|
حكومة المالكي: ثلث حرامية وثلث خائن وثلث غير كفؤ؟!
رياض الحسيني / محلل سياسي وناشط عراقي مستقل يخلط البعض منا بين الكفاءة والوطنية لدرجة يصل فيها هذا الخلط في اغلب الاحايين الى حافة الصاق تهمة الخيانة بالبعض الاخر او لدرجة الشطب بالقلم العريض على كل ماحققه الاخرون من انجازات! شخصيا لا اجد حرجا في اعلانها على الملأ انني لم ولن اشك يوما في وطنية اغلب السياسيين العراقيين المتواجدين على الساحة العراقية اليوم، لكنني اجزم واعلنها على الملأ ايضا ان اغلب هؤلاء ليسوا برجال دولة ولا رجال سلطة ولا يستحقون خمس المخصصات التي يتقاضونها فضلا عن المناصب الرفيعة التي يتربعون على كراسيها! المعنى والقصد هو ان ليس كل كفؤ وطني وليس كل وطني كفؤ! واذا كانت هذه الرابطة غير متوازنة بين الوطنية والكفاءة فانها اي الرابطة هذه لاتبدو كذلك بين الوطنية والنزاهة. ولا اعتقد ان سيختلف معي احد اذا ماقلت ان النزاهة شئ مطلوب بغض النظر عن الوطنية والكفاءة! وما ذلك الا لسبب بسيط هو ان النزاهة خلق جميل عقلا فضلا عن التوصيات الالهية التي جاءت بحقها. مايثير الشفقة والاستغراب في الكثير من الاحيان هو اولئك النفر الذين لا يأخذوا من الحديث الا اطرافه وذلك على سياق "لاتقربوا الصلاة ...." فبعد سقوط الصنم يؤكد هؤلاء النفر على وجوب تكميم الافواه تحت دعاوى "المرحلة" ويطالبوا التوقف عن النقد بدعاوى "تربص الاخرين بنا" ويشددوا على ان اي نقد ماهو الا تجريح قد قبض المنتقدون "ثمنا" لاطلاقه! لكن يمكننا اليوم الرد على هؤلاء وبكل بساطة وذلك من خلال اعتراف متكرر للكتل المشاركة في الحكومة العراقية واذا ما قسمناها اي الحكومة الى اطراف رئيسية ثلاث وذلك تبعا للقومية من جهة والطائفة من جهة اخرى سنخلص الى ثلاث كتل هي شيعية-سنية-كردية. فكم سمعنا التهم الموجهة من كل طرف ضد الطرف الاخر ومن كثرتها فلا يمكن التطرق اليها جميها ولكن مايهمنا في هذا المقال هو ان نأخذ ما يهمنا. فهل اتهمت اي كتلة من تلك الكتل الاخريات بان افرادها "ارهابيون"؟! نعم حدث هذا ولاكثر من مرة. هل رد الطرف المعني على الطرف الاخر بان افراده ليسوا نزيهين وماهم الا حفنة من اللصوص؟ نعم حدث هذا واكثر. هل صادف وان اتهم طرفا في الحكومة طرفا اخر مشاركا في نفس الحكومة بان مرشحيه ما هم الا "صفويون" في مقدمة لالصاق تهمة الخيانة العظمى بهؤلاء؟ نعم حدث هذا واكثر. هل سمعنا ولازلنا ان يتهم طرفا طرفا اخر بان قائمة الاسماء التي جاء بها ليس فيهم كفؤ ولا صاحب خبرة؟ نعم وتكرر هذا اكثر من مرة. من ذلك نخلص وباعتراف الكتل المشاركة في حكومة السيد المالكي بان ثلث هذه الحكومة غير وطني وثلث غير نزيه اما ثلثها الاخر فغير كفؤ! ترى وهل يكتب النجاح لحكومة من هذا الوزن؟ اعانك الله يامالكي واعاننا الله عليكم ياحكومة الوحدة الوطنية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |