في زمن كان فيه الطريق يبتلع المسافة

 

جواد كاظم اسماعيل / اعلامي وكاتب عراقي

في لحظة ما اختزلت مدينتي بلاد الارض كلها مثلما  اختزلت جميع  نساء العالم كانت هي ومدينتي مع. في زاويا ما من هذا الكوكب.

 انت معي.. ووفق هذا الاساس لم اعد بحاجة  الى  اي مخلوق اخر..

 الحياة كلها بجانبي الان غير ان المسافات الطويلة بدأت تلتهم الطريق لتستحيل في ومضة م.

الى بضعة امتار لم يعد طريق عودتي هو ذلك الطريق المعتاد والممل... لقد تغيرت بشكل يدعو الى الدهشة فيما اخذ القلق يحيط بكياني خشية الوصول قلت..

 لابأس.. فمصيرنا ان نصل ولو بعد حين.. حتى وجوه معارفي لم تكن تلك الوجوه التي الفتها من قبل  كأن الحياة قد دبت  من جديد بعد سنوات الاحتضار..

 كذلك الارض والبساتين وثياب الاطفال.. خيل لي يومها ان اسراب طيور بشرت بقدومك قبل الوصول  في لحضة وجهت تحذيرا لي  بالخشية من الحب وأنا كل ما في داخلي يدعوني الى الحب.. او ربما خلقت لأعيش من اجله وأفني العمر له

 الحب قي داخلي ارثي الوحيد من اجدادي الذين رحلوا ولم يتركوا لي من زاد الحياة غير هذا الحب.

 وأنت.. لا اشجعك على الحب.. وهل الحب يحتاج لمن يصفق له من على مصاطب المتفرجين كي يواصل المحب مشواره..

 انه البذرة التي غرسها ابي على وسادتي قبل اكثر من خمس وثلاثين عام..

 الحب كان الدمعة الساكبة من عيني امي فوق مهادي.. وكلما مرت سنوات العمر اينعت ثماره وأستحال حبل المهد الى نطاق من المشاعر طوقت كياني باسره.. كيف لي ان اعيش بعد كل ماذكرت دون هذا الحب؟

 وحيثما وجدت الحب ستجديني أرقد على جانب منه أذ لست انا سوى كتلة حب وهكذا اعتقد نفسي ماحييت لكني لم اشعر ان  الطريق يبتلع مسافته بهذه السرعة دون ان ينذرني الزمن بأننا لم نتفق بعد على اننا نحب.؟؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com