها ..؟؟ ألآن .. هل يستعد المسلم أن يبدل دولة سويسرا والنرويج وكندا, أو أستراليا ويرجع إلى الشرق الأوسط ؟؟ هل يترك المسلم هذه الدول المتطورة ويرجع إلى دولة المحاكم الاسلامية في الصومال , أو أفغانستان على عهد طالبان ؟؟
لا أعتقد أن هناك أحد يقبل بهذه القسمة وإذا كان هناك من هذا القبيل من يرضى الرجوع فهم أقل من القليل .. والكثير من هذه الأشخاص تتمنى أن تقيم حكومة اسلامية , أو حكم الله كما يقولون في هذه الدول المتطورة وهم في نفس الوقت قد هربوا من دولهم المسلمة .. سيقولون هو الاستعمار خرب بلادنا ؟؟ فهل كنا ملائكة نمشي على الأرض فجاء الإستعمار ليحرك الأخ على أخيه وتقع المذابح ؟؟ وهل كانت أميركا والإستعمار في العهد العباسي والعهد الأموي وغيرها من العهود الشمولية والديكتاتورية ... هل نعيش حالة من الإضطراب ؟ أم أنا لا نعلم ما ذا نريد؟؟ أم هي حالة من انفصام الشخصية الفكرية , وإزدواجية المعايير؟
أين هو الخلل ؟؟هل هو في ديننا الاسلامي .؟؟ حاشا لله ... إنه الخلل فينا ... في الفهم الحقيقي والعميق لأسرار الدين الإسلامي العظيم .. الخلل في عدم التوقف كثيراً عند سيرة رسول الله ( ص).. الخلل في عدم التمعـن في سيرة أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
نحن لدينا أشياء عظيمة وجميلة بإمكاننا أن نقدمها للغرب...أخلاق الدين الاسلامي رائعة وعظيمة ... مثلاً ..العفة والغيرة والشرف ... تحريم المخدرات .. تحريم الكحول .. تحرم الزنا .. والعمليات الجنسية المحرمة الأخرى.. تكوين الأسرة.. وكثير من هذه الأخلاق العظيمة .. حيث يحتاج الغرب إلى هذه القيم بأشد ما تكون الحاجة.. ولكن عملاً بقول الله تعالى : (( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) (125) النحل.. واحترام الحريات الشخصية لكل إنسان .. فالدين علاقة بين الانسان وربه والعقيدة داخلة في حرية الإنسان الشخصية ..وليست الدعوة إلى الله تعالى بالتفكير بالانقلابات والمفخخات والتفجيرات الانتحارية الوحشية والتكفير وتحليل أموال الغربيين والكذب عليهم ..أبداً.. ولا هو بالجهاد عن سوء فهم لأيات الجهاد... تلك الآيات التي نزلت في ظروف خاصة ,, وفي حال الدفاع عن النفس وعن الدولة الإسلامية... قال تعالى في كتابه الكريم : لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) الممتحنة..
لماذا يكون الآخرون أفضل من بعض المسلمين ومن بعض قادتهم الحاليين.. كونفوشيوس فيلسوف الصين الأكبر لم يكن نبياً ولكن أهل الصين كانوا يعتبرون كلامه مقدساً ويلتزمون به ومنذ آلاف السنين .. لم يكن نبياً ولا وصياً ولكنه كان صاحب فكر حقيقي وصادق مع نفسه ولد قبل الميلاد 551 ق.م.و توفى 479 ق.م. وبقت أفكاره الإنسانية مدرسة للصينيين ,, ولم يكن لذاك الرجل أي دولة ولا جيوش .. كان خالياً أعزلاً .. إلا من الفكر .. كذلك كان المهاتما غاندي ذلك الرجل الذي كان مفعما بالانسانية والمحبة حتى على أعدائه , وتمكن من تحرير بلاده (( ذات الستمئة مليون نسمة .. في عهده )) من الاستعمار البريطاني بالسلم والسياسة الحكيمة وبعيداً عن أي سفك للدماء.. ----------------------------------- 1- نهج البلاغة شرح الامام - محمد عبده – 88 – -2- - خطبة 33 نهج البلاغة -3- الخطبة الشقشقية.. نهج البلاغة. -4- الحياة السياسية للإمام الرضا (عليه السلام) دراسة وتحليل تأليف السيد جعفر مرتضى الحسيني العاملي نقلاً عن علل الشرايع ج 1 ص 239، وروضة الواعظين ج 1 ص 268، وأمالي الصدوق ص 72، والبحار ج 49 ص 130، وعيون أخبار الرضا ج 2 ص 139 -5- تفسير نفحات القرآن (المجلد 8) 43- الكامل : المجلد 1 , ص 614 -6- تفسير الميزان السيد محمد حسين الطباطبائي سورة البقرة 124 -7 - نذكر منهم على حسب المثال ما يلي : . البخاري : أبو عبد الله محمد بن إسماعيل المتوفى سنة : 256 ، في كتابه صحيح البخاري ..الترمذي : أبو عيسىمحمد بن سورة المتوفى سنة : 279 ، عن جابر بن عبد الله ، -8- نهج البلاغة بشرح محمد عبده، الخطبة رقم39، وعنده غيره رقم40، وراجع: أنساب الأشراف ج2 ص352 و377، ط الأعلمي، وتاريخ اليعقوبي ج1 ص209، ونقله في مصادر نهج البلاغة ج1 ص440، عن قوت القلوب ج1 ص530 -9-" دستور معالم الحكم: ص170، وراجع: غرر الحكم: ج1 ص427، وج2 ص784، والبحار ج75 ص359 عن كنز الفوائد للكراجكي
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |