آخ.. من المتشددين..شعية كانوا ..أم .. سـُنة ..!!

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

وفق المنطق أن التشدد في كل شىء ورائه هدف غير معلن.. أي هنالك سر ما لايعرفه عامة الناس..بل هنالك ( الرؤس الكبار ) أصحاب القرارات والفتاوي، هم الذين لم دراية كاملة بتلك القرارات وغيرهم..عليهم التنفيذ فقط..!!.

كل أمر وكل شىء يفرض بالقوة ومن غير قناعة من الطرف ألأخر.. نتائجها الفشل والعودة الى نقطة البداية !!.

ـ في الزمن ألأول لأنتشار الدين ألأسلامي..وبعد وفاة الرسول ـ ص ـ حدثت ردة ..لماذا؟؟ لكون هؤلاء لم يترسخ ألأسلام في فكرهم ..لذلك مع وفاة ذلك الرجل العظيم / ص، حدثت ردة ولولا حكمة أبو بكر وتحمل عمر وشجاعة على ـ رضوان الله عليهم ـ لكان ألأسلام في خبر كان !!.

ـ في العراق كان كذا مليون ـ بعثي ـ من ألأعضاء.. ياترى لو كان الجميع عقائديون ودخلوا ذلك التنظيم بقناعة كاملة وترسخ المبادىء في أفكارهم ,اصبحوا من أصحاب العقائد..ياترى هل كانت سقوط بغداد تتم بتلك الصورة التي رأيناها... مستحيل..لم يقاتل والاواحد !!.

في حين هنالك العكس :

ـ جيفارا ورفاقه..كانوا يحملون عقيدة وأصرار..لذلك كان النصر حليفهم..لالشىء سوى أيمانهم الراسخ برسالتهم وأهدافهم..النتيجة أنتصار حاسم على عدو شرس ومدعوم..والعكس بما أن جيش الدكتاتور كانوا لايمتون بأية صلة لابالمبادىء ولا شىء أخر لم يستطيعوا الصمود!!.

ـ عشرات ألأمثلة ألأخرى..!!.

في الحقيقة عندما ضربت هذه ألأمثال لأقارن بين مايختاره ألأنسان بمحض أرادته وبين مايفرض عليه، أو تـُفرض بسبب ظروف أستثنائية..المسألة واضحة .

حول أقوالي لدي الكثير من ألأثباتات القريبة..لا البعيدة :

في السنوات الماضية ( قبل سقوط بغداد ) كانت جماعة من ( المتشددين ألأسلاميين ) وعلى غرار ونهج ( حركة طالبان ) قد سيطروا على مناطق واسعة ( قصبات وقرى ) تابعة لمحافظة السليمانية كـ ( خورمال، طويلة، بيارة، أحمد آوا والعديد من القرى القريبة من حلبجة )، كانوا يحملون أفكاراً غريبة وعجيبة تعود الى أكثر من عشرة قرون!!، نعم الى عصور بداية أنتشار ألأسلام، طبقوا قوانين وأوامر لاتصدق..عاملوا الناس ( الغلابة ) بالنار والحديد وألأكراه في كل ألأوامر ومنها :

منعوا : المدارس، الموسيقى، حفلات ألأعراس وغيرها، التلفاز، الراديو، المكتبات، المجلات والصحف، صالونات الحلاقة، محلات التسجيلات، العطور، الصور، الرسوم، الضحك بصوت عال، خروج النساء من دون محرم، الملابس الملونة، بأختصار شىء لايصدق ..!!.

كل تلك القوائم من الممنوعات، لم يتجرأ أحدهم ويصرخ :

ـ مولانا.. أين نحن..؟؟ في زمن الرسول ( ص )لم تكن هنالك لاكهرباء ولاتلفاز ولاموسيقى ولاصور ولامكتبات ولامجلات ولا شكولاتة ولا هيفاء وهبي ولا اليسا ولا حتى وديع الصافي!!!.

ولكن هيهات.. من كان يتجرأ وينطق بجملة تعارض تلك القائمة... العقوبة كانت جاهزة .. الجلد.. نعم .. مئة جلدة .. وأمام الناس.. وفي حالة التكرار، يهدر دمه.. وأنتهى!!.

ظلت الحالة هكذا والعالم والناس لايحركون ساكناً.. لابل أكثر من هذا أرادوا توسيع

( أمارتهم ) فبدأوا بالتحرك والتوسع .. ومن عارضهم كانت العقوبات قاسية.. والدليل مجزرة قرية / خيلي حمة.. حيث ذبحوا العشرات من قوات ألأتحاد الوطني كالخرفان.. كانت جريمة بشعة !!.

وأخيرأ... طفح الكيل.. وفجأة تحلق الطائرات ألأمريكية وخلال ثوان، تجعل من مقراتهم ومعسكراتهم مجرد تراب.. لقد قتل منهم المئات والبقية أما تأسروا أو دخلوا ألأراضي ألأيرانية.. بالمناسبة مع تلك الضربة هاجمت القوات الكوردية وحاصرتهم من أكثرية الجهات.. خسائرهم كانت فادحة.. وبذلك أنتهى عصر الظلام وعادت البسمة الى شفاه الناس وحتى ألأطفال!!.

هذا بالنسبة الى أهلنا / السنة ..!!.

وهذا لايعني أن أهلنا الشيعة بعيدون عن تلك الممارسات.. على العكس مصيبتهم أكبر وأعظم !!:

في المناطق والمدن التي تحكم من قبل ( الميليشيات المسلحة ) والتابعة للحركات والتيارات الشيعية .. نرى العجب العجاب حيث :

ـ محاكم ـ شرعية وجزائية وجنائية ـ يأتي أحدهم لايعرف شيئاً يذكر عن القانون والقضاء، مع ذلك يستلم رئاسة المحكمة ويحكم ويغرم ويقصي من دون أية أعتراضات أو حتى تمييز!!!.

ـ على الجميع ألألتزام بالتعليمات الصادرة في شهر محرم وبقية المناسبات ..والا يعتبر ملحداً..لابد من أن يحاكم .

ـ المواطن، مجرد ( حجر شطرنج ) لايمكن أن يتحرك تلقائياً من دون أذن مسبق من وكلاء ( المراجع ) المنتشرون في كافة المناطق والمدن !!.

ـ على الجميع دفع مبالغ وبحجج مختلفة..كل حسب أمكانياته.. لايوجد أستثناء!!.

ـ المرأة مواطنة من الدرجة السادسة، لايحق لها أن تمارس أية فعاليات، سوى وجودهن في أروقة البرلمان.. وتلك للدعاية وألأعلام !!.

ـ التشجيع على ممارسات مضى عليها قرون.. مع ذلك لازم... ومن غير مناقشة !!.

أخوان رعاكم الله /

ياترى الا تقرأون التأريخ ...؟؟ في التأريخ الكثير الكثير من هذه الحالات :

يشهد الله أقل نكسة لاترون ولا ( نفر ) معكم.. جربنا وعشنا وشفنا.. في كل المواقف والحالات..!! ماذا تتوقعون..؟؟ العبرة ليست بالكثرة والعدد.. هل تعرفون كم من البشر كانت تنتظر الشهيد ألأمام الحسين ـ ع ـ حتى يصل الى العراق؟؟؟، وهل تعرفون العدد الكلي الذي ظل معه وقاتل معه ..؟؟؟.

هذا أبسط مثال... وفي الزمن القريب.. أين الملايين التي كانت تصفق للزعيم الخالد

عبد الكريم قاسم.. عند الشدة..( ولا واحد ) .. هكذا وعشرات ألأمثلة ألأخرى !!.

المصيبة، أن أكثرية هؤلاء من المؤيدين، ينقلبون بمقدار 180 درجة ويبدون بالتعاون مع الجماعة الجديدة التي تملك السلطة والقوة.. وهكذا !!!.

لذلك.. أتركوا شعبنا... لاتفرضوا عليهم أي شىء بالأكراه..لالشىء سوى كون تلك ألأشياء وقتية.. ولايصح الا الصحيح ...!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com