Yes....City...No ....Emam!!!!

ضرغام الشلاه

dgshallah@hotmail.com

  المألوف عندما ترد قوات مسلحة على ألأوطان أما أن تنثر ألأهالي فوق رؤوسها ورود النصر والسلام أو تفتح عليها مقاومة مسلحة, في صباح 9 أبريل أنفرد العراقيون ببراءة أختراع تأريخية, عندها جيوش الفتح الديمقراطي تصهل فوق شوارع بغداد , وألأهالي حول أنفسهم في دوائر مغلقة يلطمون أو عراة تلاحقهم لقطات مثيرة بثتها الفضائيات,ومنهم من أصابه خواء وجوع في بطنته السياسية,فأنسل ألى رفوفه المغبَرة يبحث عن صور ورموز جديد يحملها ويهتف لها كي يشبع رمقه المدمن على ثقافة السطوة.

  في زحمة الحواسم الفرهودية و على مشارف ضريح ألأمام علي (ع) حسم فحل نجفي الحواسم السياسية عقب سقوط الصنم, بصده قافلة جنود أمريكيين قرب الصحن الشريف كانت تطارد فلول دكتاتورية أحتمت بقدسية ألأمام,و بصرخة واحدة مصحوبة بشحرجة أنكليزية بسيطة يستطيع فهمها جنود الفتح الديمقراطي, عقد هذا الرجل صفقة تاريخية تضمن علمانية الدولة وحياديتها (yes....city...no ....emam) لكم المدينة...ولنا ألأمام, مشيرا بكفه المباركة بحركة توحي أنه يكش الذباب عن حلاوة دهين نجفية أعتاد أن يرتزق منها!!!! go....go. لم يجد جنود الفتح الديمقراطي المتلونون في أجناسهم وأشكالهم ومعتقداتهم مخرجا سوى أن يكفكوا أبتسامتهم ويكبوا أسلحتهم نحو ألأرض, منصرفين ألى مهامهم العسكرية بعيدا عن مقدسات مقام ألأمام كي يبقى مؤلا للسلام وحرية العقيدة والعبادة.

 بعد مرور أربع أعوام ... ما مصير مقدسات ألأمام ...وماذا حلَ بالمدينة؟

  ما أن حل يوم 9 أأبريل حتى أنهارت ألمنظومة العروبية الطائفية ألتي أستلهمت مجدها من قسوة البداوة وقدسية ألأسلام , ك(ديمقراطية ) البيعة , هوسة قميص عثمان, وراثة معاوية وأجتهاد يزيد!!, شجاعة سيف ألله المسلول!!!, أحتلالات بأسم ألله أسست أمبراطورية لفلفلت قوميات وأديان ومذاهب شرق أوسطية بغبار جزيرة العرب من ثمَ أفضت ألى أستعمار أسلامي عثماني للمنطقة أنكسر على يد العلمانية الغربية عند أنتصار الحلفاء في الحرب العالمية ألأولى , عقب ذلك أستفحل ألأسلام السياسي بوجهه ألآخر وهي العروبة حيث روج لنفسه بقناع الوطن العربي .

 نبزت طائفية وقومية ألتأريخ السياسي للأسلام في هذه المرحلة بتجديد التحالف المقدس الحاكم لدولة الخلافة ألأسلامية بين القومجية العرب وألسلفيين السنة كما هو شأنهم عبر التاريخ , للحفاظ على طائفية وفاشستية دولة الخلافة , هذه المرة تحرير العراق من الفتح الديمقراطي , ذلك أخذ تيارات عدة كهيئة علماء المسلمين ألتي جاءت بعد (ألأحتلال) و منظمة القاعدة ألأرهابية والبعثيين دعاة عورة عمرو بن العاص, أما مشروع المواجهة, فأنه أستوحى سيرة رموزهم التأريخية في الذبح والتفخيخ والقتل وألأغتصاب وألأبادة الطائفية والعرقية , تنفذه عدة تشكيلات مسلحة كجيش محمد !! أو الفاروق أو جيش عمر !! جيش الجاهدين!! أنصار السن !!! جيش الصحابة ...ألخ , ما يحدث اليوم ليس سوى أنعكاس للماضي العتيد مستوحيا سلوكيات الخلافة ألأسلامية ألتي حكمت أمم وشعوب عبر قرون من الزمن....فضحته اليوم عولمة الفضائيات ووسائل ألأتصال بما يوحي أن المدينة عند هؤلاء, ملاذا للذبح والسلخ وقطع ألرؤوس والخطف وألأغتصاب...ألخ,أما( أمامهم المقدس) فهو ذباح ,جزار ,خاطف, دكتاتور, قناص لرؤوس الموظفين والعاملين...ألخ , أنه عربي شريف!! أموي!!.

  نهم الحرية الساخنة بسخاء, رشَ المكبوت الشيعي على العراق الجديد في الميل نحو الثأر من دولة الخلافة بدولة المرجعية أو ولاية الفقيه, مستهديا بقاموسه العقائدي كألتكاسل المقدس بأنتظار ظهور المخلص أو ألأستثمار السياسي لسير الثائرين على دولة الخلافة , بين تحول المرجعية الدينية ألى مرجعية للدولة ورمي عقائد ألأمام في ألأزقة السياسية لتحقيق مكاسب حزبية, قأقأ هؤلاء للفتح الديمقراطي.

  عقب 9 أبريل بأيام قلائل أستفتحت عند باب ألأمام (ع) التصفية السياسية للمختلفين , سواء بالذبح بالسكين كما حدث مع أبن المرجع الخوئي ألذي تم تصفيته جسديا على يد أبن مرجع آخر أوبألأهانة المعنوية كألضرب بالقنادر والنعل كما حدث للعلماني أياد علاوي على يد جيش المهدي . رافق ذلك شحن الشارع بمركزية المرجعية الشيعية الدينية في قيادة مكون أجتماعي سياسيا وهم الشيعة مما أدى ألى أختصارهم ضمن حيز ديني طائفي تحت شعار مرجعيتنا تقودنا . كما أن مركزية المرجعية لم تدم طويلا بسبب الخلاف السياسي حول شروط المرجع الديني, فنزل ألى الساحة رجال دين عدة يتبنون أحزاب وحركات سياسية كأن ألمرجع الديني مؤسس سياسي لحزب , مما أدى ألى تهشيم الدور الديني للحوزة العلمية وتمزيقها في طرائق شتى من آيات الله . تتبنى حركات سياسية تتقنع بألقاب مقدسة وتمارس عمل سياسي كالمجلس الاعلى للثورة ألأسلامية أو التيار الصدري أو الفضيلة أو الدعوة أو ثأر الله أو حزب الله ..ألخ .

  لاشك أن عقائد ألأمام قد أنسربت في أزقة المدينة لأغراض ومصالح سياسية , في كل مناحي المدينة العراقية من مسارح وسينما وأماكن لهو وحدائق وأزقة وشوارع أزاح رجال الدين الستار عن صنم صدام بآخر . حتى بلغ الهوس المقدس حدا وكأن بغداد تعيش عصرا من عصور الفترة العباسية , تفشى فيها ظهور أنبياء وأوصياء, ,كما حشدت تيارات سياسية جيوش عقائدية مهدوية مؤلفة من العاطلين عن العمل تتكأ على التكاسل المقدس بأنتظار المخلص.

  فضحت وثيقة مكة من يسيء ألى ألأمام و ينتهك حرية الوطن و يهدم مؤسسة الدولة , هذه الوثيقة توحي أنها فحل من جزيرة العرب يهيل التراب على الدولة العراقية وديمقراطيتها الفتية كي يطمرها ويكتم أنفاسها في مهدها بذريعة أن أنوثتها الديمقراطية تتحدى دكتاتوريات تعج بها المنطقة, وثيقة أجتمعت أخلاف فيالم قريش وعرب الجاهلية كي يبرموا هدنة في بيت الله الحرام, في هذه القصاصة المبرقعة ببركات بيت الله الحرام, شخر أضداد وثيقة (الشرف) زهد وتقوى كي يحرموا القتل الطائفي على الهوية ألأعتقادية, أنه مشهد يصلح أن يكون دراما تخرجها عبقرية الشهيد مصطفى العقاد في عمل سينمائي يفضح عورة الضمير بين أسلاف وئد النساء وأخلاف وئد الدولة العراقية . من خلال قراءة وثيقة مكة ببنودها وأطرافها وما تلاها من أحداث, يمكن القول عنها أنها أتفاق بين أمراء حرب سينهمون مؤسسة الدولة العراقية ,صيَروا البلد ألى حلقة لمصارعة الثيران الهائجة في بطون التأريخ تنطح حقوق ومدنية ألأنسان العراقي بقرون دكتاتورية صدام تستثيرها إيماءات مصارع عتل تحركه نزعات مصالح الكون في قرية منه أسمها العراق.

  أطناب وثيقة مكة هم دعاة ألأسلام السياسي في العراق السني والشيعي,ممثل بقائمة التوافق( حزب البعث العربي الاسلامي الاشتراكي), وقائمة ألأئتلاف أم المرجعيات المتصارعة في ولاية الفقيه. خاضت هذه القوائم العملية السياسية بتوصية دينية طائفية!! دون أي مشروع سياسي وطني, ركبو موجة العملية السياسية الديمقراطية بدون نهج ديمقراطي . أنشق بهم مجلس النواب بين مؤيدي السقيفة ومعارضيها ... لايمين ...لا يسار كما هو الحال في كل برلمانات الكون.

  لاشك أن( حسجة) بروتكول ذلك النجفي الشاحب مع جنود التحالف صباح يوم 9 أبريل تنوب عن هذه الوثيقة الممزقة للعراق. فمقولة هذا الرجل تحفظ حيادية الدولة وعلمانيتها وتحترم مقدسات ألأمام...لكم المدينة ولنا ألأمام ..وكأنه يؤسس ألى مشروع فاتيكان أسلامي ينطلق من مدينة النجف ألأشرف.

  yes.....city.....no ...emam

  بعد مرور أربعة أعوام يمكن البت من خلال الشواهد وألأحداث بأنه لم تعد هنالك في العراق مدينة لها مظاهر مدنية , بسبب تجاوز من يدعي أنه من أتباع ألأمام حدوده . يمكن القول أن العراقيين بحاجة ألى 9 أبريل جديد يحرر المدينة من هؤلاء ..نصرخ بوجوهم ..أخرجو من المدينة. 

 no ....city....yes emam