رئيس الوزراء يستنكر .. نكتة سمجة

باسم السعيدي / بغداد

basim_alsaeedi@yahoo.com

وكأن السيد نوري المالكي مندوب للجامعة العربية أو المؤتمر الإسلامي أو أنه أحد ممثلي هيئة الأمم المتحدة في العراق ، فالسيد المالكي يستنكر الإعتداءات الآثمة على ضواحي بغداد في يوم الثلاثاء الدامي.

لم أكن أتخيل يوماً أن منصب رئيس الوزراء يحتم على (شاغله) واجباً وطنياً ألا وهو الإستنكار ، حاله حال سكان كوكب آخر يسمعون بالحدث المأساوي الذي يمر به العراق، ولا أدري كيف يسامح الرجل نفسه بعد إستمع الى بيان إستنكاره وهو يذاع من على شاشة الفضائية العراقية هو وممثلي المنظمات الدولية المعروفة!!

الغريب في الأمر هو ليس التفجيرات والإنتحارية أو العبوات الناسفة ، فبغداد العاصمة تعج بكل أنواع القتلة من كل حدب وصوب وكل خمسة أنفار يؤمنون بعقيدة فجة يمكنهم ممارسة نشاطهم (الديمقراطي) على أقل من (مهلهم) في تلغيم الشوارع والسيارات والدراجات والأشخاص .. لكن الغريب هو الحملة المسلَّحة على  حي البنوك في شرق بغداد، فالقادمون من حي الصليخ (ولا يفصل بينهما سوى قناة الجيش) عليهم المرور من جسر الشعب الذي تتمركز عليه ناقلتا أشخاص مدرعتان وعشرات الجنود المدججين بالأسلحة ، فكيف تمر من خلاللهم من دون أن يفطن أحد الجنود (وهم يبصبصون) في داخل كل سيارة تمر بالقرب منهما ؟؟

الأغرب هو أن حي الصليخ دوهم في صباح يوم الثلاثاء ذاته وحوصر حصاراً تاماً وتم تفتيش الحي والعثور على ثلاث سيارات مفخخة ومجموعة من العبوات الناسفة وتم إلقاء القبض على مجموعة من الإرهابيين على حد زعم وزارة الدفاع .. أفبعد هذه "الصولة" بأقل من 4 ساعات تنطلق مجاميع القتلة لتنال من أبناء حي البنوك ؟ وتوقع عشرات الشهداء والجرحى بحسب شهود العيان الذين لا تعترف بهم الحكومة وتصدر بيانها بعشرة شهداء وسبعة جرحى فقط؟

حي الصليخ بؤرة توتر دائمة ، ومجاميع القتلة التي تعيث في الأرض فساداً إنطلاقاً من ذلك الحي مشهود لها يوم زيارة الإمام الكاظم (ع) في رجب المنصرم، وإسم الحي يتردد على (السب تايتلات) بشكل يكاد يكون يومياً ، والأخبار الواردة من المناطق المجاورة " تشيد" بقتل بائعي النفط وغيرهم ممن قادهم جهلهم بإجرام هؤلاء القتلة للمرور في ذلك الحي .

الشرطة نفسها تمتنع عن المرور بذلك الحي خشية القتل .. فيقوم السيد المالكي بمداهمة الحي وإكتشاف بعض بؤر الإرهاب تلك وينسحب الجيش في اليوم نفسه ليقول للقتلة (خذوا راحتكم بالقتل) فلا يلبث القتلة أن يقوموا بفعلتهم الدنيئة على حي البنوك.

هنيئاً للسيد رئيس الوزراء هذه المقدرة الفائقة في معالجة فرق القتل والموت ، وهاهم يكافئون (نشاطه وفعاليته) بإيقاع المزيد والمزيد من الدم العراقي الذي تساوي قطرة منه ألوف الرؤوس من الساسة القتلة المجرمين على حد سواء ..

نصيحة أخيرة للسيد رئيس الوزراء .. لا تستنكر الحادثات .. فأنت فيها شريك وكل الدماء البريئة عالقة برقبك يوم تلاقي الله وأنت خال إلا من " بيان الإستنكار".

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com