في كل عام تتجدد واقعة الطف الخالدة وفي كل عام تقام المأتم والعزاء لاحياء ذكرى عاشوراء وفي مدن عديدة من هذا العالم فهي لاتقتصر على بلد معين بل تمتد الى اوسع من ذلك00 اذن لماذا نبكي على الامام الحسين00ع00؟ هل ان بكاؤنا هو من باب العاطفة ام من باب التقليد لاننا رأينا من قبلنا يبكون فبكينا فقط0 ام ان البكاء اسى على مافات؟

فاأننا امة دستورنا القرأن الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه0 وفيه ذم للمقلدين تقليد اعمى وفي صدد ذلك قال تعالى00 انا وجدنا أباءنا على امة واننا على أثارهم مقتدون00 وفيما في القرأن قوله تعالى00 ما اصاب من مصيبة الا في كتاب--- الى قوله تعالى --- لكي لاتأسوا مافاتكم- اذا ماهذا البكاء00؟ لهذا التساؤل هناك اجوبة لاتقتصر على جواب وهي001| ان هذا البكاء هو صرخة في وجه الظلم والاستبداد ففي كل زمان يزيد وفي كل زمان مستضعفون واقوياء وهذا امر لاينكره احد0

2| ان من البكاء عبادة وقد جاء ذكره في اكثر من أية منها قوله تعالى00 ويحزون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا0 وهذا الخشوع يمكن استخدامه في الطاعة وكم تمخضت الطاعة عن مقاصد عالية شريفة000 وقال سبحانه00 اذتتلى عليهم أيات الرحمن خروا سجدا وبكيا0 والحسين لاينكر كونه مجموعة من أيات الرحمن دل على ذلك ماظهر منه حيا وميتا وذلك امر معلوم0

3| ربما اننا نتهم باننا وحدنا الذي نبكي في هذا العالم لكن هذا غير دقيق حيث ما اكثر اخبار كبار المفكرين في مختلف امم العالم بخصوص البكاء على فقد أم حنون او اب عطوف او قريب او صديق او رجل خدم امته او عظيم خدم البشرية كلها0 وباعث مجموع ذلك اما الحب الشخصي أو التقدير الانساني0

والحسين00 ع00 جمع الصفتين للباكين عليه0 فهو   بصفته لحم الشخصية العالية للامة ودمها0

 وهو بصفته الفرد الفذ الذي قدم للبشرية أضعاف الخدمات الجليلة التي تفوق كثيرا مايقوم به الوالدان لولدهما0 وما يقدمه الاقرباء والاصدقاء0 ومايجازف في اعداده او تقديمه العظماء للبشرية بأجمعها فقد أحياء الحسين00ع00 النفوس الضالة وانقذها من الظلمات وبصرها الطريق اللاحب المستقيم فكانت معطيات سيرته وثورته ليس لها نظير في العالم0

 هذه هي ذكراه تمر كل عام فتجسم لنا شخصيته0 وكأنه في كل دور من الادوار يصارع الباطل بأعنف مايكون ويقاوم الرذيلة بأشد مايتصور0 ويهتدي الى الفضيلة بأفضل طريق والى ذلك اشار ابن نباتة00 الحسين رأى القتل في العز حياة والعيش في الذل قتلا0

 اذا  بكاؤنا على الحسين انما قام على اسس قويمة منها هذا الاساس الذي لايستهين به الا جاهل او مغرض اننا نبكي حسينا وحق لنا ان نبكيه لما قاسى من الالام ضد جور الجائرين ونحن مع هذا البكاء نضم معه الدرس الذي املته علينا سيرته فنحن سعداء بالبكاء عليه والاخذ بسيرته00 ورحم الله من قال00 ولوائح بالنوح يسعد مثلها000 ارأيت ذا ثكل يكون سعيدا0

ووفق الله الشاعر الذي قال عن ذلك حينما وضح ان الدم هو المنتصر على الدم ابدا ولهذا لابد ان يكون الاسشهاد هو عيد ميلاد وليس ندم بل هو فخر وفخار حيث يلخص ذلك بقوله00

عيد ميلادك سعيد يهل عيد  بكربلة

 حسينا الكاتل يزيد مو يزيد الكاتلة