جواد كاظم اسماعيل / اعلامي وكاتب عراقي

jawad_k2@yahoo.com

ربما يثير عنوان مقالي هذا استغراب بعض القراء وربما تكون بعض  مفرداته تحتاج الى شيء من التحليل لان اللهجة العراقية متنوعة ومتباينة من منطقة الى اخرىوهذا ليس عيبا في التلوين انما يمثل عامل من عوامل القوة والتميز00 عموما وحتى لا اطيل بمقدمتي ادخل بصلب القضية او قصة هذا المثل00حيث ان جدتي كانت تردده بمناسبة وبدون مناسبة وبما  اني  كنت قريب منها لاني كنت البي لها احتياجاتها وكذلك كنت استمتع بالحديث معها لانها كانت تمتلك ذاكرة ثرة وحية تختزن  حكايات وامثال شعبية حفظت المتيسر منها ولازلت الى الان اتمتع  بها00 جدتي كانت تشعرني اني الاقرب الى نفسها دون سواي من اخوتي ومن ابناء عمومتي لاني افهم ماتقصه لي من حكايات واستمع لها بشغف يشجعها على سرد الكثير من القصص التي تمتلكها ذاكرتها لذلك فهي استرت عندما طلبت منها في يوم من الايام الودودة التي نجتمع فيها معا 00 استرت عندما طلبت منها شرح معني هذا المثل وانا بدوري انقل لكم ماقصته لي بعد ان استحظرت ذلك المثل  وربطته بما  حاصل ويحصل لبلدنا العزيز العراق0

والحكاية  هي والعهدة على جدتي رحمها الله 00 ان هناك رجل كان سيء الحظ مع النساء حيث انه كلما يتقدم الى خطبة امرأة يجابه بالرفض وهكذا جرى الحال معه حتى تجاوز المائة من الخطبات التي قام بها والتي جند لها كل امكانياته  وجند لها  الوجهاء والاشراف من ابناء قريته والقرى المجاورة لقريته حتى انه لم يترك في مشروعه المخذول هذا قريباته من النساء وكل هذه المساعي لم تجدي نفعا بل اغلبها ذهبت ادراج الرياح  الى ان دب اليأس الى نفس هذا الرجل الذي يبحث عن شريكة حياته وهو مسعى مشروع لانه سنة من سنن الحياه ورغم ان الرجل كان يتمتع بشيء من الجمال وسمعة  جيدة وكانت عائلته معروفة من بين عوائل  قريته والقرى المحيطة الاخرى 0 لكن يبدو أ ن  الحظ قد عاكس الرجل لاختبار صبره وتجلده وهكذا مضت الايام ولم ياتي الحظ يوما ليداعب احلام هذا  اليائس حتى حلت ذات يوم عرافة الى قريته مما دعى بشقيقته ان تذهب الى هذه المرأة العرافة وتحكي لها قصة  شقيقها وعندما استمعت العرافة الى كل التفاصيل طلبت من شقيقة الرجل  عشرة من الديكة واعطت   لشقيقة الرجل شيء طالبة منها ان تأخذ جزء من ثياب شقيقها وتحرقه مع هذ الشيء مع كمية من00 الحرمل00 وهو مادة يستخدم مع البخور دائما ليلة الاثنين لتعطير البيت وطرد الشر والحسد عنه0

 وعندما تنتهي هذه المهمة لابد ان تأخذ شقيقة الرجل كمية من الرماد المتخلف من الحرق وترميه في الشط0

 وبعد اسبوع ستعاود العرافة الى القرية لتجلب معها حل لهذه الطلاسم وفعلا تم تطبيق هذه الوصايا حرفيا   وبعد ها بقى الجميع يعد الايام ويرنوا بخاطره عسى ان تجلب الايام القادمة بشرى تسعد العائلة المخذولة وتفك النحس عنهم0

وهكذا مضت الايام وحان موعد مجيء العرافة الى القرية التي هي الاخرى التزمت بموعدها حتى لاحت علامات التباشير والفرح وهي تحمل بشرى   طالما انتظرتها عائلة الرجل كثيرا00 حيث تبين ان هناك جن قد تلبس  بجسد الرجل حسب قول العرافة وقد تمكنت هي  ان تطرد الجن بمهارتها الحرملية وقد عثرت على عروس للرجل وهي موجودة في قرية بعيدة وعلى هذا المنوال سارت الامور  وقد تكفلت العرافة بكل شيئ نيابة عن دور النسوة من ذوي الرجل وما على العائلة الى ان ترسل رجالها لقطع المهر وفعلا تم ذلك وتحقق الحلم وتحدد موعد الزفاف  وحسب طريقة اهل الريف بالجنوب 00 من الهبش00 والركش 00 واشتراك الجميع بتجهيز العرس الذي طال غيابه كثيرا عن هذه العائلة المسكينة 00 فكان هذا يحطب00 وتلك  تمسك الياون00 وهي الميجنة 00 وذاك يجلب الثور00 وأخرون يجهزون بنادقهم 00 حتى اكتمل كل شيء وجاء هودج العروس الى البيت وسط الهلاهل والزغاريد والرقص واطلاق العيارات النارية وقامت شقيقة  00 العريس00 وبشكل 00 لاشعوري00 ترقص امام الرجال وهي تردد000 توه الله التفت وانطاني00 جنت اشتل نخل غيباني00 واستمرت النسوة تردد معها وهي فارعة  اي حاسرة الرأس لشدة فرحتها  استمرت البهجة واستمر الفرح  حتى موعد زفاف العريس الى عروسه وعندما دخل الرجل على عروسته وجد  ان عروسته التي جلبته له العرافة 00 عوراء 00 قصيرة القامة00  ذات شكل غير محبب00 عض الرجل على جرحه وتقبل نصيبه دون ان يتفوه بكلمة بسبب الاحباط الذي اصابه طيلة فترة البحث الطويلة عن حلمه المشروع      وانا هنا أستذكرت هذالمثل  بعد أن تردد امامي من جديد وقد وجدت هذه المثل  ينطبق على حالنا نحن العراقيون حيث اننا صبرنا كثيرا وتحملنا الكثير من الوجع وبحثنا عن سبل الخلاص من حظنا التعيس طيلة عقود من الزمن ولم نفلح حتى قيل لنا ان الله يريد  أن يختبر صبرنا  00 لان المؤمن مبتلى كما يقولون   00 وصبرنا وصابرنا وتجلدنا وضحينا اكثر بكثير من الرجل الذي انقذته العرافة 00 جزاها الله خير الجزاء00

 حتى حان موعد زفافنا الذي دفعنا له  ثمنا غاليا هي اعمارنا وقد ابتسم لنا الحظ مجدادا بعد عقم عسير كاد يقضي على احلام وطن بأسره00 لكن أمنيتنا نحن العراقيون المساكين ان لاتكون عروسنا 00 عوراء  00 ونقبلها قصيرة القامة لكن نريدها حسناء لاننا منذ الولادة عشقنا الجمال 00 والجمال عشقنا  نتمنى ذلك نعم 00 أمنية00   ونتمنى ايضا ان لاينطبق علينا المثل القائل000 أصوم00 أصوم 00 وأفطر على بصلة00 00 يرضاها رب الكون لو هذا امره0

ربنا اننا نسلمك امرنا  وأنت اعلم بحالنا ارحم بنا وهب لنا من فظلك عطاءا ترضيه انك قادر على كل شيء  وانك تسمع صوت عراقك الذي استودعت  فيه أوليائك وأنبيائك أمين يارب العالمين

ملاحظة000 نخل غيباني00 يعني النخل الذي يتأخر عن النخيل بالثمر وحتى ثمره لم يكن مفيدا 00 اي مايسمى00 بالشيص00 والشيص  هو ثمر غير ناضج لعدم تلقيحه بشكل جيد00 وارجو ان تصل لكم الفكرة احبتي القراء الاعزاء0