ما الداعي لخلق ذرائع الكراهية يا سيد نوري المالكي؟

 كريم البيضاني

Kareem_albaidani@hotmail.com

قبل ايام ظهرت فتوى يدعي بعض من قرئها ان السيد السيستاني حفظه الله قد قالها...وهي ان الذي لاينتمي الى المذهب الشيعي فهو كافر...هذه الفتوى بطبيعة الحال لايمكن ان يصدقها احدا

 لان السيد السيستاني دأب على نشر روح التسامح بين الطوائف وذلك بدعواته المتكررةالى نبذ الاحقاد وردات الافعال والانتقام بين العراقيين...ومقابل ذلك... الدعوة الى الانتخابات وكتابة الدستور وسن القوانيين ..تماما كما تفعل الشعوب المتحضرة...وعكس مايأتي من فتاوى من قبل مذاهب اخرى بتكفير الشيعة ونعتهم بشتى النعوت البذيئة...وانكار حتى انتمائهم الوطني والقومي...اذكر هذه الحادثة وانا لازلت متابعا لما حصل بعدها من بذاءات لازال يجترها المدعو محمد الهاشمي ...على قناة المستقلة ...والحقيقة ان قناة المستقلة هي قناة فضائية متخصصة في الهجوم على المذهب الشيعي دون غيره من المذاهب الاخرى...وهذا دليل قاطع على ان هذه القناة ممولة من المتطرفين السعوديين واتباعهم من المستعربين من بعض الدول العربية...

محمد الهاشمي مواطن تونسي ويعتنق المذهب الوهابي ...وهو لم ولن يتفوه بكلمة عن مايحصل في بلده تونس ....لان مهمته هي التشهير بالعراقيين وتسفيه معتقداتهم..لقد استغل هذا الهاشمي بضع كلمات ربما هو الذي ادخلها الى موقع السيد السيستاني ليتخذها ذريعة لمهاجمة شخص السيد ...وقد تدارك الامر الاخوة المشرفون على الموقع وقامو بمسح ماكتب من اسطر ملفقة...لازالت قناة المسقلة الوهابية الى اليوم تجتر هذا الموضوع  وتحرض على سفك دماء المزيد من العراقيين عبر الدس الطائفي المدعوم بفتاوى سعودية تكفيرية خبيثة.....

وقد يتسائل البعض وماعلاقة ذلك بالسيد نوري المالكي وحكومته؟...

الكل يعرف ان صدام قد انتهى هو ونظامه بعد ان دخلت القوات الامريكية والمتحالفون معها الى العراق...وقد اصبح صدام وحفرته مصدر تندر لجميع شعوب الارض...واثبت هو بنفسه كيف انه كان جبانا رعديدا   ولكنه كان يحكم بدهاء الجبناء...بالغدر والمكر والحيلة...وبهذا استطاع ان يوهم الكثيرين من الذين رضعوا الذل والمهانة ...فصدام بالرغم من انه كان سفاحا قاتلا ولكنه في نظر اعداء العراق والمنتفعين من صدقاته..كان بطلا...وبالبطولة هنا ليست بأفعاله للدفاع عن مصالح شعبه...بل العكس ..اي انه تحدى اردة شعبه واستطاع ان يخدم مصالح الغير بعذابات شعبه...ولم يهتز له ضمير  ...لقد استطاع صدام ان يطعم كل صنوف القهر والحرمان لشعبه...ولكنه كان سخيا مع الشعوب الاخرى...وليس مصادفة ان ترى جلاوزته يختبؤن في تلك البلدان وبين تلك الشعوب...لقد حصل صدام على محاكمة ازعجت اصدقاء صدام ومريديه لانها كانت علنية وشفافة ولم تعطي فرصة للمتربصين بالعراق للتشكيك بها بالرغم من بعض الاصوات النشاز من المتباكين على الزمن الغابر الذي حكم فيه المجرم صدام...

وقد تاكد لنا ان حماية الامريكان للمتهمين وعدم اعطاء الفرصة للحاقدين لجعل هؤلاء الطغاة ابطال وبريئين...كانت في كل الاحوال لمصلحة الشعب العراقي وقضاياه العادلة....ولم يستطع هؤلاء ان ينالوا من صدقية نزاهة المحكمة العراقية واجراءاتها...

ولكن الذي حصل في يوم اعدام صدام وحين تسلمت الحكومة.. هذا المجرم لتنفيذ القصاص العادل به...تبين ان العراق لازال بعيدا  عن الالتزام بالقانون....

ماذا لو اعدم صدام بمشاركة بقية خصومه من الشعب العراقي؟؟..فمثلما كان صدام ظالما مع الشيعة كان ظالما ايظا مع اخواننا الكرد وكان ظالما مع بقية الطوائف والقوميات العراقية...فمالضير ان تتصرف حكومة السيد المالكي بحكمة وتجعل سير الاحداث منذ بداية المحاكمات الى يوم التنفذ كما عودتنا ...سليمة وقانونية وشفافة ...حيث جعلت اعداء العراق من المشككين والحاقدين والمنتفعين  في الزاوية الضيقة...مادام القانون والعدالة هما السائدان....

بصراحة لقد اضر البعض من الذين حضروا يوم القصاص بالطاغية... من حيث يعلمون او لايعلمون ...لقد اضروا كثيرا بقضية العراق...عبر بعض التصرفات الصبيانية التي تنم على عدم وجود الحرص لديهم على مصلحة الشعب العراقي...فمافائدة ان تتحول عملية الاعدام لصدام الى مهرجان شعارات دينية وسياسية....

ان الذي جلب صدام الى قفص العدالة قبل الجميع هو الحكومة الامريكية...التي عاهدت الشعب العراقي على الاقتصاص من القتلة والسفاحين الذين جلبوا الويلات على الشعب العراقي...ولا ادري ماهو الدور الذي ساهم به هؤلاء الهاتفون باسماء كيانات وشخوص في عملية ايصال المجرم صدام الى حبل المشنقة؟؟؟

لقد اضر هؤلاء بالقضية العراقية ...وبهذا التصرف اعطوا الحجة للبعثيين والصداميين السفاحين لقتل المزيد من العراقيين...

لقد خسر الشعب العراقي الكثير من الاصدقاء والمتعاطفين مع قضيته العادلة...بهذه الافعال

فصدام عندما اعتلى منصة الاعدام ...كان يعرف انه لن يكون بطلا حتى امام عائلته...لانه معروف بانانيته وحبه الى الانتقام والاستهتار ...وحتى اقرب الناس اليه كانوا يتمنون ان يروه بهذه الصورة ...مشنوقا ومعلقا من رقبته كالحيوان المذبوح....

ان اعطاء الحجة للمتربصين بشعب العراق للامعان بقتله والاستهتار بكرامته ..قضية لايمكن السكوت عنها...

     ان كلمات الرئيس بوش وكذلك بقية اعضاء الحكومة الامريكية عن التصرفات التي حصلت والتي ارسلت رسالة الى الشعب الامريكي من ان الرئيس بوش متحالف مع المالكي الذي هو بدوره موجود على راس الحكومة العراقية ومتحالف مع التيار الصدري الذي كما صورت الصور التي نشرت حول اعدام صدام من ان المالكي ترك مهمة تنفيذ الحكم لميليشات جيش المهدي الذي يتحدى الحكومة والامريكان في نفس الوقت...

نحن لسنا طرفا في الصراع القائم بين الاطرف كافة في العراق بل نحن مجرد الضحية التي حان الوقت الان لعلو صوتها... وتقول كفاكم  التصرف بانانية وحزبية ......

نحن ننظر الى مستقبل اولادنا بعيدا عن الصراعات المذهبية والحزبية...لانها امور زائلة مع تطور الوعي عند المواطن العراقي...

واذا كان البعض قد تخندق مع  جبهة الاطراف التي دعمت صدام قبلا ولازالت تتحدى ارادة الشعب العراقي ..فهذا شأنهم وهم يتحملون نتائج ماسيحل بهم...ولكننا هنا نتكلم عن الجهات الذين اعطيناهم ثقتنا واوكلنا بايديهم مستقبل شعبنا...فهل من الحكمة ان  يتصرفون بما يسيئ الى شعبنا؟؟...هل التصرف مع جثث ميتة وعفنة مثل جثث صدام وبرزان بصيغة الانتقام  تخدم قضية العراق ؟؟؟ وتجلب له التعاطف والاصدقاء؟

لقد ثار الجميع واحتج على اسقاط صدام ونظامه لان الجميع كان مستفيدا عدا الشعب العراقي...

حتى ايران  لازالت تعتبر اسقاط نظام صدام جريمة امريكية تستحق معاقبتها وافشالها ...

ان الاسلوب الذي تتم به عمليات الاعدام يا سيد المالكي تجعلنا بموقع الدفاع والتبرير الذي لاداعي منه...

هؤلاء الذين نتصدى لهم بدماء ابنائنا الزكية ..ليس لهم اخلاق ولاضمير ويتحينون الفرص للايغال في ذبحنا...وهم كالفنانة العراقية التي كانت ترقص على انغام صوتها وموسيقاها الهابطة زوجة الدكتاتور وبناته ....فقد كانت تخرج امام باب دارها وتلبس ثياب النوم ..واذا نظر اليها احدا ..بدافع الفضول   تنهال عليه باقذع الكلمات البذيئة وتنهال عليه ضربا وتجريحا....فهؤلاء مثلها ينتظرون التحرش بهم لكي يظهرون اخلاقهم الدنيئة...فلا تعطوهم هذه الفرصة الثمينة...

انظار العالم تتوجه الى العراق...وحين تنجح تجربة العراق سوف تسقط كل الانظمة الحالية   واذا فشلنا لاسمح الله فسوف يسود الظلام والدكتاتورية والارهاب وهذا مالاتقبل به الدول التي جائت بجيوشها واموالها لمساعدتنا....فلنتصرف بما يمليه علينا مصلحة حاضر ومستقبل بلدنا  وليس بالعواطف السياسية والتصرف المتسرع الذي لاتحسب عواقبه..

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com