|
نداء من موقع الكوت ...لتبقى محافظتنا كما كانت دوما رمزا عراقيا راقيا للتعايش المشترك..! محسن الجيلاوي / محرر الموقع وردت عدة رسائل ومايلات إلى موقع الكوت من مناطق مختلفة من محافظة واسط وبشكل خاص الأقضية والنواحي تطالب الموقع بحث الحكومة وسائر الأحزاب والشخصيات الوطنية بحمايتهم ووقف التهديدات الموجهة اليهم من مليشيات وعصابات مسلحة مجهولة..وتتحدث الرسائل عن طرق التهديد المتعددة الأوجه من توزيع الرسائل أو عبر التلفون وتتخذ أشكال متعددة من المكر ودقة التنظيم ..وأكثر هذه التهديدات موجهة لاخوتنا السنة لكنها ومن خلال المايلات الأخيرة يبدو انها موجة بهذا القدر أو ذاك إلى أخوتنا من مسيحيين وصابئة وأكراد...وبالوقت الذي يستغرب فيه موقع الكوت هذه الأعمال لأنها غريبة تماما عن واقع المحافظة المنفتح على تاريخ التعايش المشترك للمواطنين والذي يشكل وجها حضاريا ومفخرة لمحافظتنا تميزت به على الدوام.. ورغم أن تأثير الموقع على السلطات محدود وهذا شيء طبيعي في واقع معروف لكن رغم ذلك نناشدها بان تحترم التزاماتها أمام مواطنيها وفي المقام الأول حمايتهم وان تأخذ هذه التهديدات مأخذ الجد.. لكننا نعتقد أن تأثير الموقع أكبر على جماهير المحافظة وخصوصا نخبها المثقفة وجماهيرها المتعلمة التي تفاعلت مع الموقع بحب وبشفافية وهو رصيد نعول عليه جميعا لبناء مستقبل واعد لمدننا الواسطية وبالتالي في المساهمة الفعالة في بناء عراق جديد ننشده جميعا...لهذا نرى ان ندائنا هذا سيجد صداه الواسع لدى جماهير محافظتنا بكل قطاعاتها في أن يلعبوا دورا فعالا وحيويا ونشطا في حماية الناس، بحماية أخوتهم من كل الأطياف العراقية بعقولهم وسواعدهم وصدورهم..كما بودي التأكيد أن هذه الرسائل تبدو أكثر مرارة وواقعا كلما ابتعدنا من مركز المحافظة شمالا نحو العاصمة..ويبدو أن الأمر تجاوز التهديدات أحيانا إلى التنفيذ حيث تم اختطاف مواطنين دون أن يعرف مصيرهم حد اللحظة وبشكل خاص في العزيزية والصويرة...! وباعتباري محرر الموقع وابن لهذه المدينة الصامدة بودي أن أنبه ناسها أنني لا أستطيع تصور محافظتنا بدون ذلك التنوع الجميل الذي أثرى واقعها ثقافيا وسياسيا وفكريا ورغم أن مركز المحافظة لازال بعيدا إلى حد كبير وللحمد لله عن هذا المرض الخطير الذي أصاب الحياة العراقية الراهنة لكن لابد من التذكير وأخذه كمثال يجب أن يحتذى به كما كان سابقا ونتمنى أن يكون حاضرا ومستقبلا أيضا..... أنني شخصيا لا أستطيع أن أتخيل الكوت بدون أخوتنا الصابئة وشارعهم الهادئ النظيف حيث بريق الذهب والأشياء الجميلة التي تجترحها روحهم وأناملهم في تلوين أشكال صنعتهم الجميلة وعن صديقنا نزار ناصر وعائلته الدافئة..كذلك لا أستطيع أن أتخيلها بدون أخوتنا من العوائل المسيحية المنتشرة والمتآخية وسط أحياء وشوارع أخوتهم من المسلمين عربا وكردا ولازلت احمل ذكريات طيبة عن صديقي ورفيقي قيس نجيب ووالده الوجه الاجتماعي مصلح الساعات أبو قيس..لا أستطيع أن أتخيلها بدون اخوتنا السنة وشارع أبو الهوى وجامعهم الذي يتوسط المدينة والذين يصلي فيه أصحاب المحلات في السوق سنة وشيعة معا..أما الطامة الأكبر تهديد اخوتنا الأكراد والمعروف أغلبهم من الأكراد الفيلية حيث يشكلون نسبة عالية من أبناء مدينتنا التي تفتخر بأنها أنجبت منهم وجوه معروفة على صعيد المدينة والعراق بل العالم..لهذا لا يمكن أن أتخيلها بدون صديقي برهان شاوي والشاعر العذب كريم ناصر والشاعر رحمن غيدان..ومنها تخرج كوكبة من السياسيين والكتاب الكرد أمثال مؤيد عبد الستار ونوري علي والمرحوم فرج شاوي والشاعر القادم من جبال الكورانيين الشعراء د- رعد طاهر كوران والموسيقار نصير شمه..وقدم أخوتنا الكرد العديد من الشهداء دفاعا عن الديمقراطية والحرية أمثال الشهداء الأبطال علي منصور وسعدي مجيد والعشرات غيرهم من الذين غيبتهم السجون والمنافي... إن الدفاع عن اخوتنا هؤلاء هو دفاع عن شرف مدينتنا التي تحاول قوى الإرهاب والعصابات الشريرة تلويث سمعتها..إن موقع الكوت يطالب جماهير المحافظة وقواها السياسية وفعالياتها الجماهيرية وأصدقاء الموقع وسائر عشائر الكوت التي كانت دوما حاضن للحب والتسامح بان تقف بقوة ضد هذه القوى الشريرة وتعمل على فضحها وان تكون عيون ساهرة على امن وسلامة أهلنا جميعا ومن كل الأطياف فبدون هذه التنوع ستبدو مدينتنا كئيبة وناقصة الملامح والطعم...! يا أبناء مدينتنا الشرفاء احموا الناس بأجسادكم وبقلوبكم وبروح الحب العامرة فيكم فو الله ذلك شرف لا يعلو عليه أي شيء وسيكتب التاريخ بحروف ناصعة موقفكم هذا لكي تكون مدينتنا كما كانت دوما محط إشعاع حضاري لسائر مدن العراق وهذا ما سنبقى نفتخر به على الدوام...! من المعيب والمحزن ان يتحدث المرء عن بديهيات كانت سائدة في حياتنا العراقية بكل تلقائية وبعيدة عن هذا التعقيد الإجرامي في عراق اليوم...! وأذكر جماهير مدينتنا بما كتبه الشاعر برهان شاوي الذي قبل أي شيء آخر كان ابنا للكوت وللحنين العراقي حين يقول:- الكـــــــــوت بُرهـان شـاوي إننـي أدركُ ان الـروح قد ضلت خطاهـا..؛ أتـُراهــا.. تقطــنُ الآن ببيـت العنـكبــوت..؟ أتـُراني.. قــد أمــوت..؛ لــو تتـبعـتُ هـواهــا..؟ مـن تـُرى.. يطــلقُ ( سـجن الكــوت )..!؟ أو يـدفـعُ ب(الكــوت ) الى المنــفى..؟ انـا غـادرتُ نفسـي..؛ آه.. مـن ينقـذنـي الآن .. ســواهـا..؟ 1990 وبنفس القدر يكتب حميد العقابي وهو ليس كرديا قصيدة يهديها إلى الشاعر المُهجر المنفي عنوة الشاعر العذب فرج شاوي الذي توفي بعيدا عن العراق تاركا أجمل القصائد التي تتغنى بالوطن وبالإنسان العراقي قائلا:- إلى فرج شاوي سقطَ الموتُ عليكَ أو أنتَ سقطتَ عليه لا بأس فالغدُ لا يزالُ في مكانهِ وكلما تأخرتَ عن نفسكَ صارَ في الذاكرةِ أجملَ عبثٌ أن تغمضَ عينيكَ لتنامَ وأنتَ تعرفُ أن قلبَ الفانوسِ لا يشارككَ الحلمَ بل يتواطأ مع العتمةِ عبثٌ أن تتواطأ مع القصيدةِ فليلٌ واحدٌ لا يكفي دعْ يا صاحبي كلَّ شيء ولا تأسفْ فالغابةُ التي هربتْ منكَ هربتْ بأقدامِ نمر والهدهدُ الذي لم يبحْ لكَ بالسرّ كان كاذباً لم تكنْ سماءً تلكَ غيمةُ دخانٍ تتصاعدُ من قلبكَ غبيٌّ هذا الطفلُ يتقافزُ كي يمسكَ قوس قزحٍ ناسياً حقد النبال 28/12/1996 دمشق تلك هي الكوت وتلك هي علاقات أهلها الحميمة التي كانت وستبقى عصية على الأشرار ومركز الكوت يبقى صالحا كمثال ونعتقد كذلك هي الصورة والتاريخ في مدن الصويرة والنعمانية والعزيزية والحي وغيرها في تشابه ذلك النسيج الجميل فاختلافاتنا مهما كانت يجب ان تبقى في اطار المشترك الإنساني الذي يجمعنا كبشر..موقع الكوت يفتخر ان على صفحاته يتمازج الإبداع الواسطي / العراقي لينتج خيرا ومحبة...لنكن صفا واحدا ننشد للحرية والتآخي والحب..!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |