ديمقراطية معلبة وطازجة ومجاناٌ ..!!

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

في الماضي ولسنوات طويلة ـ لأكثر من ثلاثة عقود ـ رأينا العجب العجاب.. وهنا خلال هذه ألأسطر من ألأستحالة أن أتطرق الى كل تلك الويلات والبلاوي!!.

في تلك السنوات :

ـ القائد ألأوحد ... والحزب الواحد... وبس!!.

ـ لاحرية .. ولاديمقراطية وأخواتها ...!!.

ـ قهر.. ظلم .. أضطهاد .. تهجير.. أعتقال.. مطاردة .. أعدامات بالجملة........ الخ من ألأمور التي لها أول ولكن ليس لها أخيـر..!!. أما اليوم.. عذرأ منذ أن سقوط النظام أي بالتحديد منذ نيسان / 2003 ( جيب ليل وخذ عتابه!!)  يامشاءالله :

ـ عشرات .. لابل مئات ألأحزاب ـ لدينا مايناسب الجميع ـ أي أطلب وتمنى :

أحزاب دينية ( معتدلة ، متشددة ، وسط ) أحزاب علمانية ـ يسارية ، يمينية ، وسط ـ ، أحزاب وتيارات قومية وبجميع ألأشكال وألألوان .. حتى بات للحمير أحزاب..!! ياترى هل هنالك ديقراطية ( زي ديمقراطيتنا ) في كافة أنحاء المعمورة .. ؟؟؟.

ـ قادة ...؟؟ بالعشرات .. من رئيس الدولة والوزراء والبرلمان ورؤساء ألأحزاب و والوزراء..الـخ بالأختصار حتى المجرم المعتوه ـ أبودرع ـ أصبح يطلقون عليه القائد !!! .. ياترى هل هنالك عظمة أعظم من هذه الحالة عشرات لابل مئات القادة .. (عوضونا  ) سنوات قلة القادة !!!.

ـ الحرية وحرية التعبير............ ياماشاءالله .. لقد جلب ألأخوة / ألأمريكان آلآف ألأطنان منها ووزعوها من شمال زاخو وحتى جنوب الفاو ......... وهنالك المزيد في المخازن المبردة !!.

ـ الديمقراطية ومفرداتها ـ من هالمال حمل جمال ـ نعم أنواع الديمقراطيات ( غربية وشرقية ) على وزن ( حلويات شرقية وغربية ) لابل هنالك ديمقراطية ( سفري) أي معلبة لوقت الحاجة !!!.

ـ الصحافة ؟؟؟؟؟؟ .. ياسلام عالصحافة .. مئات ؟؟ ، آلآف ؟؟... لايابة لاء.. أكثر وأكثر !!.

ـ محطات تلفزة وأذاعات ؟؟؟ حتى ـ الكاولية ـ أي ـ الغجر ـ أصبحوا يمتلكون مؤسسات أعلامية ـ كامل مكمل ـ لابل زيادة أيضأ !!.

بأختصار.. هنالك تغيير ـ بقدر السما وألأرض ـ وفي كافة ألأصعدة .. وكلها بفضل السادة / القادة السياسية والدينية والعشائرية والقومية ................. وألأزبرية المشكلة !!!.

ـ أنفجارات بالجملة والمفرد .. وأينما تحب ؟؟ لدينا فروع في كافة أنحاء العراق ويقدمون خدمات سريعة ومؤثرة في الليل والنهار ........... بالخدمة  .. لافرق.. حتى أماكن العبادة المقدسة لم تنجو من ألأعتداء والقتل والذبح .. ياناس ياعالم :

هل هنالك أقدس وأطهر من ضريح / ألأمام علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه الكريم ـ ؟؟؟.

الرد .. طبعا لاء والف لاء... طيب ما رأيكم لقد ذبحوا .. نعم ذبحوا بالسيوف والخناجر ( سيد محترم وجليل ) يدعى

السيد / عبد المجيد الخوئي .................... عاشت الديمقراطية !!!.

ـ البنزين ... الغاز ... النفط .. من الحاجيات المنسية ... عيب ... حرام .. قول حطب... سعف النخيل ... وبس !!... النفط والغاز لهما رائحة كريهة ... اليس كذلك ؟؟؟ لتحيا الديمقراطية !!!.

الكهرباء... ، ماذا ؟؟ كرر..؟؟ لم أسمع بهذا ألأسم .. يقولون : كان ياماكان في قديم الزمان .... شىء أسمه كهرررررباء......... أما اليوم .............. ماكو كهرباء ومن غير مناقشة .. بالمناسبة يقولون أن السيد وزير تلك الحاجة المنقرضة ( الكهرباء ) عاد الى بلاده .... زعلان .. مهموم .. لكونه لم يستطيع غير سرقة  مئة مليون دولار فقط .......... حرامات ..... عاشت الديمقراطية وأخواتها !!!.

ـ الخطف والقتل وألأغتيالات ... كفيلك الله بالجملة .. وفي وضح النهار... أينما تحب ... يا أخي مو ديمقراطية .. أقتل أخاك ظالمأ أو مظلوماٌ..!!!.

ـ البطالة للجميع : شباب.. شياب .. نساء .. أنسات .. الكل سواسية .. لايوجد لدينا شواغر حتى أشعار أخر .. أنتمي الى هذه ألأحزاب وتدلل .... الم أقل أنها الديمقراطية ..ملعونة  أمريكا والتي جلبت وسوقت لنا هذه الديمقراطية !!.

ـ الصحة والتعليم ....... صفر × صفر = صفر ............ ديمقراطية العلالي!!.

ـ خدمات البلدية ... مافي ... ومن زماااااان !!.

ـ الماء الصافي ومياه المجاري ... متعانقان .. الماء.. هو ماء.. لم العجب ؟؟؟.

ـ السوق .. نار.. ياويل الذي يقترب منه ... ولكن للتأريخ هنالك من يشترى كل شىء وبكل ألأسعار.. أما عامة الناس.. للتأريخ أيضأ لهم الحق أن ( يتفرجوا ) ومجاناٌ... الم أقل أنها ديمقراطية ؟؟؟.

ـ المليشيات .... في كل مدينة .. ومنطقة .. وشارع .. وزقاق .. ميليشا.. والجميع وطنيون وأحرار.. وديمقراطيون أخر عيار .. 24 قيراط من النوع الثقيل ...!. وأخيرأ .

هذه الديمقراطية همشت ألأكثرية من أهلنا وناسنا..ياترى أين دور ألأخوة الكلداني ألأشوري السرياني..؟؟ الصائبة ؟؟ وغيرهم..؟؟ وياترى ما الذي تغير بين ألأمس واليوم ..؟؟.

هنالك العشرات من ألأخوة المسيحيون قتلوا بسبب دينهم .. هنالك كنائس دمرت لأسباب لانعرفها لحد آلآن !! لذلك هاهم وبالعشرات لابل بالمئات يتركون ممتلاكاتهم و( حلالهم ) ويهاجرون الى البلدان المجاورة ويواجهون المستقبل المجهول ...!! ..أية ديمقراطية هذه ..؟؟.

كل تلك المعاناة والمأسي... بسيطة .. هل تدرون لماذا ؟؟؟.

لكوننا أول دولة ديمقراطية في المنطقة !!!.. كلها عشر أو عشرون سنة وكل شىء عال العال ..لذلك :

رددوا معي : عاشت الديمقراطية ... المعلبة ... الطازجة ... الشرقية .. الغربية .. المثلجة .. الحلوة .. المرة .. ألخضرة .. والحمرة .. والبمبي.. البنفسجي...!!.

والله العظيم صرنا مضحكة... ولو تعلم الديمقراطية أنها ستفرض على العراقيين بهذه الحالة لأنتحرت في أم قصر!!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com