العراقيون بين كابوس الأرهاب وعجز الحكومة

سناء صالح /هولندا

sanaelgerawy@hotmail.com

هجمات شرسة تستهدف يوميا العشرات من أبناء شعبنا دون استثناء وفي مختلف الأماكن الكلّ مستهدف فالأجرام لايستثني أحدا طفلا أو عجوزا مثقفا أو غير متعلّم ,الكل مهيء لكي يكون وفي أية لحظة مشروع شهادة  أمّا أداة الجريمة  فهي لاتختلف كثيرا:عبوة ,سيارة ,حزام ,هاون ,مدية ,مسدس مفردات عايشها العراقيون وأصبحت الأكثر استخداما   أمّا النتيجة فهي واحدة موت, أشلاء متناثرة ,دماء تكسو الأرض  ,هلع ورعب وركض في الشوارع , دموع تحجرت في المآقي حدود مفتوحة الأفواه تلقي الينا بحمم وأجساد نتنة  تريدالتطهّر من أرجاسهافترمينا بصديدهاوتغتال الربيع فينا وتقتل شموسنا وكأن أرضنا هي الجنة الموعودة الملأى بالحور العين, وتأخذ منّا النفائس من خيرة أبناء شعبنا ,أخذت ألوانه المحببة فبهت بعد أن كان يزهو بألوان الطيف العراقي الجميل .

 بعد هدوء نسبي ليومين أو أكثرحيث بدأ الأمل يدب في قلوبنا التي أتعبها القلق والخوف من  مصير قاتم ومستقبل كل المؤشرات تدلل على أنّه غامض وقلنا عسى ولعلّ ,وهاهو اليوم أقبل علينا داميا ,فالأجساد تغطي بغداد السلام ,ولم يسلم لاعامل ولاطالب ولا عابر سبيل  مائة قتيل ,هذه هي حصيلة اليوم فقط في مدينة بغداد ,لقد تجاوز الأمر كل الحدود.

 طلاّب واقفون أمام مبنى كلياتهم في الجامعة المستنصرية,هكذا تخيلتهم كما  رأيت نفسي أيام الشباب والجامعة  شباب وشابات في أجمل عمر ,الحلم بمستقبل مشرق ,ماذا كانت آخر كلماتهم ,بالتأكيد كانوا مرحين رغم قسوة الوضع والخطر المحدق في كل لحظة فالشباب غير هيّاب ولا يحسبها كما يحسبها الكهول ,ماهي\مشاريعهم للغد !!حتما أنهم كانوا يتطلّعون الى غد أفضل لاقتامة فيه , ويرون مانراه اليوم كابوسا على أنه غمامة عابرة سيفتتوها بشمس علمهم ماالتعبير الذي ارتسم على وجوههم حين روّعهم الوحوش الجبناء الذين لم يراعوا حرمة المكان وقدسيته باعتباره مكان للعلم  !!,أمّا الأمهات والآباءالذين كانوا يرقبون أفلاذهم وهم يكبرون أمام أعينهم ينتظرون أن يتخرجوا  ليعينوهم على تحمل أعباء الحياة وليفخروا بهم , كيف استقبلوا الفجيعة !! ان القلب والعين يسحّان دما  .الى متىسنبقى نبكي قتلانا ونقدم يوميا شهداء قرابين لمن!!

الى متى تبقى حكومتنا وسياسيونا يشجبون ويستنكرون ويدعون الى المواصلة ! ماذا نواصل  ! الموت,شئنا أم أبينا متواصل أين الوعود التي قدمت حينما كان مسلسل الأغتيالات للأساتذة في بداية السنة الدراسية على أشدّه حين وعد دولة رئيس الوزراء بحماية الجامعات التي هي من الأهداف المهمة لللصدّاميين والأرهابيين .

لقد اكتشف السيد المالكي أن الصداميين والأرهابيين هم وراء عملية التفجير في الجامعة المستنصرية وليس هذه الفعلة الاّعمل انتقامي لتنفيذ حكم الأعدام بصدام وجلاوزته المقبورين وهو بالحقيقة ليس اكتشافا فمن طبيعة العملية ومكانها وطريقة تنفيذها يتمكن الطفل العراقي من معرفة من وراء  ذلك لكثرة مامر عليه من أهوال ,

 انّ المشكلة ياسيادة- رئيس الوزراء-هي ليس من ؟ بل كيف ؟

لقد سئمنا (السين) التي تسبق (الفعل) سنضرب هنا يبقى الفعل مفتوح اليوم أو غدا أو بعد سنوات فالناس تتململ ونفرت من الوعودوالأوضاع صعبة تمس حياة العراقي في أمنه وسلامته فنحن لسنا بحاجة الى الكلام المعسول المنمق بل الى فعل مباشرمهما كان بسيطا  فما دمتم تعرفون من الجاني عليكم أن تبادروا الى فعل شيء وان الشعب لايطالبكم أن تقفزوا على أمكانياتكم وقدراتكم بل قوموا بفعل شيء تستطيعون له قبل انطلاق حملتكم الأمنية الواسعة التي نسمع عنها من خلال قيادات الشرطة وعلى الشاشات, لأن أيّ تأخير يكلفنا أرواحا غالية ,ولا أدري ان كانت من صلاحياتكم القيام بعمل ما دون استئذان من المستر بوش الأبن !!

 ملاحظة عابرة  : بالأمس  وفي أثناء انعقاد مجلس النواب طرحت السيدة شذى عضو مجلس النواب موضوعا للمناقشة وهو كيف  سيتعاملون مع قضية الشهداء وتصنيفهم الى شهداء المبدأ والشهداء الذين يسقطون يوميا بسبب الأنفلات الأمني ولا أدري هل ستستحدث درجات للشهداء أي درجة أولى وهلم جرى ,اوجه سؤالي للسيدة النائبة في أي درجة سيوضع شبابنا وشاباتنا شهداء الجامعة المستنصرية الذين قتلوا بسبب صراعات لاناقة لهم فيها ولا جمل  .....

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com