هوار لاتبكي!!

طالب الخلف

geniralif@yahoo.de

خسر منتخبنا لأول مرة في هذه الدورة و من الملفت للنظر أن أداءُه أو على الأقل نتائجه كانت و على عكس الفرق الأخرى في تنازل مستمر. فمن فوز في المباراة الأولى الى تعادل الى خسارة بينما كان أداء الفرق الأخرى (بإستثناء الفريق العماني الذي بقي أداءه ثابتا و قوياً) في تصاعد مستمر. لن أردد مقولتنا الشهيرة عن خيل الشرطة و لن أخوض في جدالات الإستراتيجية الأنهزامية التي إتبعها أكرم سلمان رغم إمتلاكه لأفضل تشكيلة في آخر عشر سنوات.

 لو انني كنت متأكدا من خروج العراق من الدور الأول و كان لي الخيار, لما أخترت له خيرا من هذا الخروج المشرف, ظَلم بحكم "قليل الخبرة" و شاء الله أن تكون قراراته "قليلة الخبرة" ضد العراق!!! لعب بإستبسال الى آخر ثانية من عمر المباراة حتى أن النقص العددي بدا في بعض دقائق المباراة و كأنه لفريق السعودية و ليس للعراق. و شاء الله ان يكون خروجه في آخر دقيقة من مباراة البحرين و قطر إثر تسجيل هدف البحرين.  كل هذا رغم ظروفه القاهرة و إستعداده المتواضع و الذي لم يتجاوز الستة أيام مقارنة بمنتخب الإمارات مثلا الذي بلغ إستعداده ستة أشهر!!!!! كل هذا و كان خروجه بفارق هدف واحد فقط!!!! إذا لم يكن هذا أسد الرافدين, فكيف هو الأسد؟

 لكن ليس للمباراة ولا  الكأس و لا للدورة قيمة تذكر إذا ما قورنت بالهدف الأسمى ... عراقنا الحبيب. لقد نجحت الرياضة فيما فشلت السياسة, نجح  الصغار نجاحا باهراً فيما فشل الكبار المخضرمين فشلاً ذريعاً. لم نرى العراقيون متفقون على شيئ إتفاقهم على مؤازرة المنتخب. وَحّدَت الرياضة ما فَرَقت السياسة والّفت بين قلوب العراقين "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  - سورة الأنفال 63 "

 و الله إن المشهد في مدرجات استاد أل نهيان لفوز ما بعده فوز و إنتصار مابعده إنتصار, إنتصار لعراقنا الواحد إنتصار لإرادة الشعب العراقي. لم يكن من أتى الى الملعب لمؤازرة العراق يعلم إن كان جاره الذي يحمل العلم سنياً أم شيعياَ أم كردياَ أم مسيحيا أم تركمانياَ .... و حتى إن علِم فإنه لم يأبه فالهدف واحد و الشعب واحد و العراق واحد.

 لن انسى ماحييت تلك الدمعة التي ذرفتها حين دخلت الملعب في أول مباراة و شهقت قائلاً "هاي شنو؟ و أحنة مدوخين نفسنة و دَنّظم باصات!!!! 7 باصات جلبت 238 متفرجاً لم تسنح لهم الفرصة بدخول الملعب لإمتلاء المدرجات!!!!" ذرفت تلك الدمعة فرحاً قائلا في نفسي "بعده العراق أبخير, بلد هيجي أهله غيورين علية ميضيع إنشاء الله".

 لم يسكت موبايلي عن الرنين, "ها ؟ ساعة بيش المباراة؟ شوكت رايح؟ شلون معنويات الشباب؟ " و جوابي لبعضهم "ولك اتة شجابك عالطوبة؟" و جوابه "ياطوبة بابة؟ هذا العراق!! نعم هذا والله هو العراق و ذولة أحنة العراقيين!!! والله هذا العراق  مو عراق الذبح و الدم و الطائفية.

 فسيفساء الشعب العراقي تجلًت في ابهى صورها في موزاييك المنتخب العراقي. المنتخب العراقي – العراقي 100%- لاتجنيس و لا مدربين أجانب و لا معسكرات بأوربا. خسئ من قال أن العراق كردياَ أو شيعياَ أو سنياَ و خسئ من يقول أن الشيعة أو ألسنة أو الأكراد ليسوا عراقيين و إن كان لديه شك فلينظر الى أسودنا في الميدان. أسودنا في ميدان السلم و المحبة والمنافسة الشريفة. أسودنا في الرياضة و ليس _ _ _ نا في الحرب و القتل و التشريد. وإن بقي لديه شك في ذلك فلينظر الى أسدنا هّوار و هو يصول و يجول في الملعب و يحصل على أحسن لاعب في مبارتين (و في رأيي ثلاث مباريات). فلينظر الى دموع هّوار (سودة عليه) بعد المباراة ليعرف إن كان هوار الكردي عراقياً أم لا. دموعك غالية علينا يا هّوار و الله حري بك أن تضحك ملئ شدقيك و تفخر . تمنيتُ أن أكون كرديا لأفخر بك ياهّوار!

بس همزين عراقي آني و إته عراقي وأفتخر بيك.

 هّوار أرفع راسك ...... هّوار لاتبكي.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com