لا نار الكرب .. ولا معاشرة العرب ..؟؟

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

مامن نكسة عربية ، أو أعتداء على العرب  أو أحتلال شبر من ألأراضي العربية

، الا وكان العراقييون سباقون في تقديم الدعم الكامل بالمال والرجال !!.

فلسطين ...؟؟ الجزائر...؟ تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر...؟

حرب حزيران ...؟ حرب تشرين ...؟ أحتلال الجزر العربية الثلاث...؟ أحتلال

الجولان ...؟؟؟.

أينما تذهب ... وفي أية معركة عربية مع أية قوة محتلة تجد مقبرة صغيرة

للشهداء العراقيين الذين سقطوا هناك دفاعأ عن ألأشقاء العرب..؟؟؟.

نعم ... هكذا كنا مع ألأشقاء... من المحيط...الى الخليج !!!.

أما اليوم ومنذ سقوط النظام في نيسان / 2003 وشعبنا ووطننا ينزفان

الدماء وبغزارة... وألأشقاء العرب ( من المحيط والى الخليج ) بدلأ من

التفاتة صغيرة تراهم يصبون الزيت على النار وناسين ومتناسين محنة

أهلنا ومنشغلون بالسهر و( الفرفشة ) والمهرجانات الموسيقية وكأن العراقيين

الذين يسقطون بالمئات ..لابل بالأف ـ أسراب جراد ...أو مجاميع من النمل

والحشرات !!!ـ .

كل هذه المصائب وألأشقاء من غير أستثناء( من المحيط والى الخليج )

ولا التفاتة صغيرة لمعاناتنا..لسان حالهم يقول :

هذا الذي أرتموه ..ذوقوها... وتحملوا النتائج!!!.

الغريب ياخلق الله : أن الجميع ومن غير أستثناء ، يحملون شعارات

رنانة ويدعون الى الوحدة وألأخوة والتعاون ومحاربة العدو المشترك!!!.

ياترى : أين هؤلاء البشر من ألأنسانية ورسالة محمد( ص) وكلام الله ؟؟؟.

من أبسط ألأمور..هاهم يغلقون الحدود بوجه أهلنا الفارين من جحيم الحرب

والحرب ألأهلية التي لاتفرق بين الطفل والشيخ المسن وغيرهم.. وهاهم

يقولون وبكل وقاحة :

أتركونا وشأننا.. مالنا ومشاكلكم التي لاتنتهي..!! نعم هؤلاء ألأشقاء

( من المحيط الى الخليج ) هم أنفسهم الذين ساعدوا النظام السابق ودافعوا

عن البوابة الشرقية لوطنهم من ألأحتلال ألأجنبي!!!.

أية شيمة عربية هذه؟؟؟ أرموا بالذي تضعونه على رؤسكم على ألأرض

 يامن لا تستحقون الحياة!!!.

ــ يصرفون الملايين على مسابقة ( البعران ) وأطفال العراق من غير حليب!!.

ــ يشيدون عشرات الفنادق ذات الخمس نجوم للعاهرات القادمات من

( بلاد برة ) ويجعلوها ( مواخير ) وهنالك ملايين العراقيين من غير مأوى !!.

ــ يصرفون الملايين في ليلة واحدة على مطرب ( بوب ) وهنالك ألأف من

العراقيين من غير علاج !!.

ــ يصرفون الملايين على أجتماعات قمم الخليج لتبادل قبلات ألأنوف والعراقيين

يعيشون بلاكهرباء!!.

ــ يصرفون الملايين على ( مجلات نسائية ) لعرض الملابس الداخلية والنهود والسياقين

وهنالك آلآف من العراقيات من غير عمل!!.

ــ في كل قرية ومشيخة هنالك العديد من القنوات الفضائية ( التافهة ) وتكلفتها الملايين

 والعراقيين يطبخون على الحطب!!.

ــ في ليلة واحدة ..يخسرون الملايين على ( الموائد الخـُضر) والعراقيون يشربون

مياهأ غير صالحة للشرب!!.

ــ يصرفون الملايين على رحلات صيد في الصحاري مع حفلات ( ماجنة ) والجريح

العراقي يموت بسبب عدم وجود المضادات وغيرها!!!.

ــ يشترون ( مهرة ) واحدة بملايين الدولارات والطفل العراقي لايعرف طعم الطفولة ويمشي

حافي القدمين .. وترك المدرسة ليبحث عن لقمة عيش لأسرته !!!.

ياخلق الله :

عن أية أمة عربية تتحدثون ؟؟؟ عيب وعار عليكم أن تتركوا العراق هكذا؟؟؟ ياترى

ماذا تقولون حينما يقف العراق على رجليه ؟؟؟.

قال العرب على أنفسهم : لا نار الكرب.. ولامعاشرة العرب !!!.

مثل عربي ـ قح ـ لست مبتكرها ولا مروجها ولا مؤيدها ولكن ألأخوة وألأشقاء العرب هم الذين أطلقوها على أنفسهم وألأخرون من حقهم أن يرددوها ليفهموا معناها ـ وتلك أضعف ألأيمان ـ !! ، ولانكتفي بذلك بل نستفسر منهم عن مغزاها وأسبابها الموجبة وأخيراٌ نذكرهم بها في كل يوم وفي كل مناسبة وأحياناٌ من غير مناسبة وعسى أن تفيد الذكرى!!.

لست عنصرياٌ ولاقومياٌ متشدداٌ ، لي من ألأصدقاء وألأحباب من العرب أكثر من الكورد.. .

عشت وترعرعت في عاصمة الخلافة العباسية ـ دار السلام ـ سابقاٌ!! ، حفظت أسماء شوارعها وأزقتها وحدائقها وميادينها وناسها على ظهر قلب!!.

أحببت لابل عشقت البغدادية نعم الى درجة العشق وأكثر ولذلك كتبت النثر وحاولت كتابة الشعر ولكن لم أفلح.. الشعر للشعراء فقط وليس كل عاشق بشاعر!!.

شربت من ماء دجلة الخير... أكلت السمك المسكوف... تناولت جميع أصناف التمور... ونظراٌ لعشقي لتلك الشجرة المباركة حفظت أسماء أغلبية أصناف ثمارها!!!.

لا أريد أن يقوم أحدهم وينهض كـ ( عنتر بن شداد ) ويزايد على كلامي وموقفي الصريح ...فأنا أعشق لغة الضاد بمعنى الكلمة ولايمر يوماٌالا وأتعمق كثيراٌ وأتعلم أكثر من خلال ـ كلام الله ـ .....اليس كلام الله عربيا؟؟؟.

كلام الله عربياٌ والغريب أن ( بعض) العرب ولحد هذه اللحظة لايفهمون كلام الله ولم يتعلموا شيئاٌ من كلام الله ولم يطبقوا شيئاٌ يذكر من كلام الله الا القليل القليل !!!.

أين العرب من سورة : وأعتصموا بحبل الله ...............  !!.

أين العرب من كلام المصطفى ـ ص ـ والخلفاء الراشدون في المقدمة عمر وأبو بكرـ عليهما السلام ـ ؟؟؟.

أين العرب من كلام وخطب أعظم خطيب وفيلسوف الا هو ألأمام علي ـ كرم الله وجهه الكريم ـ ونهج البلاغة؟؟؟.

لست عربيا ولن أكون.... ولكنني أنسان مثل ـ خلق الله ـ كافة من ـ لحم ودم ـ وألأهم خلقني ربي من قومية مضطهدة وعلى مر العصور والتأريخ :

أستعمرونا العجم والترك وأخيراٌ ألأخوة شراكاء الدين ... العرب ، ولقد فعل بنا ( قادة العرب ) مالم يفعله هولاكو بأهل بغداد وتراثهم وعلومهم وثقافتهم وحاضرهم ومستقبلهم والفرق الوحيد أن هولاكو كان سلاحه الفتاك السيف والرمح والخنجرفقط!!!.

لست عربياٌ ولكن للتأريخ والجغرافية أحكام ولايمكن التهرب منهما قط :

نعيش وحولنا العرب... التلفزيون بالعربي... المناهج الدراسية بالعربي... الجامعات عربية ... الشارع عربي..الصحف والمجلات عربية ... الدوائر عربية ... المراسلات الرسمية عربية الخدمة العسكرية بالعربي السلام بالعربي نهج البلاغة بالعربي ألأئئمة والخلفاء كانوا عرب .. وأخيراٌ ... القرآن عربي!!.

منذ أحتلال فلسطين / 1948 وشعبي يتخذ موقف واضح وبكل شفافية من القضية الفلسطينية ولنصرة الشعب الفلسطيني ، الا يكفي حينما يحكي لنا التأريخ القريب بأن الرئيس مام جلال عمل مع المقاومة الفلسطينية وله كذا علاقة مع قادتهم وشعرائهم ومثقفيهم ؟؟؟ .

بتنا نحفظ قصائد ( محمود درويش وسميح القاسم ونايف سليم ، أدمون شحادة ، د. جمال قعوار ، عطاالله جبر ، شفيق حبيب ، زينب حبش ، علي الخليلي ، محمود مرعي ، منيب فهد الحاج ، شكيب جهشان ، حسين مهنا ، رقية زيدان ، خضر محجز ، عبدالله دقوري) أكثر من أشعار ـ بيكه س وكوران ودلدار وشيركو وعبدالله بشيو ومحمد حمه باقي ، قانع ، لطيف هلمت ، محوي ، مولوي ، بيساراني ، حريق ، جكر خوين ، خاني ، سالم ،بيرميرد ، أحمد مختار ، شيخ رضا طالباني ، حاجي قادري كويي، بابه طاهر ، نالي ، كوردي  ــ لالشىء سوى كونهم من ألأخوة الفلسطينيون ومضطهدون على يد اليهود كما نحن على أيديهم !!.

ياترى .. الم يكن موقف العديد من كتاب الكورد أشرف بكثير من ألأقلام العربية ( من المحيط الى الخليج ) من مسألة الحرب الدائرة بين المقاومة اللبنانية وأسرائيل؟؟ ، هل يقرأ القارىء الكريم ماكتبه العديدون من ألأشقاء عن أشقائهم ؟؟؟ ، وهل هذا الوقت وقت تصفية حسابات أم لم الشمل؟؟ ، أين هؤلاء من كتاب الله وشرع الله والسنة النبوية الشريفة والخلفاء الراشدين؟؟..

ليتفضل القارىء الكريم ويطلع على ماكتبه الكاتب والصحفي العربي ( عبدالله الهدلق ) في صحيفة الوطن الكويتية  بتأريخ 11/ 7 / 2006وأعيدت نشرها في العديد من الصحف العربية وألأسرائيلية والعالمية :

http://www.altawasul.net/MFAAR/opp+eds/op+eds-+arab+writers/if+i+were+an+israeli+soldier+11072006.htm

ياترى ما رأيي ألأخوة العرب برأيي شقيقهم العربي ؟؟ ، ياترى ماذا كانوا يفعلون لو عملها كوردي؟؟؟.

كل ذلك ويتهموننا بأننا ( نحن الكورد ) بمثابة ( خنجر مسموم )في خاصرتهم ونطعنهم من الخلف!! ، وأمست أقلاماٌ رخيصة ومن على صفحات صحف صفراء يتهموننا بكوننا أسرائليون أكثر من شعب الله المختار!! وأننا ـ متصهينين ـ أكثر من الرئيس المرحوم الشجاع أنور السادات وغيره!!.

الغريب أن ألأخوة ( القوميون حتى العظام ) يتركون المسائل المهمة الي تخصهم وتخص مستقبلهم يتمسكون بالماضي..حيث ( كنا.. فعلنا... كدنا أن نصل ) .. من دون أية خطوة الى ألأمام.. أنها حالة غير واقعية .. نعم أنها البكاء على ألأطلال من غير حركة.. وأسهل ألأمور والغير مكفل هو التهجم على الكورد.. قضية الكورد .. قادة الكورد .. راية الكورد.. من دون ألتفاتة صغيرة لمصيرهم ومستقبلهم وكأن الكورد هم الذين سببوا كل الكوارث لهم ، اليس من العجب ؟؟؟.

شخصيأ من أشد المعجبين بشخصية الرئيس الراحل / عبد الناصر.. ولكن :

ــ الا يوجد من بين ملايين ألأخوة العرب عبد الناصرأ أخر ؟؟؟.

ــ العرب يملكون أكبر ثروات الدنيا.. لماذا لايستغلوها ؟؟؟.

ــ ليرتبوا البيت العربي أولأ وبالتالي محاسبة ألأقلية ... اليس كذلك ؟؟.

ــ أكثرية الدول العربية لهم علاقات خاصة مع أسرائيل .. ولكن ما أن يلتقي كورديأ بيهودي حتى يقومون الدنيا ونسمع المئات من ألأستنكارات... ياترى ما الذي حصل ؟؟؟.

لست عربياٌ ولكن أكون و في نفس الوقت لابد من أن أذكرهم بماقالوا ـ هم ـ على أنفسهم ، ياترى لوقالها كوردي ـ لاسامح الله ـ بماذا كانوا يردون وأية أتهامات توجه اليهم؟؟؟.

يقول الشاعر الكبير مظفر النواب :

في هذي الساعة في وطني ،
تجتمع الأشعار كعشب النهر
وترضع في غفوات البر"
صغار النوقً
يا وطني المعروض كنجمة صبح في السوق
في العلب الليلية يبكون عليك
ويستكمل بعض الثوار رجولتهم
ويهزون على الطبلة والبوقْ
أولئك أعداؤك يا وطني!
من باع فلسطين سوى أعدائك أولئك يا وطني ؟
من باع فلسطين وأثرى ، بالله ،
سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام
ومائدة الدول الكبرى؟
فاذا أجن الليل ،
تطق الأكواب ، بأن القدس عروس عروبتنا
أهلاً أهلاً ..
من باع فلسطين سوى الثوار الكتبهْ ؟

أقسمت باعناق أباريق الخمر
وما في الكأس من السُمِّ
وهذا الثوريّ المتخم بالصدف البحريّ
بيروت
تكرّش حتى عاد بلا رقبه
أقسمت بتاريخ الجوع
ويوم السَغَبة .
لن يبقى عربي واحد ،
ان بقيت حالتنا هذي الحالة
بين حكومات الكسبه
القدس عروس عروبتكم ؟!!
فلماذا ادخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم ، وتنافختم شرفاً
وصرختم فيها أن تسكت صوناً للعرض ؟؟!!
فما أشرفكم !
أولاد القحبة هل تسكت مغتصبه ؟؟!
أولاد القحبة !
لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم
إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى ،
أمَّا أنتم
لا تهتز لكم قصبه !
الآن اعريكم
في كل عواصم هذا الوطن العربيّ قتلتم فرحي
في كل زقاق أجد الأزلام أمامي
أصبحت احاذر حتى الهاتف ، حتى الحيطان ..
وحتى الأطفالْ
أقيء لهذا الأسلوب الفج
وفي بلد عربيِّ كان مجرد مكتوب من أمي
يتأخر في أروقة الدولة
شهرين قمريين
تعالوا نتحاكم قدام الصحراء العربية
كي تحكم فينا
أعترف الآن أمام الصحراء ،
بأني مبتذل وبذيء وحزين كهزيمتكمْ
يا شرفاء مهزومين !
ويا حكاماً مهزومين !
ويا جمهوراً مهزوماً ! ما أوسخنا !!
ما أوسخنا ! ما أوسخنا !
ونكابر !!! ما أوسخنا !
لا أستثني أحداً
هل تعترفون ؟
أنا قلت بذيء ،
رغم بنفسجة الحزن
وايماض صلاة الماء على سكري ،
وجنوني للضحك بأخلاق الشارع والثكنات
ولحسن الفخذ الملصف في باب الملهى .
يا جمهوراً في الليل يداوم في قبو مؤسسة الحزن !
سنصبح نحن يهود التاريخ
ونعوي في الصحراء
بلا مأوى !
هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكية ،
هذا وطن ؟؟!
أم مبغى ؟!
هل أرض هذي الكرة الأرضية أم وجر ذئاب ؟
ماذا يُدعى القصف الامميّ على هانوي ؟
ماذا تدعى سمة العصر وتعريص الطرق السلميَّة ؟
ماذا يُدعى استمناء الوضع العربيّ
أمام مشاريع السلم ،
وشرب الأنخاب مع السافل "روجرز"
ماذا يُدعى أن تتقنع بالدين
وجوه التجار الأمويين ؟
ماذا يُدعى الدولاب الدمويّ "كذا" ؟؟!
ماذا تُدعى الجلسات الصوفية
في الأمم المتحدة ؟!!
ماذا يُدعى إرسال الجيش الإيراني إلى "قابوس" ؟؟؟
"وقابوس هذا :
سلطان وطني جداً.
لا تربطه رابطة ببريطانيا العظمى
وخلافاً لأبيه وُلدَ المذكور من المهد ، ديمقراطياً
ولذاك تسامح في لبس النعل
ووضع النظارات
فكان أن اعترفت بمآثره الجامعة العربية ،
يحفظها الله
وإحدى صحف الإمبريالية قد نشرت عرض
سفير عربيّ
يتصرف كالمومس في أحضان الجنرالات
وقْدام حُفاة "صلاله".
ولمن لا يعرف أنّ الشركات النفطية
في الثكنات هناك ،
يراجع قدرته العقلية"
ماذا يُدعى هذا ؟!!
ماذا يُدعى أخذ الجزية في القرن العشرين ؟!
ماذا تدعى تبرأة الملك المرتكب السفلس في التاريخ
العربيّ
ولا يشرب إلا بجماجم أطفال البقعة ؟؟؟!
أصرخ فيكمْ …
أصرخ أين شهامتكمْ ؟!!
إن كنتم عرباً … بشراً … حيوانات
فالذئبة حتى الذئبة ، تحرس نطفتها
والكلبة تحرس نطفتها
والنملة تعتز بثقب الأرض
وأمَّا أنتم ،
فالقدس عروس عروبتكم ؟!!!
أهلاً!
القدس عروس عروبتكم ؟
فلماذا أدخلتم كل السيَلانات إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب
لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركمْ !
وتنافختم شرفاً !!
وتنافختمْ شرفاً !!
وصرختم فيها أن تسكت صوناً للعرض !
فأيّ قرون أنتم ؟!!!
أولاد قُراد الخيل ! كفاكم صخباً
خلُّوها دامية في الشمس بلا قابلة
ستشهد ظفائرها ، وتقيء الحمل عليكمْ
ستقيء الحمل على عزتكم
ستقيء الحمل على أصوات إذاعتكمْ
ستقيء الحمل عليكم بيتاً بيتاً ، وستغرز أصبعها في
أعينكمْ
: أنتم مغتصبيَ ،
حملتم أسلحة تطلق للخلف
وثرثرتم
ورقصتم كالدببه !
كوني عاقر أيَ أرض فلسطين !
فهذا الحمل مخيف
كوني عاقر يا أم الشهداء من الآن ،
فهذا الحمل من الأعداء
دميم ومخيف.
لن تتلقح تلك الأرض بغير اللغة العربية ،
يا أمراء الغزو
فموتوا
سيكون خراباً
سيكون خراباً … سيكون خراباً ..
سيكون خراباً
هذي الآمة لا بد لها ،
أن تأخذ درساً في التخريب .

 

وقد قال الشاعر الخالد ـ نزار قباني ـ ما قاله النواب لابل أكثر :

 

 

- 1 -

أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ
َ تُسمّى - مجازا – بلاد العَرَبْ
تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...
وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
ككلّ العصافير فوق الشجرْ...
أحاول رسم بلادٍ
تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
فأفرشَ تحتكِ ، صيفا عباءةَ حبي ،
وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...

- 2 -

أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
وتبكي مآذنُها في عيوني.
أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني

- 3 -

أحاول رسم مدينةِ حبٍ...
تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...

- 4 -

رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
ولافائدهْ...
فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها

نكهةٌ واحدهْ...
وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-
رائحة واحدهْ...ٌ
وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ
ويلتهمون النساءَ بثانية واحدهْ.ٍ

- 5 -

أحاول منذ البداياتِ...
أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...
رفضتُ الكلام المُعلّبَ دوما.َ
رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...

- 6 -

أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
وواعدتُ آخِرَ أنْثى...
ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...

- 7 -

أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...
غُباري. وأنفُضَ عني
وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
وداعا قريشٌ...
وداعا كليبٌ...
وداعا مُضَرْ...

- 8 -

أحاول رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
سريري بها ثابتٌ
ورأسي بها ثابتٌ
لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجه الوطنْ...ِ

- 9 -

أحاول منذ الطفولةِ
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
وأسّستُ أولَ فندق حبٍ...بتاريخ كل العربْ...ِ
ليستقبلَ العاشقينْ...
وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
بين الرجال...وبين النساءْ...
وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
ولكنهم...أغلقوا فندقي...
وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...
وطُهْر العربْ...ِ
وإرثِ العربْ...
فيا لَلعجبْ!!

- 10 -

أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْن أمي ِ
وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،
وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
وبين نُهور اللبنْ...
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...
ولا قهوةٌ في عَدَنْ...

- 11 -

أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
وأزرعَ نخلا...
ولكنهم في بلادي

، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
ولكنّ أهل المدينة ِيحتقرون الصهيلْ!!َ

- 12 -

أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
خارجَ كلِ الطقوسْ...
وخارج كل النصوصْ...
وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
في أي منفى ذهبت إليه...
لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...

- 13 -

أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ
تحدّث عن أنبياء العربْ.
وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجل الخليفةَ ِ
من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...
وبين الرُطَبْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...
لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...
وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...
وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...
فيا للعَجَبْ!!

- 14 -

أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...
وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...
وهم يعلِكونَ جلود البلاغة عَلْكا ِ
ولا يهضمونْ...

- 15 -

أنا منذ خمسينَ عاما
أحاولُ رسمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
وحينا رسمت بلون الغضبْ. 
وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:  
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
ففي أيِ مقبرة يُدْفَنونْ؟ٍ
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ...
وليس لديهم بَنونْ...
وليس هنالك حُزْنٌ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!

- 16 -

أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...
وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
فقتلى على شاشة التلفزهْ...
وجرحى على شاشة التلفزهْ...
ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...

- 17 -

أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟

- 18 -

أنا...بعْدَ خمسين عاما
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
رأيتُ شعوبا تظنّ بأن رجالَ المباحثِ ّ
أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
ومثل الجَرَبْ... ومثل الجُذامِ... َ
رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...
ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...

 

بعد كل السنوات التي قضيتها مع ألأخوة العرب آلآن ..... نعم آلآن عرفت لماذا قالوا على أنفسهم :

لانار الكرب ولامعاشرة العرب!!!.

قد أتفق مع ألأساتذة الكبار وهم ( عرب قحاح ) أو قد لا أتفق لالشىء سوى لكوني قضيت عمري في فضاء الحرية وداخل السجون والمعتقلات مع العرب ، هل يجوز أن أندم على أحلى أيام الصبا والشباب على أرض دار السلام الحبيبة؟؟؟............... لا أعتقد مطلقاٌ!!.

عذراٌ أن المثل أعلاه عربي100% ولم يقوله الكورد ولا الهنود ولا الترك ولا العجم ـ لاسامح الله ـ .

 

ــــــــــــــــــــــــــــ

الكرب / النتوءات البارزة على جذع النخيل يستخدمها ـ صاعود النخل ـ للصعود وكذلك تكرب كحطب ولكنها سريعة ألأشتعال وتخمد بسرعة وتتحول الى رماد!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com