|
بـماذا تتعثر الخطة الأمنيّة؟ محسن ظــافــرغريب / لاهاي
في ربيع بغداد2007م، طرأ َ سؤوالٌ مشروع يطرحه الشارع العراقي الذي إحتضن الخطة الأمنيّة في مدينة السلام بغداد، بماذا تتعثر الخطة الأمنيّة التعبويّة التي حشدت حولها كلّ مكونات الشعب العراقي في سانحة إضطرار لم يحصل مثيل لها منذُ تخلي هذا الشعب الصابر عن عصابة البعث في ربيع بغداد 2003م؟!. هذا الشعب العريق الخلآق الذي صبرَ لأربعينَ سنة ٍعلى حثالات البعث ذاتها وبحكم إضطرار شارك بإنتخابات30 كانون الثاني2005م لإزالة آثار عدوان البعث وأسياده الأميركان يجد هذه الخطة الأمنيّة تتعثر في فرضها القانون بعدم قانونيّة فرض قانون الإحتلال ذاته، وعدم شرعيّة مسخ الإنتخابات الشعبيّة العراقيّة بإنتجابات فئويّة حزبيّة معزولة في حِمى المُحتل بالمنطقة الخضراء من بغداد لا في حِمى الحِمى العراق، بعد أن بحّ صوت صفوة أحرارالعراق ومثقيه وعقوله النيّرة التي خبرت على مدى ثلاثة عقود في داخل وخارج العراق زملاء المنفى المنسى، بأنهم أحقر من مناصب أورثهم إياها سيّد البعث المحتل أنستهم أنفسهم وزملاء الأمس القريب سريعاً ونصحتهم بترك الأمر من قبلُ ومن بعدُ لأهله من الإختصاصيين التكنوقراط لأنّ في رؤوسهم عيب ولم يكن شيبهم شيب الحليم بل اللئيم، ومثلهم كانَ مثل مكرمات سلفهم منتهي الصلاحيّة صدّام المعدوم في سلة مهملات أسياده الأميركان، عندما كان يُسمّي الحظوة والرُّشى التي لايملكها مكرمات يهبها من عل ٍعلى أرذل رعاياه، من موقع التعالي الزائف الذي كان سقوطه شاقوليّا الى الحضيض، بسياسة تجهل المصلحة الوطنيّة العليا للعراق في علاقاتها الإقليميّة وتبعيّتها للقوّة الأعظم في عالم اليوم الجاهلة بإمنتياز للشأن العراقي الذي تورّطت في حضيضه. إنها منظومة أخطاء تمشي في حدود منطقة بغداد الخضراء لاتصلح لكلّ العراق وأقصر من باع عصابة البعث التي كانت أسلحة دمار شامل تجاوز مشيها حدود العراق كما شاء لها الأميركان لإستدراجها الى فخ المغفلين وجرجرتها الى المحظور ذات الحفرة الحقيرة التي قبُـِضَ بها سلفها المارق الملعون صدّام في مأساة ٍعادت ملهاة ًوتزجية سياسة إنتخابيّة جمهوريّة- ديمقراطيّة أميركيّة صِرف!.ليستحوذ الأصيل على ما في يدِ الوكيل ويكون الأمرُ كله لمن يُحرّك بيادقَ اللعبة برمتها من موقع مصلحة اللوبي الأبعد حولاً وطولاً من بيادق الأحزاب ومن أنف وزير الحوار(الوطني) ورُغم أنفه. أولاء أقصر حريّة من حزب الديمقراطيين المهيمنين على الكونجرس الأميركي في مواجهة بوش الإبن لأنهم يجتهدون لأجل المصلحة العليا للولايات المتحدة الأميركيّة، وأكثر حريّة من حلفاء صدّام السابقين من دهاقنة السلفيّة السعوديّة ومشايخ الخليج وأشباه القادة وأنصاف السادة في الجوار الإقليمي للعراق ممن يفرش له البساط الأحمر وتطوى له الوسادة ضحكا على ذقونهم وهم أعجاز نخل ٍ خاوية وخشب ٍمسندة على كراسي الغرور، في ذات الوقت الذي يضحك منهم العدو البعثسلفي الذي فوجىء بشعبيّة الخطة الأمنيّة على حين غرّة فتربص بها الدوائر ليُعيد إنتشاره ثانية كما يتربص سلباً وزير الحوار(الوطني) بالبعث المنقسم على نفسه في مسقط رأسه دمشق الشام. والدليل على هذا الزعم تعهد بذور الإرهاب الوهابي بالرعاية في بلاد الرافدين من لدن من شبّ الإرهاب على طوقه بالأمس ِبعدَ أنْ كادت منابعه تجفّ مع إنحسار العصر السوفيتي، وتكون محصلة الأمر كله توظيف مقدرات مهد الخيرات والحضارات العراق لإستدامة تنمية أميركا والغرب الصناعي الذي يتراجع أمام المارد الآسيوي الأصفر، وهو المطلوب الإستراتيجي. وما خيار النجاح الذي يُمني السيّد المالكي نفسه وشعبه به ِبأنه الخيار الوحيد أمامه، ممثلاً بالخطة الأمنيّة، إنما هو : خيار بقاء القوات الأميركية المرفوض من العراقيين وأحرار الجوار، وخيار إنسحاب غير آمن. إيران تصطف مع مصلحتها الوطنيّة العليا بقيَ الإحتلال في العراق أم لم يبقَ، فهي سوف تتعامل مع الفوضى أو الفوضى المنظمة الخلآقة، وفي الحالين سوف يكون السّلام بعيد المنال عن مدينة السلام بغداد!. وسوف تدفع بغداد وطهران معاً ثمن هزيمة وإنتصار واشنطن ودمشق في عمليّة قيصريّة تتعسّر كما تتعثر الخطة الأمنية ببيادق معزولة عن محيطها ثم عن شعبنا بالضرورة، منتجبة فئويّا غير منتخبة شعبيّا في حكومة المالكي التي سوف يكون مقتلها في بيادق الخطأ الموهومة بفضل لم تجترحه فيكون دالتها لشعبنا الذي يستهجن دورها داخل حيطان أصمّ من صممها إذ لا تسمع نبض الشارع العراقي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |