طراطير

علاء مهدي - سدني

alamahdi@optushome.com.au

(على ضوء خباثة التهديد الذي تعرضت له صحيفة الفرات الغراء)

قيل أن \" الرئيس العراقي ، قائد الأمتين العربية والإسلامية ، المناضل والمجاهد \" (كما ورد في خطبة التهديد) قد أبدى أمتعاضه من تصرفات بعض \"رفاقه\" في ما كان يسمى \"مجلس قيادة الثورة\" ممن تبدأ أسماؤهم بحرف الطاء. وكان يقصد بذلك كلا من \"المجاهدين\" طارق عزيز وطه ياسين رمضان وطه محيي الدين معروف. لكن \"الشفيه\" عزت الدوري الذي كان جالساً بقربه قد أرتجفت أوصاله وكاد أن يغمى عليه. فسأله \"القائد الفذ\" عن حاله ولماذا الإرتباك في حين أن أسمه لا يبدأ بحرف الطاء، فأجاب \" لكنك سيدي كنت تناديني دائماً بالـ طرطور\".

تذكرت هذه النكتة وأنا أبحث عن ما يمكن أن أصف به ذلك \"الطرطور\" الذي أطلق العنان لكلماته البذيئة مهدداً ومتوعداً صحيفة الفرات وكادرها وكتابها بالويل والثبور لأنهم تعرضوا لـ \" القائد الضرورة\" وزبانيته وحزبه المنبوذ .

والطراطير هو جمع طرطور ، ولست أدري أن كانت التسمية عربية أم أعجمية لكن الذي أعرفه أن العراقيين قد أعتادوا استخدامها. وهي عادة ما تطلق على كثيري الكلام ومشوهي الأحداث بقصد بناء شخصية للذات هي أكثر وأكبر من حقيقتها. لذلك يقول العراقيون : لكْ خلي يولي هذا طرطور. . وربما يتناسب المعنى طردياً مع المثل العراقي : أيباخ ، البامية شكد تنفخ.

هذا \" الطرطور\" الذي توعد \" الفرات \" وكتابها وهيئة تحريرها بالموت والسحل والقتل والتدمير والتفجير ، أنما كان ينقل لنا صورة متكاملة لما تمارسه عصابته من تصرفات وممارسات أجرامية عاثت فساداً في بلاد الرافدين ومن قبل ذلك في العديد من الدول في هذا العالم البائس والتعيس بمثل تلك المنظمات الإرهابية وغير الإنسانية.

والملفت لسامع التهديد أن هذا \"الطرطور\" أستخدم مصطلح \"العلوج\" في تهديده وهي صفة أشتهر بها وزير أعلام الطاغية في الأيام الأولى لإحتلال العراق في العام 2003 حين كان يطل علينا ببزته العسكرية . هذا الأمر يضع عدة علامات أستفهام عن مدى تورط أزلام النظام في سدني في مثل هذا التصرف الأهوج ضد صحيفة غراء أشتهرت بعلمانيتها وأستقلاليتها وصيانتها للكلمة الحرة دون تمييز أو أنحراف.

لقد فات \"طرطور\" القاعدة أن يعلم ، أن أستراليا دولة حرة وهي قادرة من خلال تنظيماتها الحكومية والأمنية أن تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المريضة التعرض لأمنها وأستقرارها ، لقد فاته أن يعلم أيضاً ، أن هذه التصرفات لن تؤثر في أية منظومة أعلامية أسترالية لسبب بسيط هو أننا معشر الأستراليين فخورين ببلدنا الجديد ونعمل من أجل مستقبله وتقدمه وسعادة أبنائه من خلال منظومة متماسكة الجذور مع كل الأستراليين مهما تعددت معتقداتهم وقومياتهم وأديانهم.

أن هذا البلد المعطاء قد فتح أبوابه على مصراعيها مرحباً بالهاربين من ظلم أنظمة كان كل همها أن تفرش أبسطة التخلف لمواطنيها ، دون تثقيفهم ، أن تنشر كل بوادر الإرهاب والظلم لهم لا أن تسمح لهم بممارسة حرياتهم الشخصية التي ولدوا مالكين لها، أن تستولي ليس على ممتلكاتهم فحسب بل حتى على أحلامهم الشخصية. لكَ أن تعرف أيها \" الطرطور\" أننا نعتز بأستراليتنا وسنحافظ عليها وعلى كرامتها ولن تثنينا عن ذلك تهديداتكم الوقحة والمبتذلة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com