|
الثعبان والسـُلم!! جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية
الثعبان والسـُلم : لعبة معروفة ومنتشرة منذ عقود ، يلعبها شخصان والمسألة لاتحتاج الى مهارة تذكر ، ولكن للحظ دور كبير ، حيث تبدأ المنافسة من نقطة ألأنطلاق ..واللعب يكون بواسطة ( زهر ) ..يبدأ ألأول برمي الزهر..ويتحرك وفق العدد الذي يستقر عليه الزهر..فأذا ما صادفت أسفل السـُلم فهذا يعني بأمكان اللاعب أن يتسلق السـُلم ويقتصر المسافة الى نقطة النهاية !!. ولكن في نفس الوقت هنالك في طريقه عدد من الثعابين ( مختلفة ألأحجام ) ، فأذا ماصادف أن أستقر على رأس أحد ألأفاعي..فعليه العودة والنزول الى أخر نقطة في طول الثعبان ( الذيل ) وتلك تعني الكثير..أذ على اللاعب أن يبدأ من جديد وهنالك سـُلم وتقابلها ثعابين ..فأين المفر ؟؟. نعم هكذا هي اللعبة ففي الوقت الذي قد ساعدك أحد السلالم ولكن هنالك ثعابين في ألأنتظار من أن تحط على رأسها حتى تعود بك الى أسفل السافلين!! وتلك هي الطمة كبرى !!!. هكذا الوضع في وطننا الجريح .. ما أن دخلت قوات ألأحتلال والتحرير ، حتى تنفس العراقيون ومعهم أصدقائهم الصعداء وأستلموا بداية السلم وبحركة واحدة وصلوا الى قرب نقطة النهاية..ونقطة النهاية تعني الكثير حيث ألأمن وألأستقرار وألأقتصاد المتين وطوي صفحة من الغدر والغبن والفقر وغيرها..بأختصار أنها عبارة عن الفوز الكبير في أكبر جائزة عالمية !!!. نعم أستلمنا بداية السلم..ووصلنا الى المراكز المتقدمة وكدنا أن نصل الى النهاية أي كنا ( قاب قوسين أو أدنى ) من تلك الجائزة الكبرى...ولكن يافرحة اللي ماتمت!!! ، فلم نضع في حسباننا ذلك الكم الهائل من الثعابين الجائعة وهي تنتظر قدومنا والتقرب منها حتى تقوم بالرد السريع الا وهي العودة بنا الى نقطة البداية مصحوبة باليأس وألأنهيار..لكون بعد الوصول الى القمة أين هو ( الحيل !! ـ القوة ـ ) حتى تتهيأ وتبدأ ذلك المشوار الخطر ومن البداية ؟؟؟. الغريب في ألأمر أن هذه اللعبة التي يمارسها أهلنا في العراق تتم بمساعدة وعون كامل من كافة النواحي ( القوة والمال والدعم اللوجستي ) من أقوى قوة في العالم..مع ذلك لاتستطيع تلك القوة من التغلب على تلك الثعابين وأزاحتها عن الطريق والوصول الى النقطة النهائية ..... اليس من العجب ؟؟. هنالك أقولأ وأقولأ حول تلك الثعابين والقوة ألأكبر في العالم : ـ منهم من يقول أن أمريكا لاتريد أن تستفز ألأفاعي!!. ـ منهم من يقول أن أمريكا هي التي تغذي عددأ من تلك ألأفاعي!!. ـ منهم من يقول أن أمريكا لاتتدخل في اللعبة بل أنت وحظك ..ومن المعلوم الوصول ليست بعملية سهلة !!. ـ وهنالك كلام.... وكلام !!!. أذا في هذه اللعبة أعتمد العراقيون على أنفسهم ولذلك ومنذ سقوط النظام في نيسان / 2003 أي دخلنا في السنة الرابعة ، حيث : ـ وجود أكثر من 140 الف عكري أمريكي في العراق . ـ وجود قوات أخرى من بريطانية وغيرهم في الجنوب العراقي. ـ وجدو أحدث ألأسلحة من طيران ومدفعية ومدرعات وناقلات جنود وتسخدم جميعها حسب الطلب. ـ دعم سخي من الولايات المتحدة وأنكلترا وفي كافة الميادين !!. ـ مجلسين للبرلمان ورئيسين للبرلمان . ـ رئيسين للجمهورية . ـ ثلاثة روساء للحكومة ( السادة / علاوي والجعفري والمالكي ) . ـ خمسة وزراء للداخلية وأربعة وزراء للدفاع . ـ عشرات ألألأف من رجال الشرطة والحرس الوطني. ـ مليارات الدولارات لدعم العمليات العسكرية . ـ تعون كامل من قبل الكورد في العملية ، حيث وجود قوات عسكرية نظامية في كركوك وغيرها . ـ تعاون عدد كبير من العشائر العربية في الموصل والرمادي مع الدولة . ـ أستياء كبير من الحالة الموجودة ..ألأكثرية يستنكرون ألأعمال ألأرهابية !!. بعد كل تلك العوامل : ياترى لماذا لانصل الى النقطة النهائية ..؟؟؟. لا رد ... الرد عند ألأمريكان وبس ..!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |