ما همني ما هدموه يا سادتي فهل هدموكم في قلوبنا؟

احمد مهدي الياسري

a67679@yahoo.com

غدا هدموه صرح الهدى  ... نعم ساكسر قواعد اللغة واشذ عنها واقولها غدا وهي المستقبل  واقول هدموا وهي تعني الماضي لعلمي بان الماضي هو مصداق الحاضر وصورة من القادم ولايمكن لنا ان نغمض العين والبصيرة عن تلك الحقيقة المرة , تلك الحقيقة التي تقول ان للهدى اركانه على الارض ولكل ركن اساس متين وان معول التدمير تهدم وتضرب بيد من غدر ووحقد على تلك الحركة الربانية وتلك القمم الايمانية وتلك الفذة من اسياد الانسانية قبلة الحياة ومنهل الفضيلة مقتدى الصالحين وملتقى التائهين والضائعين يلوذ بحماهم الخائف وتنجلي عند رحابهم هموم الدنيا منذ ان هدى الله الانام بهم حتى تقوم الساعة ..

 تحل على الكون في هذا اليوم ظليمة من ظلامات التاريخ تلك هي الغدرة الخسيسة بحق ثرى وقبة وصرح بهي يحتمي به الاطياب وتلتقي تحت قبابه المحتاجة الى رحمة الله التي لاينالها الا المتمسكين بحبله المتين ومن يتوسد قرير العين تحت تلك الثرى هم امامي الهدى والتقى والورع والعفة والنجابة والشجاعة والانسانية والصدق والعطاء والكرامة  ..

تبكي الانام دما لتهدم الحجر وتبكي الانام ان يهوي صرح هناك مذهب ولكني اجدني لا ابكي ولاهمَُ يعتريني او حزن يصيبني لتهدم الحجر فحزني ان كان فهو لان مبغضيهم  في الحياة  يتحركون و هم غياب بالجسد عنا مبعدون ولعلي حينما اعود الى رشدي اجدني سعيدا لانهم يظنون بتهديم البناء يستطيعون ازالة وجودهم في القلوب والضمائر والارواح , خسئو فمن مثل تلك الارواح المطهرة والنفوس الراضية المرضية لا ولن تفارق ارواحنا مابقي الليل والنهار  ...

ايه سادتي في سر من رآى لو يعلم الاوغاد انهم بفعلتهم تلك يزيدون العشق فينا  لكم ماهدمو صروح فوق طاهر ثراكم المطهر وماتجرأت خفافيش ظلامهم بالتجاوز على قدسية من الله انزلها فيكم وما اسرجوا وتنقبوا والجموا وتهيئوا لنسف احجار لاتغني ولاتسمن من جوع مَـنْ توسد تحت ثراها سكن الروح منا منذ الازل وقبل وجود الوجود حتى غدى الجنين منا يهتف بحبهم قبل ان يلج الدنيا ويطلع على قبيح افعالهم الدنية ..

اما انتم ايها التعساء اللعناء لتعلموا درسا قد تكونوا غافلين عنه وهو ان ما يجري في عروقنا لايمكن ان ينفصل عنا فالروح والحياة مرتبطة بهم فعلام اذن تتغابون عن تلكم الحقيقة وتظنون انكم لاتعلمون اننا من قلنا لو قطعوا ارجلنا واليدين ناتيكم زحفا سادة الارضين واننا الصادقون العهد واننا من لايبيع الغالين بالدنية وانا شربنا العز والفخار ممن قال هيهات منّا الذلة , يأبى الله لنا ذلك و رسوله و المؤمنين وحجور طابت وطهرت و أنوف حمية و نفوس أبية من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام "... نحن ابناء من زقوا العلم زقا  والذين لم يعطوكم بايديهم اعطاء الذليل ولم يقرو لكم اقرار العبيد فهل تظنون اننا بفعلتكم تلك لهم تاركون لا ورب العزة , لا وحق من فطر السماء وجعل الحياة من الماء ورتب رتب العظماء واهان السفهاء اننا عنهم لن نحيد ومن بيعتهم طلبا لرضا الله نستزيد فكيدو كيدكم ان ايامكم كما الاجداد عدد وجمعكم ورب الكون الى بدد وماهي الى بريهة يؤول مآلكم ماجرى بالامس القريب لشيطانكم من الانس والعار ولكم في الماضيات  السالفات عبرة ودروس  علكم منها تتعضون ولا احسبكم كذلك واذكركم بقولة قالها من هدمتم صرح فوق ثراه سنعيده بعونه رب العزة ابهى واجمل لمن هو قزم مثلكم وهدم قبر جده الحسين سيد الشهداء حينما رماه بسهم ثاقب واصابه في مقتلة وان بقي على قيد الحياة  واعطاه درسا في كيفية حاله وماسيكون مصيره وماسيؤول اليه سلطانه وطيلسانه :

باتــوا على قلل الأجبال تحرسهم *** غلب الرجال فما أغنتهم القـلل

واستنزلـوا بعد عزٍّ عن معاقلهم *** فأودعوا حفراً يا بئس ما نزلـوا

ناداهم صارخ من بعد ما قبروا *** أين الأسرة والتيجان والحــــلل

أين الوجوه التي كانت منعّمةً *** من دونها تضرب الأستار والكـــلل

فأفصـح القبر عنهم حين ساء لهم *** تلك الوجوه عليها الدّود ينتـقل

قد طال ما أكلوا دهراً وما شربوا *** فأصبحوا بعد طول الأكل قد اكلوا

وطالما عمروا دوراً لتحضنهــم *** ففارقوا الدّور والأهلين وانتقلـوا

وطالما كنزوا الأموال وادّخروا *** فخلّفوها على الأعداء وارتحلـــوا

أضحت منازلهم قفراً معطّـلةً *** وساكنوها إلى الأجداث قد رحلـــوا

 نعم ياسيدي قد اضحت ديارهم قفرا معطلة وعنها قد رحلوا تنعق البوم في جنباتها وامسى ساكنوها بالامس وقد دقت الاحرار اعناقهم جيف تطعم الكلاب بها ورموس مغطاة بخزي افعالهم  تابى الانام من ذلها ان منها تقترب  وصدق الله وعده فيكم وصدقتم الله في بيعتكم فنعم عقبى الدار .

 قلت فيكم بالامس :

اي راس تحت العمة الخضراء كان ؟؟

http://www.sotaliraq.com/articles-iraq/nieuws.php?id=27154

وتلك قباب سنعيدها اجمل وابهى سادتي.. عهدا لكم نكتبه بقاني بالدماء :

http://www.ansaralhusain.net/waves_detail_listen_51_1699.html 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com