|
دموع التماسيح على العراقيين؟! د. أحمد عبدالله حين ينظر المرء الى حالة أمتي العرب والمسلمين فأن العجب العجاب يداخله لما آل اليه حالهما المزري. بيد أن الأنكى من ذلك أن الأمتين تصران على حالهما الذي يدعو الى الرثاء حقا! ولعل أعدام صدام قبل ايام يأتي مثالا صارخا آخر على ماتعيشه الأمتان من جهل وتخلف وأصرار على الباطل. يتسائل غالبية العراقيين: لماذا يتباكى البعض على أعدام طاغية قتل مئات الآلاف من العراقيين بدم بارد وتسبب في تدمير بلد يعد من أغنى بلدان العالم وجعل الملايين من أبناءه يعيشون تحت خط الفقر؟! هل يعلم المدافعون عنه ممن سرقوا نفط العراق وتمتعوا بخيراته بلا حساب أن صداما كان يقتل العراقيين حتى المقربين منه من الوزراء وقادة القوات المسلحة والقيادات البعثية المتقدمة بسلاحه الشخصي؟ وهل يعلمون أنه قتل العشرات من كبار علماء الدين دون أي وازع ضمير؟ ألا يعلمون أن صداما كان يلقي بمن يتفوه بكلمة معارضة ضده، ومن أقرب المقربين أليه وأقربائه، الى الكلاب المتوحشة والتعذيب الخاص!! أنه لاشك التخلف المستند الى الطائفية البغيضة التي سوف تطيح بالعروش وتميط اللثام عن النفوس المتردية! أما في العراق فقد دفع أعدام صدام أصحاب النفوس الضعيفة والأيمان السطحي الى التباكي ورفعوا عقيرتهم بالصياح المنفلت، وأصبحنا نستمع الى عدنان (الدليمي؟!) وهو يطلق الصيحات الطائفية المنكرة من أسطنبول ومن على شاشات التلفاز وبدأنا نتلقى تصريحات خلف العليان الهارب ألى عمان وهي تقطر حقدا طائفيا وتثير الفتنة المستعرة أصلا في العراق. ثم بدأنا نستمع الى تصريحات مقيتة تدعو الى تشكيل جبهة (أنقاذ!!) لتخليص العراقيين من مأزقهم الخطير من خلال قتلهم اليومي وتحطيم أقتصادهم! وتنطلق صرخات مشعان الجبوري المعروف بولاءه لصدام وقصي والمتمرد على القيم العراقية الأصيلة ليزيد النار أشتعالا. وأنبرى غير هؤلاء طائفة من (السفراء) الطائفيين غير المقيمين في مكان واحد والمحرضين على الطائفية بشكل مكشوف (حارث الضاري وهارون محمد وغيرهما). في هذا الخضم والجو المضطرب والقتل العشوائي للشعب العراقي المقدام ندعو الحكومة العراقية الى بذل جهود أستثنائية للتصدي بحزم لكل الخارجين على القانون والمحرضين على الأرهاب والخارجين عن جادة الصواب والعمل الجاد والفوري على تفعيل قانون الأرهاب. كما يتعين عليها أن تقدم الخدمات للناس بعد أن أشتد أوار الأزمات وفاق الألم العراقي كل تصور! لابد من البدء بالمناطق الآمنة نسبيا في الجنوب العراقي المظلوم دوما مثلما حصل في الشمال. ولتعلم الحكومة والبرلمان أن أي تأخير في أتخاذ خطوات جادة لمواجهة الأرهاب ومن يحرض عليه وتقديم الخدمات لعامة الناس سوف يؤدي الى فقدان ثقة الشعب بهم!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |