خطاب المالكي الى الامة العراقية

سعد البغدادي

saadkeion@hotmail.com

   خطاب وطني كبير افتقده العراق منذ سقوط النظام البائد ولاول مرة في تاريخ العراق الجديد نستمع الى خطاب الامة .فقد طرح دولته الامور على حقيقتها وبدون رتوش تحدث في البداية عن دور السجناء السياسين تلك الطبقة التي اظطهدت كثيرا ثم عن المحاصصة الطائفية التي تسببت في ضعف الاداء الوزاري وطالب بالغاء هذه المنهج في السفارات ووكلاء الوزراء وبقية دوائر الدولة من اجل النهوض بالدولة من جديد كلام السيد رئس الوزراء كان يصب في خدمة كل العراقيين الا ان الامر الافت في خطاب الامة هو ذلك الامر المتعلق بالخطة الامنية او كما اسماها خطة فرض القانون

. لقد كان الخطاب صريحا في التاكيد على فرض القانون وضرب الخارجين عنه سواء من السنة او الشيعة الافت جدا في هذا الخطاب ان دولته اكد لاول مرة ان هذه الخطة سوف لن تستثني سنيا او شيعيا خار عن القانون . هذا امر مهم جدا لانه نزع كافة التبريرات وكافة الحجج من الارهابيين ومموليهم من الدول الاقليمية ودولته لاول مرة يكون صريحا بصدد السعودية وايران وقد كاد ان ينطق بهما لكن التلميح اصرح من التصريح. رفض الخطاب بصورة قاطعة لاي تدخل عربي او اقليمي في الشان العراقي كما رفض ان تتحدث السعودية  باسم سنة العراق وتركيا باسم تركمان العراق .هذا التدخل الذي وصفه الخطاب تحول نوعي في العمليات الارهابية هو امر سوف نتصدى له بكل قوة

 الامر الاخر الذي اشار اليه دولته في الخطاب هو دحضه لكافة التصريحات الكاذبة التي روجت لمهلة امام حكومته اذا فشلت هذه الخطة؟ وقال ان حكوتنا باقية لانها  منتخبة من الشعب. ولايستطيع احد ان يتصرف او يطلق التصريحات هنا او هناك

 الامر الاخر في الخطاب انه دعا الى تطبيق  قانون مكافحة الارهاب رقم 13/لسنة 2005والقاضي بملاحقة كل من يروج للافكار الارهابية

واخر ماقاله الخطاب هي تلك الدعوة العامة للعراقيين كافة للاشتراك في هذه الخطة مثقفين وفنانيين وادباء وكافة ابناء الشعب كما اشار الى الدور السلبي للاعلام الطائفي ونصحه بان يكف عن اذكاء نار الفتنة لانه سيكون تحت المسالة القانونية

امر لم يكن بحساب الارهابيين والطائفيين .الخطاب قال صراحة من يريد ان يكون عراقيا فاهلا وسهلا ؟ومن يريد معاداتنا تحت الطائفية والصفوية  والتفخيخ فسيكون الامر صعبا جدا لاتهاون مع كافة اشكال الارهاب ولاتهاون مع من يمول الارهاب ولاخضوع للسعودية او ايران هذا خطاب الامة  خطابا كله ثقة وامل في المستقبل

كما طرحه الخطاب بان الخطة لاتقف عند العمليات العسكرية بل هي تمتد الى الخطة السياسية والاقتصادية  واعادة الاعمار وتوفير فرص العمل لكافة العراقيين وتشكيل خمسة لجان لعل  اهمها هو الجانب الاقتصادي وابراز الوجه الاخر للعراق

 خطاب الامة قال بصراحة للعراقيين بان الامل في دولة قوية مزدهرة امر ليس مستحيل بل نحن عازمون على تحقيق هذا الامر لاننا  عرفنا من هو عدونا ومن هو صديقنا السبب الاساسي لنجاح  هذا الخطاب هو الصراحة التي تحدث بها دولة رئيس الوزراء وكشفه لكافة المتورطين في الارهاب حتى انه قال صراحة ان من العراقيين الجالسين بيننا هنا من يقف مع الارهابيين  الجميع من كان يرى تشظي الدولة العراقية بعد خطة امن بغداد صدم بخطاب المالكي امام البرلمان حقا انه خطاب الى الامة العراقية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com