|
مواطن عراقي مسيحي ينتمي لحركة الجهاد والتوحيد!
احمد الياسري / مدير تحرير صحيفة العراقية الصادرة بسدني -استراليا تحولت دمشق وبسبب الاحداث الاخيرة السريعة التصاعد والتعقيد الى مدينة ذات مزاج وطابع بغدادي وذلك بسبب الكم الهائل من المهاجرين وبالخصوص البغداديين منهم الذين قدموا لتأدية مناسك حجهم التهجيري القسري بين اروقتها وتحت ظلال ازقتها الفلكلورية ,فلايمكن لك وانت تتمشى في حي مثل حي السيدة زينب الذي يعتبر امتدادا جفرافيا للريف الدمشقي الا وتشعر بشكل مباشر انك تتمشى في عراق مصغر فالقبة الزينبية الشامخة ذات الملامح الكربلائية تقابلها اسواق تشبه الى حد كبير اسواق الكاظمية والنجف القديمة رغم حداثة الكثير منها ,مطاعم الكص العراقي وافران الصمون الحجري تجعلك تتخيل نفسك في الاعظمية محلات السمك المسكوف تذكرك بشارع ابي نؤاس البغدادي وكأن هؤلاء نقلوا اسماكهم معهم ليجنبوها مهالك الطائفية ,اظافة الى كثرة المكاتب والسيارات التي تحمل الارقام العراقية زحام اللافتات التجارية والسياسية يغلف جدران الحي ,,نقليات العراق ومحلات المصطفى التجارية ومطعم كباب زرزور هذه اللافتات التي تطوق ناظريك وانت تطوف مع الحجيج العراقي المهاجر ,اعتدت على زيارة هذه المنطقة الشعبية خلال فترة اقامتي بدمشق لاني اعشق المناطق الشعبية اولا وثانيا لاني موفد من قبل جريدة لاسجل انطباعاتي حول العراقيين في دمشق فلايعقل ان اتجنب هذه المناطق المملوءة بقصص حية ابطالها يتمشون امامك ويأكلون معك ,دخلت ذات يوم الى مطعم ابن زرزور لكي نتعشى كباب فلوجي والتقيت باحد العراقيين وكان اسمه محمد وهو من اهالي مدينة المنصور البغدادية وتعارفنا بشكل سريع واهتم الرجل بي حين علم اني صحفي وقادم من استراليا وبدا يروي لي قصص حدثت في مدينته التي تقطنها عوائل سنية وشيعية على حد سواء وكيف حاول الارهابيون تبديد صفو هذا الحي الجميل ومحمد سني اصله من مدينة الرمادي وكان يعمل ظابطا في الجيش العراقي المنحل عمل بعد ذلك في الاعمال التجارية غادر العراق بعد ان قتل مجهولون اخاه الامر الذي جعله يغادر العراق خوفا على حياته ,خرجنا انا ومحمد من المطعم وبدأ يقص علي قصص ابناء مدينته وجلبت انتباهي احدى القصص حيث قال لي محمد كان لي جار مسيحي اسمه_صباح _ وكان بيته مقابلا لبيتي وكان ودودا مسالما وفي ذات يوم سمعت صراخ ينبعث من بيت جاري فخرجت لاستطلع الامر رايت زوجته تصر خ وتبكي وتقول محمد خطفوا زوجي ,قلت لها كيف قالت الان من امام بابنا اتت سيارة فيها مجموعة مسلحة وخطفته ,والحقيقة تعاطفت معها لانها كانت منهارة وبكاؤها غير منقطع(قلت لها اهدئي سيتصلون بنا لنتفاوض على مبلغ اطلاق سراحه كما اصبح معروفا ) وعملة التفاوض هي الشدة ,الشدة الواحدة تعني عشرة الالاف دولار كما هو معروف فلننتظر يا اختي كم شدة سيطلب منا المجاهدون لكي يزكوا عملهم الجهادي )ونصحتها ان تذهب لبيت اهلها وبالفعل ذهبت جارتي وبدأت انا اتصل بموبايل صباح علي استطيع ان اساعد باطلاق سراح المسكين ومساعدة الزوجة المرعوبة ,وكان موبايله لا يرد دائما ومرت اسابيع والحال على ماهو ,وذات يوم خرجت من داري فرأيت صباح امامي يحاول الدخول الى بيته دون ان يسلم علي او حتى يرمقني بنظرة فناديته صباح صباح (فقال هلو عيني محمد ,,يابه حمد الله على السلامةشلون طلعت _فقال الحمد لله لقد تم اطلاق سراحي لانهم كانوا مشتبهين بي ولما علموا اني مسيحي تركوني )فرحت كثيرا وقلت له دير بالك على نفسك ورجعت الى البيت فرحا ولكن منظر صباح كان متغيرا فهو يسلم عليه بطريقة اسلامية ولحيته طويله ولم اعهده كذلك ولكني لم اعر لذلك اهتماما في وقتها , وبعد فترة علمنا انه طلق زوجته ولم اكن اعلم الاسباب واعتقدت ان دواعي الطلاق عائلية رغم انه اكد لي في اكثر من حديث انه تزوجها عن حب وبعد ذلك انتقل صباح الى منطقة اخرى في بغداد والحقيقة لم اجد اجابات لما حدث ويحدث الى ان دخلت الى بيتي يوما فوجدت زوجة صباح وهي تبكي فقلت لها ما الخبر قالت الحكلي اخي محمد صباح انتمى الى حركة الجهاد والتوحيد كان الامر مضحكا في بادئ الامر ولكن انفعال المرأة جعلني اركز على ما تقول فقلت لها (شنو حركة الجهاد فتحوا فرع مسيحي )فقالت اقسم بالصليب هذا ماحدث وقد اتيت اليوم لاودعكم لاني ذاهبة الى عمان وسالتحق باهلي في اوربا الذين طلبوا مني ترك العراق بعد ان حدث ما حدث فقلت لها كيف قالت _المجموعة المسلحة التي خطفته كانت تابعة لحركة الجهاد والتوحيد وحين علموا بانه مسيحي طلبوا منه ان يسلم والا سيذبحونه فاعلن اسلامه وبعد ذلك طلبوا منه ان يبايع اميرهم بعد ان اعطوه محاضر ات جهادية وبعد ان اكد لهم صباح بانه أمن بكل ماطلبوا منه اطلقوا سراحه على ان يطلق زوجته اذا رفضت الانتماء الى الاسلام ويجهز نفسه جهاديا واذا فكر بالهروب فسيعرض مصالحه وذويه للخطر وبالفعل جاء صباح وطلقني وطلب مني ان اخرج من العراق حماية لاولادي الصغار وانتقل هو لمنطقة اخرى وبعد فترة خرجت الزوجة مع اولادها الى الاردن بانتظار الخروج لاوربا )قصة جار محمد هذه ليست القصة الوحيدة في عراق اصبح زاده القصص والروايات فقصص العراقيين صارت اكثر من العراقيين انفسهم ولكنها ذكرتني بلقائي برئيس مجلس الجاليات الاثنية الاسترالية حينما قال نحن نركز على الاقليات العراقية لانها الاكثر عرضة للتهديد وكنت في حينها احاول التأكيد له بان العراق باكمله مستهدف, ولكني ساطرح سؤالا بعد سماعي قصة صباح ترى لو كان لصباح المسيحي مليشيا مسلحة تختطف من يجبره على تطليق زوجته واعتناق دين اخر في عراق اصبحت فيه المواطنة انتماء مذهبيا ضيقا لامراء ماوراء الحدود هل سيحدث ما حدث ؟ ثم لماذا لا يفكر اخواننا المسيحيون بانشاء مليشيا ويسمونها جيش عيسى المسيح على سبيل المثال او كتائب الصليب المقدس في عراق اصبحت فيه حكومتهم المنتخبة تستنجد بالمليشيات ؟ والحقيقة لاندري من هي الحكومة ومن هي المليشيا ؟انا اقترح ان ننتخب في الانتخابات القادمة اعضاء المليشيات وقادتها لانهم هم القادرون على حكمنا وحكم حكامنا فلماذا نتجاهل الحاكمين وننتخب المحكومين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |