رأس برزان والعودة الى زمن المعجزات

سناء صالح /هولندا

sanaelgerawy@hotmail.com

تمّ اليوم وبهدوء تنفيذ حكم الأعدام ببرزان التكريتي وعواد البندر ,حيث لم تتناول الفضائيات هذا الحد ث بالشكل الذي تناولت فيه أعدام الطاغية وما رافقه من أثارة ضجة وملابسات حول التوقيت والتصوير وغيرها من الأمور التي كانت محط اهتمام الرأي العام العالمي والعربي وهذا بدون شك بسبب استحواذ الدكتاتور المقبور على الأهتمام باعتباره رأس النظام وما الباقين من جلاّدين سوى أدوات تنفيذ,وأن قطع رأس الأفعى فلا أهميّة تذكر للأذناب لذا لم يكن  المعدومان اليوم سوى أذناب ذليلة لطاغوت شغل العالم بحروبه المجنونة وقتّل أبناء العراق بساديّة لامثيل لها , وقد انتهت بنهايته

وللمرّة الأولى لم يطل علينا مستشار الأمن القومي بابتسامته التي اعتدناها حينما نبشّر بخبر هام كالقبض على الأرهابيين ومن غيره لها (بقتح الميم ) في أعطاء صورة المنتشي بانتصاراته !!

 الحقيقة لقد أجاد الدكتور علي الدباغ مستشار السيد رئيس الوزراءفي طرحه ووضوحه وحياديّته في القاء الخبر , لكن ماتناولته القناة العراقية من تحليل لأنفصال رأس برزان عن جسده  أثناء عملية الشنق  هو أنما أمر خارق وبالنص( معجزة ) وهو انتقام الهي وآية للمفسدين وقد حاول المذيع بكل ما يمتلك من قوّة أن يثبت أن ماحدث هو من الخوارق حيث أخذ يستدرج من قابلهم من أعضاء مجلس النواب مثل وائل عبد اللطيف ووليد الحلّي ليوافقوه الرأي لكنّه لم يتمكن من ذلك  فأعطوا آرائهم بما حدث بتحليلات سياسية دون التطرق الى مااعتبرته العراقية معجزة .

 ان ّقناة مهمة ( محترمة )مثل العراقية باعتبارها لسان حال الحكومة وتمثّل الأعلام الرسمي العراقي ينبغي أن تتمتع بالرصانة والدقة والعلميّة  وأن تنأى عن مايسيء للأعلام العراقي  وأن تعكس وجها حضاريا لعراق يحاول أن يجد له مكانا بين الشعوب المتقدمة وأن يبني أعلاما حرا يسهم  في الأرتقاءبالفكر وتثبيت القيم الأنسانية,   وأن لاتنساق وراء الخرافات التي تغرق العراق اليوم  أذ أنّها من المفترض لاتمثل جهة ما أو تعبّر عن وجهة نظر حزب معين  أو طائفة  وان مثل هذه الطروحات ستجد أرضيّة خصبة في أوساط البسطاء من الناس وهم يشكلون نسبة عالية في مجتمعنا .

 حينما وضحت الحكومة العراقية الموقف كان  على ما أعتقد من أجل أن لاتذهب الظنون بالناس بعيدا وأن تفسّر تفسيرات أخرىمن شأنها تزيد الأوضاع تعقيدا ولكن كان يجب أن تعطي تفسيرا علميا لما حدث كأن تستدعي أختصاصي في هذا المجال ليعطي الرأي العلمي ( كما فعلت قناة الجزيرة رغم اعتراضاتي على مواقف  هذه القناة فيما يخص  دورها وموقفها من قضايا العراق  )لقطع الطريق أمام التأويلات والأجتهادات ومن ضمنها اجتهاد الفضائية العراقية الذي أدخل الرعب في قلبي, الهذا المستوى ينحدر التفكير !!ألهذا الحد يستخف بعقليتنا !!

ألم  يتوصل من وضع التحليل الى استنتاجات علمية كالتسليم بوجود الحالات النادرة والشاذة أذا استبعدنا مسألة الحبل ومواصفاته  أو عدم خبرة الجلاّد  ,كان من باب أولى على الفضائية العراقية أن لاتعلّق أو تضيف على ما قاله الناطق باسم الحكومة اذاعجزت عن التحليل   بدلا من ترويجها لأفكار عفا عليها الزمان .

 ان استنتاجي لما أثارته الفضائية العراقيةفي تحليلها ناجم عن سيطرة عقليات متخلفة لاعلاقة لها بالأعلام وكذلك محاولة للفت الأنتباه والأثارة خاصة وأن الخبر لم يحظ بالأهتمام وهي القناة المتفردة ببثه باعتبارها تمثل الأعلام الرسمي .

ان العراق يزخر بخيرة الأعلاميين ممن  يشار اليهم بالبنان بين الأعلاميين العرب اليس من الأجدى الأستعانة بهم في تطوير ورفع مستوى الأعلام الرسمي !!أم أن الشروط مازالت كما هي في النظرة الضيقة والتعيينات لاعلى الكفاءة والشهادة ..

 ان كان زمننا هذا زمن الخوارق فأنا أدعو بمعجزة توفر النفط والغاز للمواطن العراقي الذي يوقد الأوراق ليتدفأ, أن يستطيع أخي المقيم في أحدى المحافظات التي يسودها التوتر زيارة شقيقتي وتقديم واجب العزاء لها بزوجها الذي اغتالته يد طائفية حاقدة  دون خوف .

أمّااعتبار انفصال رأس برزان عن جسده المعجزة فهي لامعجزة ولا يحزنون فهو برأس أو بلا رأس ملقى في مزبلة التاريخ مع شقيقه ومن لف لفهم من الطغاة .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com