طاش ... ما طاش..!!

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

عنوان  المقال ، هو عنوان لمسلسل سعودي ـ ساخر ـ تنتقد كافة الممارسات السلبية في المجتمع وتطرح بشكل كوميدي ضاحك ، حيث الثنائي ( ناصر القصبي و عبدالله السدخان ) يؤديان دورهما مع نخبة من الفنانين بشكل يلفت ألأنظار لابل يشد المشاهد حتى أخر الحلقة!!.

هذا هو رأيي الشخصي ، لعل غيري يجد العكس..شخصيأ تابعت حلقات عديدة لالشىء سوى كونها تنتقد حالات من واقعنا ألأجتماعي وهذه الحالة تدخل في خانة الممنوعات في دولنا ( التعبانة ) ، ولكن حتماً في مسلسل بهذا الحجم ، ورائه أحد المسؤلين الكبار يدعمهم ويشجعهم ..والا من المستحيل ألأستمرار كل هذا الوقت !!.

بالأمس شاهدت ـ حلقة ممنوعة ـ من العرض من خلال ـ Google Video   ـ  ، ضحكت من كل قلبي وتمتعت كثيرا خلال أكثر من نصف ساعة ..الحلقة كانت أنتقاد لمجموعة من رجال الدين ، عملهم ملاحقة ومتابعة عامة الناس ومحاسبتهم !! ، من خلال تلك الحلقة وصلت الى حقيقة ، الظاهر تلك الحالة موجودة.. ولكن لابد من وجود شىء من المبالغة في الموضوع.. وأعتقد سبب منع تلك الحلقة هي تلك المبالغة في المشاهد!!. ... بالمناسبة تلك المسلسل من أخراج / عبدالخالق غانم .

قبل تلك المسلل ، في السبعينيات من القرن الماضي ، ظهر فجأة ظاهرة ( غوار الطوشي ) تلك الشخصية الشعبية الظريفة صاحب المقالب الظريفة والطريفة والتي جسدها الفنان السوري القدير / دريد لحام ، كان وبشكل واضح ينتقد الحكومة ومؤسساتها ، يقال بأن الرئيس الراحل / ألأسد كان أحد المعجبين بتلك الشخصية ، وهو الذي أعطاه الضؤ ألأخضر ليفعل مايشاء ولكن مع ذلك كانت هنالك خطوط حمراء!!.

بعد / غوار الطوشي وبسنوات عديدة ، ظهر فنان سوري أخر ـ سالم العظمة ـ من خلال مسلسل ـ المرايا ـ ظهر بشخصية كوميدية ساخرة ، حيث ينتقد حالات وظواهر موجودة في مجتمعاتنا ...للحق ، أن ـ سالم العظمة ـ نجح بشكل من خلال موهبته وأدواره المتعددة حتى أمسى له الملايين من المشاهدين والمعجبين!!.

حينما أنتهيت من مشاهدة / طاش ما طاش ، راوتدني فكرة قيام ( فنانونا ) العراقيون بعمل مسلسل على نفس الشاكلة ولكن المعضلة في أسم المسلسل ، فمن المتعارف لايمكن أن تحمل نفس ألأسم والعنوان ، لكونها ماركة مسجلة!!.

أذن لابد من أيجاد أسم أخر... فكرت كثيراً.. وأخيراً توصلت الى نتيجة معقولة.. نعم وجدت أسماً قريباً من ـ طاش ما طاش ـ وهو ـ طاخ.. ما طاخ ـ والسبب لكون وطننا الجريح ومنذ سقوط النظام في / نيسان ـ 2003 كلها ( طخه وأكسر مخه!!) .

نحن العراقيون جديرون وأحق من أن ننتج هكذا مسلسلات..نعم نحن الذين لنا آلآف المشاكل والمعوقات وليس غيرنا...اليس كذلك..؟؟؟.

ولكن ياسادة ياكرام :

أبشروا أن حلقاتنا سوف لاتنتهي ..سنكون أفضل من المسلسلات المدبلجة بعشرات المرات حيث الحلقات ستكون بالأف... نعم لاتستغربوا لكوننا سوف نتطرق الى :

ـ  أنقطاع الكهرباء.... مئات الحلقات!!.

ـ فقدان المحروقات ... مئات الحلقات!!.

ـ فقدان البنزين ... مئات الحلقات!!.

ـ الحرامية والقطط السمان ... آلآف الحلقات!!.

ـ سرقة وتسويق المنتجات البترولية... مئات الحلقات!!.

ـ تدخل رجال الدين بالسياسة...الف حلقة !!.

ـ فرق الموت ... الف حلقة ..!!.

ـ أعتداءات قوات ألأحتلال...الف حلقة !!!.

ـ أنقطاع الماءو طفح المجاري... مئات الحلقات!!.

ـ الرشاوي والوساطات في دوائر الدولة ... مئات الحلقات!!.

ـ عمليات القتل والخطف ... مئات الحلقات!!.

ـ عمليات السطو على المصارف والبنوك .. مئات الحلقات!!.

ـ معاناة المرأة وأضطهادها ...الف حلقة!!.

ـ الطائفية والقتل على الهوية ...الف حلقة !!.

ـ طوابير الأنتظار أمام دوائر الجنسية والجوازات ... مئات الحلقات!!.

ـ أزمة السكن والنقل ... مئات الحلقات !!.

ـ أنعدام الخدمات الصحية والبلدية وبيع ألأدوية الحكومية على ألأرصفة.. مئات الحلقات!!.

ـ عشرات الحالات ألأخرى !!!.

كفكرة وخيال..سهلة وسهلة جداً.. ولكن المعضلة في التنفيذ!!.

ـ لماذا ..هل هنالك شك في قدرة ممثلينا..؟؟
أبداً ـ معاذ الله ـ لنا أحسن وأقدر الممثلين.

ـ أذاً ماهي المعضلة ..؟؟.

المعضلة.. والكارثة.. من يضمن سلامة الكادر الفني والممثلين ؟؟.. والله العظيم يـُخطفون في وضح النهار وتصير الحالة مسلسل حقيقي...!!! آلآن أنتم معي على أسم المسلسل :

طاخ ... ما طاخ ...؟؟؟؟.

آخ ... متى نخلص من الطاخ.. والطيخ ..؟؟؟