|
شظايا الذاكرة محسن ظــافــرغريب / لاهاي
إستحثني د. شاكرفخرالدين، من غير هذا المِنْبر قبل بضعة أيّام، عندما تضمّنَ موضوعهُ الموسوم"دورالبعثيين في خدمة الوطن"، نسْخَ بيت شعرشهيرلأبي القاسم الشابّي على هذا"السِّنخ" المُعارض الذي عدّلتهُ ليستقيم:"إذا الفردُ يوماً أرادَ الحياة/ فلابُدَّ للبَعْثِ أنْ ينتميْ". لمْ أنتم ِ بفعل مناعة الوعي الفطري البكرإثرإغتيال مؤسس جمهوريّة العراق قاسم، وما ترتبَ عليه من تثقيف ذاتي علمي وأكاديمي فاخترتُ الهجرتين الأولى داخل العراق ومِنْ بَعْد إخترتُ مبكرا هجرة"رحلة ربع قرن" خارج العراق، ولم أهجرَ أبناء وطني العراقيين الأصلاء الذين هَجّرَهم الفاشي الشوفيني"صدّام المقبور"من مسقط الرأس وإجتثهم عنوةً من منشأهم الأوّل الذي لم يعرفوا قط ُسِواه بدعوى تبعيّتهم- كما تروي" شظايا الذاكرة"-، ومصادرة أموالهم وعقارهم ورميهم ظلما خارج ديارهم وموطنهم العراق على حدود الجوار لتتفرّق بهمُ السُّبُل على شتى مشاربهم، شظايا وبقايا أرواح الى دول الشتات التي تحترم نفسَها والإنسان تمسح بحنوّها الحضاري دموعَهم ورؤوسهم كأضيع من الأيتام على موائد عذابات اللئيم، واهب مالايملك من مَكر(مكرُمات!)، الى جواسيسه"الراعفونَ مِنَ الأنوفِ هزيمة ً/ المُرغَمونَ على الركوع ِأرانبا"- كما قرأتُ غورهم بنور ٍداخلي فإستشرفتُ قبل ربع قرن مصيرهم في قصيد" تبّت يدا أبي...-، رعاع كلابه كتبة التقاريراللئام بإسم الحزب الواحد القائد المُختزل في"صدّامهم" الذي نافقوه وخدعوه وخذلوه وَكنا وحدنا صادقين معه. حتى جحوشه حالفوه وكانوا ورثته، ثمّ تمنح تلك الدول المُتمدنة جنسيّتها بعد 5 سنوات فقط، لضحايا منصب نكبات العراق سىّء السُّمْعة، المُستحدث بإسم " رئاسة جمهورية الخوف"، وعسكرة المجتمع لحرب الحزب ، لخرابٍ بدأ في8 شباط الأسود1963م وكان دماراً ودموعاً ودماءً رَوّت كلّ أرض السواد، إلتقيتهم على مدى رحلة زهرة العمر " ربع القرن" الأخير، لأجدهم بضعة منيّ وكلانا بضعة من العراق سواء بسواء، أميل وأحنُّ وأتعاطف معهم، لأنّ آصرة الأسرة العراقيّة تجمع العربي بالكردي كما يتجلىّ ذلك في رواية الباحث الأكاديمي الفيزياوي" د. سلمان رشيد" بعنوان" شظايا الذاكرة"، التي تدور أحداثها الجلل في ثلث ليل الهزيع الأخير للقرن الماضي، وتقعُ في أكثر من300 صفحة. ومِنْ ضحايا التهجيرالهمجي أسرة بطل الرواية"صادق" التي أبدَعَتْ بوصفِ بغداد كما وَصَفتْ علامات الإستنكارلقتلة السمكة التي أخرجت من دجلة الخير. فصادقٌ" يُغنيّ لبغدادَ التي أحبّها، التي إجتاحها عُدوان؛ الفيضان والطاعون(السلفيّة والبعث)، وكما ترك"صادق وزوجته علياء" أبنائهما لدى جَدّهم، ترك"هاشم مطر" قبر والده( الموسوي) في العراق ليقيم وزوجه السيّدة( فهيمة مهدي) في إيران، إذ لآ أخوة له، أمّا ولده"طارق" المولود في بغداد1961م ليدخل مدرسته الإبتدائيّة وله أخوان هما "ماجد وحامد" وزميل بطل الرواية إسْمُهُ "مازن". عرَفتُ طارقا عندما كنتُ أبحث عن مأوىً هوهاجس كلّ مغتربٍ في برودة المُنتبذ وإنْ كان كنيسة أو ما بحكمها، وكان ذلك في بَدء رحلة الخارج في مدرسة الرسول الأعظم للعلوم الإسلاميّة في حي يُدعى"المَلاك"، وكانت مأوىً أشبهُ بالقسم ِالداخليّ وكان طارقاً يفخر بأخ ٍلهُ لم يكن ملتزما دينيّا وهو يُشيرالى بوستر له مُعلقا لأنّ عصابة صدّام قتلته في بغداد لصالح منظمة عمل ضدّ تسلط تلك العصابة قائمة على ذاكَ المأوى سقى الله أيّامهُ الخالية. منصب رئاسة"جمهوريّة الخوف"، أرادَ المُبايعَ ففتحَ موقعاً إلكترونيّا فيه"سؤال وجواب" لحلّ شجون وشؤون العراقيين مشفوعاً بأيقونة برقيّات تأييد الرئيس المُنتجَب غيرالمُنتخَب، سرعانَ ما ظلّ من هذا الموقع الأيقونة وأخبار مجلس الرئيس حفظه الله والرئاسة فقط وأهملَ أيّ حلّ لأيّ مُشكل. فقدّمَ طارق معاملة ًالى المُديريّة العامة للسفر والجنسيّة بتاريخ29ك1/2004م لإستعادة حقه القانوني السّليب مع طفولته العراقيّة، ليعود الى بغداد حيثُ الجسرالمُعلق محلة905 زقاق11 دار41/1، حليقا وهو كثّ الشّعر، وضعَ عِمة ً في"واسط" بصفته خريج الدراسات الإسلاميّة. منصب رئاسة جمهوريّة العراق، قلبَ لهُ ظهرَالمِجَنْ كما فعلَ مع كلّ كرد بغداد(الفيليّة) من قبلُ، واحتفظ بزملاء له عدد18بصفة مستشارين لرئيس جمهوريّة العراق والمُشتكى لله. هذي الرواية صدرتْ قبل عدّة أيّام ٍعن الدارالعَربيّة للعلوم والطباعة والنشر. تحيّة الى عذابات كرد العراق الفيليّة الأصلاء في الإنتماء الى العراق. حمى الله الحمى الحبيب، وللموضوع ِصلة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |