|
أشم رائحة... حرب باردة ..!! جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية
عند أنتهاء الحرب الباردة في العام / 1989 بأنهيار( جدار برلين ) وتفكك ألأتحاد السوفيتي في نهاية ألأمر / 1991 ، لم نعد نسمع بعبارة ـ حرب باردة ـ .. نعم ومن حينها أنفردت الولايات المتحدة ألأمريكية بأتخاذ كافة القرارات دون أية أعتبارات لأية جهة..حتى ألأتحاد ألأوربي!! . أصبحت أمريكا وحدها في الساحة ـ أحادية القطب ـ تتصرف وحدها من دون أن تتجرأ أية جهة وتقول : ـ مولاتي.. على مهلك في الساحة..الركض واللهث والتحرك كالأخطبوط مسألة متعبة أولاٌ وتحدي ثانية... نحن أيضاً لنا أجندة وأصدقاء ومصالح في هذه الدول وتلك!!. في الماضي .. أثناء وجود ألأتحاد السوفيتي .. كانت أمريكا تحسب الف حساب حتى تتقدم على أية خطوة .. وألأمثلة كثيرة!!. أما اليوم ... طز .. بالجميع..تسرح وتمرح من دون رادع أو رقيب ولاحتى أستفسار بسيط.. أو مشاورة مع أية جهة..رأيناها بالأمس في أفغانستان...بعد ذلك في العراق ..ولعلها غداً تحل ضيفة ثقيلة على بلد آخر... من يدري..؟؟؟. كل هذا وذاك..العالم بأسره يتفرجون..لاحول ولاقوة..لا با أكثر من هذا ..نسمع ونقرأ ونشاهد ألأكثرية تبارك تلك الخطوات وتتضامن وتقدم المال والرجال والدعم اللوجستي وغيرها .. كل هذا وذاك لأرضاء سيد البيت ألأبيض ..أو الحصول على زيارة ميمونة من السيدة المصون / رايس لتحل ضيفة على بلدانهم وتقديم النصائح وألأرشادات لهم ... اليس من العجب ؟؟؟. في ألأمس القريب : 1 / الرجل الفولاذي ـ ستالين ـ كان جداراً فولاذياً لأية محاولة أختراق أو أنفراد في الرأيي.. وألأمثلة الحية كثيرة !!. 2 / الرفيق ـ نيكتا خروشوف ـ ذلك ألأوكراني المرح المتصلب والمتشدد في أن واحد .. هل ننسى : ـ حينما خلع حذائه في جلسة من جلسات ألأمم المتحدة معلنأ أستنكاره ورفضه لأمريكا وأبو أمريكا ..؟؟. ـ أرساله الصواريخ الى / كوبا .. ونصبها بأتجاه أمريكا ..؟؟. 3 / قوة وصلابة / بريجنيف .. صاحب المزاح والنكتة وحبه الشديد للفودكا وقيادة السيارات ... هل ننسى تنازل ألرئيس ألأمريكي ألأسبق / نيكسون وزيارة موسكو.. وتوقيع كذا أتفاقية ..؟؟. نعم.. كان وجود ألأتحاد السوفيتي على الساحة.. عامل أستقرار وتوازن وتهدئة ألأمور في الكثير من المواقف الدولية...وا آسفاه..!!. بعد وفاة ذلك العملاق ـ بريجنيف ـ يأتي شخصان ( أنروبوف وتشيرينكو ) لم يحكما الا القليل.. وأخيرأ يظهر ( غورباتشوف ـ الله لايعطيه العافية ـ ) وبأستلامه قيادة الحزب والدولة..شعرنا بالعد التنازلي لأنتهاء ألأتحاد السوفيتي..نعم لقد بدأ عصر ألأنحطاط والتنازل وألأستسلام الكلي لأمريكا..نظريته المشؤمة ( البيروسترويكا ) فعلت فعلتها وينتهي كل الذي بنوه أولئك العملاقة... وآسفاه..!!. بعد ذلك يظهر علينا أحدهم ومن على ظهر دبابة ( بوريس يالسين ) ويقتحم الكرملين ويصبح ألأول وألأخير.. عجبي من ذلك الرجل الذي كان همه ألأول وألأخير ( أحتساء الفودكا ) بشكل مفرط وغير طبيعي.. كم من مرة شاهدناه في مراسيم رسمية وهو يتكأ على مرافيقه ويكاد يسقط من كثرة تناوله للفودكا!!! نعم أصبح حاله العدم!!!. فجأة يظهر رجل ألـ ( KGB ) القوي / فلامديمير بوتين.. ويصبح السيد ألأول لكرملين..وبذلك تبدأ مرحلة جديدة من حياة روسيا !!. .. نعم هاهو الرفيق / بوتين ، قيصر زمانه ..!!!. طيلة سنوات حكمه.. أتخذ / بوتين ، موقف الصمت حيال أغلبية القضايا الساخنة .. ولكن على مايبدو أن ( قيصر ) قد نفذ صبره..نعم لابد من أن يكون له رأي!!!. وأخيرأ نطق وتكلم.. لابل أستنكر : ولد مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية عام 1960. أي في ذروة الحرب الباردة. بعد أربعين عاما أعاد خطاب الرئيس الروسي فيلادمير بوتين أجواء تلك الحرب عندما تحدث في مؤتمر ميونيخ. ومن يرى ويسمع كيف تحدث الزعيم الروسي يدرك لماذا كان خطابه عودة إلى أجواء الحرب الباردة. فبعد أن حيا بوتين بسرعة الحضور، بدأ في توجيه الاتهام إلى الولايات المتحدة بأنها تنشأ، أو تحاول إنشاء، عالم "وحيد القطبية". خاطب بوتين الحضور قائلا: "ماذا يعني عامل وحيد القطبية؟ بصرف النظر عن محاولاتنا لتجميل تلك العبارة، فإنها تعني العالم الذي يرتكز وجود قوة واحدة تتحكم فيه. تعني أيضا عالم له سيد واحد فقط". وبعد قوله تلك الجملة استمر الرئيس بوتين في إلقاء خطابه بنفس النسق، حيث قال إن "الولايات المتحدة قد تحدت حدودها الوطنية في جميع المجالات، الاقتصادية والسياسية والإنسانية، بل وفرضت نفسها على الدول الأخرى"، مضيفا أن هذه التركيبة قد أدت إلى كارثة. وتابع قائلا إن "الحروب الأهلية والإقليمية لم تقل، كما أن عدد الناس الذين يقتلون بسببها لم يقل بل زاد. إننا لا نرى أي نوع من التعقل في استخدام القوة، بل نرى استخداما مستديما ومفرطا للقوة". وأضاف أن الولايات المتحدة "قد خرجت من صراع لتدخل صراع آخر دون تحقيق أي حل شامل لأي منهم". وبحضور وزير الدفاع الأمريكي الجديد روبرت جيت وعدد من نواب الكونجرس، دعا بوتين أمامهم إلى إعادة هيكلة نظام الأمن الدولي القائم حاليا بأكمله. لكن رد الفعل العنيف تكفل به السناتور الجمهوري الأمريكي والمرشح الرئاسي المنتظر جون ماكين. حيث قال إن عالم اليوم ليس وحيد القطبية، مضيفا أن روسيا الاستبدادية هي التي تحتاج إلى تغيير في سلوكها. وقال مكين إن "على موسكو أن تفهم أنها لا تستطيع أن تتمتع بمشاركة حقيقية مع الغرب طالما أن أفعالها في الداخل وفي الخارج تتعارض بشكل أساسي مع لب قيم الديمقراطيات اليورو-أطلسية". وتابع قائلا "إنه في عالم اليوم المتعدد الأقطاب، لا يوجد مكان للمواجهات العديمة الجدوى، لذا أتمنى أن يفهم الزعماء الروس هذه الحقيقة". مربط الفرس : يقال : ( أول الغيث مطر ) ، مهما قالوا..ويقولون ، المهم أن الرئيس / بوتين قد حطم حاجز الخوف... وتحدث بصراحة.. وقبل أن يتكلم كان يعرف ردود ألأفعال ومع ذلك تكلم بكل جرأة وبكل شفافية...نعم شئنا أم أبينا هنالك في ألأفق حرب باردة..صحيح أنها لا ترضي ألأدارة ألأمريكية.. ولكن ليس كل ما يتمناه المرأ يدركه!!. شخصياً...أشم رائحة حرب باردة ... ألأيام بيننا ...!!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |