الرئيس الكوبي / فيدل كاسترو ... صرح ظل كالفولاذ لم يتزعزع ..ولكن!!

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

منذ أن وعيت وأصبحت أعرف ( يميني عن شمالي) أسمع وأقرأ بأن الرئيس الكوبي هو شخص واحد ولم يتغير..نعم أنه المناضل الكوبي / فيدال كاسترو...لقد أستطاع ذلك المحامي الثائر مع مجموعة من رفاقه من مقارعة الدكتاتور الكوبي ألأسبق (باتيستا) والذي كان مدعومأ من أمريكا بكل ألأشكال...نعم لقد أستطاع الثوار بأسلحتهم التقليدية أن يلقوا بالدكتاتور وجيشه الجرار هزيمة نكراء..دخلوا العاصمة والجماهير تستقبلهم بالهتافات والورود ..وأول من دخل هافانا كان الثائر الخالد / جيفارا..نعم كان جيفارا قد دخل العاصمة قبل رفيق دربه ومعلمه فيدل كاسترو..!!.

العظيم في كاسترو الكثير.. ولكن ألأهم :

ــ أنه ظل وفيأ للشعار الذي رفعها في اليوم ألأول للثورة الا وهو الوقوف بوجه ألأمبريالية وأنتهاج ألأشتراكية وخدمة شعبه !!!.

وهل هنالك شعار أهم وأقدس من ذلك الشعار.. نعم كان ولايزال وفيأ  بألأهداف التي ناضل من أجلها ومن الجدير بالذكر أن شعبه العظيم ( الشعب الكوبي) كانوا أوفياء بحق ، لقد وقفوا مع قائدهم في كافة المواقف وبالرغم من الحصار الذي يفرضه ألأمريكان الا أنهم لازالوا على العهد وصامدين كرئيسهم وقائدهم !!.

تعرض / كاستروا الى العشرات من المؤامرات والدسائس ولكن بأيمانه وقوته ويقظته وصموده أستطاع أن يبطل كل تلك المحاولات..أنها نعمة ربانية أن (يفلت ) من كل تلك المؤامرات من أقوى وأجبر دولة في العالم .

بعد أنهيار ألأتحاد السوفيتي والدول ألأخرى..كان الكثيرون يرون أن سقوط النظام الشيوعي في كوبا ورئيسهم قاب قوسين أو أدنى.. ولكن هيهات..ظل كاسترو وحكمه ونظامه أقوى من كل ألأقاويل والمحاولات والدسائس وكان كاسترو قد شوهد آخر مرة في السادس والعشرين من يوليو/تموز الماضي في شرقي كوبا، حيث كان يطلق النكات حول أنه لن يظل يحكم كوبا عندما يبلغ المائة من عمره....نعم أنه / فيدال كاسترو .

ياترى من هو كاسترو :

فيدال كاسترو رئيس كوبا الذي بلغ الثمانين من ع عمره يوم 13 أغسطس/آب 2006 هو أطول زعماء العالم عمرا على رأس السلطة، وشخصيته لها كاريزما خاصة ويتمتع بقدرة فائقة على الخطابة لساعات طويلة، بالإضافة إلى مظهره العام الذي لا يمكن لأي شخص أن يغفله بملابسه العسكرية المميزة ولحيته الرمادية الكثة واسمه الذي ينفرد به بين زعماء العالم، سواء نودي باسمه الأول فيدال أو باسمه الثاني كاسترو.

حكم كوبا لمدة 47 عاما متواصلة دون منازع، ومر عليه خلال تلك الفترة تسعة رؤساء أميركيين.

 

الميلاد والنشأة
ولد فيدال أليخاندرو كاسترو روز يوم 13 أغسطس/آب 1926 لأسرة ثرية من ملاك الأراضي. تلقى تعليمه في المدارس الكاثوليكية في البداية وكان مجدا في دراسته ومنح لقب أفضل رياضي وهو شاب عام 1944، ثم تخرج في جامعة هافانا عام 1950 بعد حصوله على درجة الدكتوراه في القانون. مارس مهنة المحاماة لمدة عامين وخطط للترشح لمقعد في البرلمان الكوبي عام 1952، لكن الإطاحة بحكومة كارلوس بريو ساكاراس على يد فولغنسيو باتيستا أرغمته على عدم الترشح.

وفي عام 1953 حمل كاسترو السلاح ضد نظام باتيستا بعد رفض دعواه القضائية التي اتهمه فيها بانتهاك الدستور، وقاد هجوما فاشلا على ثكنات مونكادا العسكرية في سانتياغو دي كوبا وسجن ثم عفي عنه بعد عامين، وعاش في منفى اختياري بالولايات المتحدة والمكسيك لمدة عامين قبل عودته إلى كوبا عام 1956 على رأس مجموعة  قليلة من المتمردين أطلقت على نفسها "حركة 26 يوليو/تموز" وانضم إلى الزعيم الثوري أرنست تشي غيفارا وأطاح عام 1959 بحكم باتيستا الذي كان نظامه نموذجا للحكم العسكري الباطش.

خلافه مع الولايات المتحدة
بدأ كاسترو خلافه مع الولايات المتحدة عندما أمم بعض الشركات الأميركية العاملة في كوبا. وفي عام 1960 بدأ يشتري النفط من الاتحاد السوفياتي لسد احتياجات السوق المحلي، وعندما رفضت شركات تكرير النفط الأميركية العاملة في كوبا تحسين شروط تكريرها للنفط وتوفيره في الأسواق أممها كاسترو، ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وبدأت كوبا حينها التوجه ناحية الاتحاد السوفياتي.

 في فترة الحرب الباردة كان كاسترو يصر على أن أيديولوجيته كوبية خالصة وكان يقول إنه "لا يوجد شيوعية ولا ماركسية، بل ديمقراطية نموذجية وعدالة اجتماعية في ظل اقتصاد منظم".

أصبحت كوبا ساحة قتال إبان الحرب الباردة بسبب التقارب بينها وبين الاتحاد السوفياتي. وفي أبريل/نيسان 1961 قادت الولايات المتحدة محاولة فاشلة لإسقاط حكومة كاسترو بتجنيدها جيشا خاصا من المنفيين الكوبيين لغزو الجزيرة. وفي خليج الخنازير مني الغزاة بهزيمة منكرة وقتلت القوات الكوبية كثيرا منهم وأسرت ألفا آخرين.

 وبعد عام على محاولة الانقلاب الفاشلة رصدت طائرات الاستطلاع الأميركية صواريخ سوفياتية متجهة إلى مواقع في أميركا، الأمر الذي أصاب العالم بالفزع من الانزلاق إلى حرب نووية شاملة. ووقفت القوتان العظميان وقفة الند للند، لكن الزعيم السوفياتي خورتشوف بادر بسحب الصواريخ من كوبا في مقابل سحب الأسلحة الأميركية من تركيا.

 ومنذ ذلك الوقت أصبح كاسترو العدو الأول للولايات المتحدة، وحاولت الاستخبارات الأميركية اغتياله أكثر من 600 مرة كما جاء على لسان أحد الوزراء الكوبيين. وكان من بين الأفكار الغريبة لاغتياله محاولة جعله يدخن سيجاره المفضل وهو محشو بالمتفجرات

علاقته بالاتحاد السوفياتي
زاد اعتماد كوبا على الاتحاد السوفياتي الذي ضخ أموالا إلى الجزيرة واشترى محصول قصب السكر مقابل عودة السفن إلى ميناء هافانا محملة بالسلع الأساسية عوضا على الحصار الأميركي. ولكن رغم اعتماده على المساعدة الروسية كان كاسترو أحد أعمدة حركة عدم الانحياز التي تأسست حديثا في بدايات حكمه.

 رغم إعلان كاسترو انضمامه إلى حركة عدم الانحياز فإنه انحاز إلى جانب الثوار الماركسين في أنغولا وموزمبيق في السبعينيات حيث أرسل قواته لدعم القوات غير النظامية هناك.

 كانت فترة الثمانينيات شديدة الوطأة على ثورة الرئيس كاسترو بسبب رفع موسكو دعمها عن الاقتصاد الكوبي عندما رفضت أخذ محصول السكر في وقت كان الحصار الاقتصادي الأميركي يشتد على كوبا يوما بعد يوم. وضاقت على الشعب الكوبي الأرض بما رحبت، وفي منتصف التسعينيات فاض الكيل بكثير من الكوبيين الذين فروا أفواجا في قوارب متداعية إلى ولاية فلوريدا الأميركية وغرق منهم الكثير. وتأثرت شعبية كاسترو بهذه الأحداث

بين رأيين
استغل كاسترو خصومته للولايات المتحدة سببا لرفض الإصلاحات الديمقراطية في دولة الحزب الواحد، ولكن كوبا خلال فترة حكمه خطت خطى واسعة على المسار المحلي. فقد كانت الرعاية الطبية الجيدة مجانية للجميع، ووصلت نسبة معرفة القراءة والكتابة إلى 98% وانخفضت معدلات وفيات الأطفال حتى أصبحت قريبة جدا من الدول الغربية المتقدمة.

وما زال كاسترو بعد هذا العمر المديد في الحكم يشكل غصة في حلق الولايات المتحدة، كان آخرها تقاربه مع فنزويلا الغنية بالنفط وعلاقته القوية بصديقه هوغو شافيز الذي يعتبر عدوا لدودا هو الآخر لواشنطن.
 ورغم أن هناك من الكوبيين من يمقتون كاسترو فإن هناك آخرين كثيرين يحبونه ويعتبرونه -كما يقول أحد الكتاب- داود الذي صمد في وجه جالوت أميركا.

لا أتراجع عن رأيي الشخصي بعظمة وحنكة القائد/ كاسترو ولكن:

ياترى بعد كل هذه العمر وكل هذا النضال والكفاح..الم يحين الوقت ليرتاح؟ ليتقاعد ؟؟بالتأكيد هنالك آلآف من تلامذته وحاملي أفكاره مهيئون من كافة النواحي لتحمل المسؤلية..ولكن الغريب في ألأمر حتى وهو في حالة حرجة من الوضع الصحي لكنه لايزال متمسكأ بكرسي الرئاسة..وحتى وهو في هذه الحالة لم يجد من هو أخلص من أن يترك له الرئاسة بالوكاله غير شقيقه / راؤل الذي يشغل منصب وزير الدفاع !!.

أخر أخبار ذلك العملاق هو ما أفاد به الرئيس الفنزويلي :

قال الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز خلال قمة جنوب - امريكية في البرازيل ان حالة الزعيم الكوبي فيديل كاسترو الصحية متردية. وقال شافيز انه يتمنى لصديقه كاسترو الشفاء العاجل، لكنه اضاف انه يواجه صراعا من اجل الحياة. ولم يظهر كاسترو البالغ من العمر 80 عاما للعموم منذ خضوعه لعملية جراحية في يوليو حزيران وتسليمه مقاليد السلطة لاخيه راوول. وقال شافيز انه تحدث الى كاسترو هاتفيا لمدة نصف ساعة قبل ايام. "انه يمر بمرحلة عصيبة لكن كما يقول بنفسه: الآلة التي ينبغي اصلاحها عمرها 80 عاما". وقال شافيز انه لن يعطي اية تفاصيل عن حالة الزعيم الكوبي الصحية:"انا لست طبيبه، وحتى لو كنت طبيبه لن اعطي اية تفاصيل." وأضاف: "هناك من يتمنى لفيديل كاسترو الموت، لكنني واثق من انه سيتعافى. اتمنى ان يعيش 80 سنة أخرى، بل 100 سنة اخرى." وكانت تقارير قد افادت بان حالة فيديل كاسترو خطيرة للغاية. وقال طبيبه الاسباني خوسي لويس غارسيا سوربيدو ان كاسترو "يتعافى ببطء لكن بشكل متواصل." وكانت صحيفة اسبانية قد نقلت عن مصدر طبي ان كاسترو اختار اجراء عملية خطيرة واقل حظوظا في النجاح مما ادى الى تعقيدات في حالته الصحية.

أنا وغيري نتسائل:

أي حلاوة هذه في كورسي الحكم ..؟؟ ياترى هل من أمثال كاسترو أيضأ يحبون ذلك الكورسي الى هذا الحد..؟؟؟سؤال صعب ألأجابة عليه !!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر: الجزيرة و..BBC: 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com