التسافل القيّمي

                                                             حسن ذياب الشمري

cairaqs@yahoo.com

حين يستشعر المرء  ألم العين يهن عليه ألم الضرس ، وحين يتجاوز على ابيه يهن عليه البصق بوجه أخيه وهكذا حين يسرق المرء وطنه لن يمنعه ضميره من سرقة بيته ، هكذا وبهذا الاسلوب يبدأ تسافل الانسان القيمي وهكذا تصبح كبائر الامور لديه صغيره فلا عجب اليوم  ان يقتل الارهابي طفلا رضيعاً بطريقة وحشية أو يشتم المثقف رمزاً دينياُ أو يبول الحاكم في افواء الجائعين من شعبه ما داموا قد أستسلموا لتلك النفس المتسافلة حد البهيمية ووضعوا لانفسهم أدلة عقلية ووطنية كما يدعون .

نعم أنه انحطاط قيمي تفرزه الذات الفاشلة للفرد والتي تحاول أن تعكسه ( أي الفشل ) الى الواقع بصورة نجاح وتتحرر فكري ،

أعتقد ومن وجهة نضري ( مع عدم أحترامي لاصحاب هذا التوجه ) ان اسباب هذا الانحطاط القيمي تعود لنكسة معينة أو فشل في تجربة ما أو نقص مادي  دفعهم نحو هكذا انحطاط فكري وسلوكي معاً على الرغم من أعتقادهم بأنهم على حق وأنهم أصبحو شيء فيما هم فيه .

على كل حال محزن ، ليس ماذكرته ألا مدخل لشيء أود أن أقوله وليس أناقشه لشعبي  : أن أقذر المثقفين هم أولئك الذين لايملون من أنحطاطهم القيمي بدعوتهم الى توافه الامور .

وأقبح الوطنيون هم أولئك الذين يرضون بما يفعله المحتل في أرضهم ولا يحركون ساكناً سوى ألسنتهم المتعفنة .

وأخيرأً ثمة شيْءً أود ان اذكره في هذه الكلمات المتبعثرة ، أن الامر الذي دفعني الى هذه الكتابة ثلاث أشياء ،

أولها - تشضي الحكومة المنتخبة مصلحياً  بداعي الوطنيية بينما  ثمة أطفال رضع وأيتام جوع وشيوخ وأرامل قد أرعبهم وطنهم     

وثانيها - صديقي المسكين الذي ضن بأنه أصبح متحرراً فكريأ بعد قرائته لاحد عشرة كتاباً وربع وسبابه وشتمه لرجال أحبهم الله والفقراء، أقول لصديقي المتحرر من الحرية لقد ذكّرتني بشخص سمعت أنه كان يقّبل يدَ ابيه كل صباح لكنه بعد أن سافر لاكمال دراسته الاكاديمية و عاد الى البيت أصبح يبصق في وجه ابيه كل صباح بداعي التحرر.

وثالثها-  مثقف آخر ضهر من على شاشة الشرقية يتحدث عن أكتشافه الجديد ( القندرة ) وانا أقول للشخص علي السوداني  ماذا دهاك هل أوصلك ذالك الشيء الى هذا الشي

أعتقد انه في وسط هذه الفوضى الاخلاقية والانحطاطات القيمية على العراقيين أن يومنوا من حيث عقولهم ومن غير وساطة بثلاث ربهم ووطنهم وحريتهم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com