مُتجنـّس وطن الديمقراطيّة

 محسن ظــافــرغريب / لاهاي

algharib@kabelfoon.nl

المُتجنس الأوّل First من حيث القِدَمْ، في وطن الديمقراطيّة الغربيّة العريقة الأوّل المملكة المُتحدة، حليفة الولايات المُتحدة، رئيس تحرير صحيفة" القدس العربي" اللندنيّة، الأخ العروبي الإسلامي"عبدالباري عطوان" صَحِبَتهُ الصّحيفة ُوالسلامة رفقة إستراتيجيّة

الحلف أنجلوساكسوني،"عطوان" الذي وجّهْنا له نقداً لايُفسد للودّ قضيّة، فختمَ العام الماضي بكلمة صحيفته بأنْ(فرّقَ!) وصمة َعار

حملة صدّام على كرد العراق بإسم"الأنفال"، فرّقها بعقليّة أصالةٍ، على جبين كلّ عربي كما أرادتْ الجاهليّة تفريق دم نبيّ الإسلام في القبائل عُرْفا إيجابيّا شبيها بحلف" الفضول" الذي تبناهُ الإسلام كما تبنىّ الطواف حول الكعبة وغُسل الجنابة. والأعمال بالنيّات علّ ذلك يُخفف من سيئات صدّام في حلبجة والدجيل وما حولهما وإيران والكويت، فيكون مُجرّد مثال واحد من حالة الديكتاثوريّة.

المُتجنس الثاني Second من حيث الأهميّة مواطنه العروبي البريطاني الكاتب الأسبوعي في صفحة رأي في صحيفته" هارون مُحمّد" الذي غادرَ طائفته إيمانا بقيم الديمقراطيّة التي تعني حكم الأغلبيّة في المملكة المُتحدة والولايات المتحدة مثلما في عراق فيه

عاشَ مرجعهُ الأعلى آية الله العظمى(السيّد) الذي ينحدرأصله من نبي الإسلام(ص)" علي الحسيني السيستاني"، قبل مولد هارون

مُحمّد، زاهدا بجنسيّته العراقيّة التي سعت إليه! كما سعى الأوّل والثاني الى الجنسيّة البريطانيّة حسب القانون وكما يسعى الأخوان

الحليفان (الصفوي!) في" باغ داد" والأمويّ في دمشق لجمع المجد من جميع أطرافه الإنسانويّة. هم؛ صفويّون إستولوا على الدهرِ صبي، وبهِ عَممّوا هامَ الشّهُبِ، سُؤدد الفرس ِوَمجد العربي. وأمويون ألحقوا الدنيا ببستان ِهِشام(بن عبدالملك بن مروان الحمار!).

ومن يدخل بين الأخوين الحليفين الصفوي والأموي، كمن يدخل بين الأظافر، وسخٌ منتبذ الى جوارمثل(الألماني الموسوي!)"كارل هنريش ماركس" مقبرة هيغيت، وقد نقش على شاهد قبره:"هنا يرقد بسكينةٍ وسلام من كان صدره يصّعد حرجاً وحسرةً و يضيق بهكذا كلمات باقيات صالحات" صفوي، عميل إيراني أميركي"!.

فتوى هارون مُحمّد؛"الدفاع عن صدّام حرام، وقتله حلال وواجب وطني وإسلامي"!(لندن في أوّل أيّام فرار صدّام، نشرت الفتوى صحيفة" المؤتمر الوطني العراقي" في اليوم الثاني10 نيسان2003م).

رئيس جمهوريّة العراق د. جلال طالباني، خدمَ جمهوريته في عام مولدها الأوّل، بعد تخرّجه سنة 1959م، بصفة ضابط إحتياط

في جيشها القديم في عهد مؤسسها الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم، وكانَ في وحدات المدفعيّة والدروع وترفع الى قائد كتيبة دبابات

ثم أرسلته جمهوريّته الوليدة توّا مُبكرا في العصرالسوفيتي ضِمنَ وفد"إتحاد طلبة" الشمال الى موسكو للقاء المغفور له بارزاني في

منفاه، ليعود الى جمهوريته العراقيّة الخالدة. إستهل السيّد الرئيس طالباني حياته صحافيّا مُحررا في صحيفتي" النضال"(خه بات) و"كردستان". وكدَ نسّابة طريقته الصوفيّة غيرالصّفويّة أنّ أصْله عربيّ مُستكرد.الآن إستحقَ التقاعد وقد وُلِدَ في قرية كلكان قربَ بحيرة دوكان، كويسنجق سنة1933م، وباق ٍعزيزا في جمهوريته العراقيّة الخالدة يخضع لسيادة قانون بلاده كأيّ مواطن عراقي.

الصحافي" هارون مُحمّد" كتبَ في صفحة رأي صحيفة عطوان من لندن في12 ك2/2007م، تحت عنوان" طالباني في دمشق..

إهانة لسوريّة وإستفزاز للعرب"!، خلصَ فيه الى؛ " لقد أمضى جلال طالباني مع رفاقه المنشقين عن حركة المُلآ مصطفى خمس

سنوات في بغداد(1966-1970م) كانوا فيها ضُيوفا على الحكومات العراقيّة المُتعاقبة إبتداءً من حكومة اللواء ناجي طالب وبعدها

حكومة الرئيس عبدالرحمن عارف وحكومة الفريق المرحوم طاهر يحي وإنتهاءً بحكومة حزب البعث، وكان مُرشحه في الحكومة

الأخيرة السيّد طه محيّ الدين معروف الذي إكتشفَ ألاعيب جلال مُبكرا فتركه لينضمّ الى العراق بدلآ من حزب مُرتزق(مُزدور).

ومن المُفارقات المُحزنة أنّ( الضابط التميميّ) الذي كانَ يصرف لجلال وجماعته رواتبهم الشهريّة  وهو برتبة( رائد) في مديريّة

الإستخبارات العسكريّة في أعوام1966-1969م هربَ من العراق عقب الإحتلال.

روح الدعابة من مزايا السيّد الرئيس طالباني حفظه الله(إمرؤ به دُعابة وليس بتلعابة، تشريفاتي)؛

ويتندّر اللآجئون العراقيّون في سوريّة بحكاية وفد (جوقد) الجبهة الوطنيّة والقوميّة والديمقراطيّة العراقيّة التي أنشأتها المخابرات

السوريّة، سافرَ الى ليبيا بطائرة صغيرة من نوع (كرافيل) فرنسيّة الصُنع، وبعد إختتام زيارة الوفد الذي ضمّ عبدالجبّارالكبيسي عضو قيادة حزب البعث الجناح السوري وجلال طالباني وآخرين من ضمنهم الشيخ كبير السن المرحوم حسن النهر، الذي فزع عندما لاحظَ أنّ الطائرة التي ستعود بهم الى دمشق قد بدأتْ تهتزّ وهي ماتزال على الأرض من ثقل الأكياس الكثيرة وفيها الدنانير الليبيّة، ولأنه(جديد) على الطيران، فقد إقترحَ أنْ تحمِلَ الطائرة نصف الأموال في سفرتها، وتعود الى ليبيا في رحلة أخرى لحمل النصف المتبقيّ، فردّ َعليه جلال حانقاً:"هي سلعة يو بضاعة هذي فلوس بابا ملايين". لكنّ الشيخ بعفويّته المُفرطة قال؛"أنا أخشى تضطرّ الطائرة رميّ بعضَ الأكياس"، فردّ َ عليه طالباني ساخرا: " و الله يا أبو شامل، لو حدثَ شىء من هذا، سأرميكَ أنتَ من الطائرة"!.

ويَستشهد هرون محمد معلقاً: من المُعيب أن تستقبل دمشق الكردي التائه كما أسْمَتهُ الزميلة " السفير" اللبنانيّة في معرِض تعليقها

على حاجة طالباني لإلتقاط صورة له في " مؤتمرالإشتراكيّة الدوليّة" في روما منتصف عقد تسعينات القرن الماضي مع شيمون

بيرس، طالباني الذي يتلوّن حسب الفصول والمواسم؛ بعثيا يُزايد على حافظ الأسد، ويتحوّل الى ناصري ٍ أكثر من عبد الناصر وشيعيّ أكثر من الخميني!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com