أضحك مع دكتاتوريات العالم.. !!! (الحلقة ألأولى)

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

الدكتاتور ... أينما كانوا ومهما كانوا.. من آسيا.. أو أفريقيا ، أو أمريكا اللاتينية أو (جزيرة واق واق ) ومن كافة ألأديان والمذاهب والقوميات ...فهو دكتاتور .. والدكتاتور يا محفوظ السلامة ، يجب أن يتوفر فيه مجموعة صفات ، وعندها يسمى دكتاتوراً ومن هذه الصفات :

ـ سياسة البطش والقتل وألأنفراد في الحكم ومصادرة الحريات .

ـ سرقة أموال الشعب من الثروات الطبيعية وغيرها .

ـ سلب حرية الناس ، وأعتبار الشعب وكل الشعب ملكه الشخصي ، لذلك يتصرف مايشاء!!.

ـ يقوم بتجويع الشعب..لابل يشاركهم في رزقهم ومواردهم .

ـ كل مايملكه الشعب هو من مكارم وفضائل سيادته..لولاه ..من أين يأكل الشعب..لابل حتى كيف يمكنه أن يتنفس!!؟؟.

ـ قراراته ( قطعية ) ، فوق كل القوانين وألأنظمة .. كل مايتفوه به من كلام هو قرار غير قابل للنقاش..نعم حتى لو ( تفضل سيادته ) وصرح بعد منتصف الليل وهو ( ثمل ) عالأخر بعد أن أحتسى ( بطحية عرق ) ، يجب أن تؤخذ بتصريحه وأوامره ويدخل خانة القرارات التي أتخذها لصالح الشعب والوطن ..لابل يصبح دستوراً دائماً ويعمل بموجبه!!.

ـ هو السياسي ألأول، والمشرع ألأول ، والكاتب ألأول ، والمهندس ألأول ، والمؤرخ ألأول ... بأختصار هو عبارة عن ( موسوعة متنقلة )...ولكن في الحقيقة والواقع ما هو الا ( حمار ) من الدرجة ألأولى !!.

ـ كل التجارة والمقاولات و المشاريع وألأستيراد والتصدير والمزارع وألأنهار والبحار والصحاري والجبال.. ملكه الخاص وأفراد العائلة .. ومن غير ليه ..!!.

ـ يضحي بأموال الشعب من أجل شراء أكبر ترسانة للأسلحة.. والغرض الوحيد لغرض ألأستعراضات العسكرية في مناسبات العائلة !!.

ـ يحارب.. على الشعب أن يؤيد ويهتف ويصفق.. يعلن الصلح والهدنة... نفس الشىء!!.

ـ عشرات السلبيات ألأخرى.. من دون نهاية.. كل يوم تقليعة جديدة!!!... وحماقة أضافية من حماقات الدرجة ألأولى !!.

كل تلك الممارسات ، تعودت عليها الشعوب ..ولكن فوق كل هذا وذاك ، يأتي سيادته ويفرض نفسه بأنه ( كاتب وشاعر ومؤرخ ) من الدرجة ألأولى.. وألأغرب تطبع نتاجاته وتترجم الى أغلبية اللغات في العالم..!!.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من هؤلاء ألأغبياء.. رئيس تركمانستان السابق ( صابر نيازوف / 66 عاماً ) والذي مات في نهاية السنة الماضية..والذي لقب نفسه بـ ( تركمان باشي ) أي أب لكل التركمان!!.

حكم ( تركمان باشي )21 عاما ، لقد أرسى خلال تلك السنوات دعائم أشد ألأنظمة تشدداً وأنغلاقاً في العالم !!.

في العام / 1999 فرض على البرلمان تعيينه رئيساً للبلاد مدى الحياة !!!.

وكان شخصية غريبة، أوجد هالة من الالغاز حول شخصه، كما تبنى قرارات تقنن كل مجالات الحياة، وقال ذات مرة في خطاب ألقاه في التلفزيون الحكومي إن أي شخص يقرأ الكتاب الذي ألفه في الفلسفة ثلاث مرات سيضمن له مكانا في الجنة.
وقال نيازوف: إن أي شخص يقرأ كتابه ويدعى "روخنامه" ثلاث مرات سيحصل على غنى روحي ، ويصبح أكثر ذكاء ، ويتعرف على الذات الإلهية ويتوجه رأسا إلى الجنة.

وقال الزعيم التركماني إنه طلب من الله بينما كان يكتب الجزء الثاني من كتابه أن يضمن للقراء المتحمسين عبورا سريعا إلى الجنة!!!!.
كما أن نيازوف المعروف باسم "تركمان باشي" (أي زعيم الشعوب التركمانية) شكّل لنفسه طائفة خاصة به، وأقام تماثيل ذهبية لنفسه ولوالديه ونصبها في أماكن استراتيجية عبر بلاده الصحراوية.
وقراءة الروخنامه، وهي مجموعة من كتابات فلسفية ودينية، إلزامية لطلاب المدارس والمسؤولين في الحكومة!!.
كما وجد نيازوف، طريقة مبتكرة لنشر أفكاره، فقد أرسل الجزء الأول من كتابه على متن مكوك فضائي روسي من قاعدة بويكونور بكازاخستان!.

لقد فرض نيازوف سياسة عبادة الشخصية ، معتبرا نفسه "ابا لكل التركمان" (تركمان باشي) وشاعرا "ناجحا" و"بطلا قوميا". وفي العام 1999 فرض هذا الرجل على البرلمان تعيينه رئيسا مدى الحياة. وقال نيازوف حينذاك بعد موافقة النواب الخمسين بالاجماع على طلبه انه "اول رئيس منتخب من قبل كل الشعب يتمتع بالحق الحصري لرئاسة مدى الحياة". وكان نيازوف الذي توفي عن 66 عاما يصف نفسه بانه "تركمانباشي" وعلقت صوره العملاقة على واجهات كل المباني الحكومية في العاصمة عشق اباد. وكانت الصحف تنشرصورته يوميا بينما تعرض محطات التلفزيون افلاما يظهر فيها خلال زيارات الى مدارس او يتسلم باقات ورود من اطفال. وفي سياق سياسة محض ستالينية ، تظاهر "اتحاد العمال" في جميع انحاء البلاد للمطالبة بان يكون رئيس الدولة مدى الحياة ، مؤكدا انها "ارادة الشعب". وكانت عبادة الشخصية تشمل حتى والديه. فوالده عطا مراد الذي قتل خلال الحرب العالمية الثانية حصل على وسام "البطل الوطني" بعد موته وهي مكافأة منحها لوالدته قربان سلطان ايضا تقديرا "لخدماتها الاستثنائية". وهو نفسه حصل على هذا الوسام خمس مرات في حياته!!.
وقد اعاد تسمية كل شهور السنة وايام الاسبوع السبعة باسماء اكثر ملاءمة لرموز البلاد وابطالها وخصوصا اسمه واسم والدته. وقد اصبح اسم اول شهر في السنة تركمانباشي. وفي تشرين الاول 2006 نشر ديوان شعر جديدا بعنوان "تركمانستان سعادتي" اهداه الى وطنه.
ويأتي هذا الكتاب بعد اعمال اخرى نشرها حول "الوطن وتاريخ وجمال وكرم ارض تركمانستان". الا ان كتابه الذي يعد "مرجعا" هو "روخناما" الذي يعتبره دليلا سياسيا روحيا في جزئين (نشرا على التوالي في 2001 2004و) مفروض في المنهاج التعليمي على كل الطلاب والموظفين. ورغم ترجمة هذا الكتاب الى اكثر من ثلاثين لغة ، من الانكليزية الى لغة الزولو لم يشتهر نيازوف بمواهبه الادبية بل بانتهاكاته المتكررة لحقوق الانسان وميل نظامه الى التسلط منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
كان نيازوف الذي درس هندسة الطاقة ، امينا عاما للحزب الشيوعي التركمانستاني ثم اعلن نفسه رئيسا في استفتاء جرى في 27 تشرين الاول 1990. وقد فاز ب 98,3% من الاصوات. وفي 1992 اعيد انتخابه في مهامه لخمس سنوات ب5ر99% من الاصوات.
وبعد عامين ، دعا الى استفتاء جديد لضمان تمديد ولايته حتى نهاية 2002 هذه المرة. وكانت نتيجة الاقتراع 99,99% للرئيس "المنتهية ولايته". وعلى الرغم من غياب الديموقراطية ومن انتهاكات حقوق الانسان .

مربط الفرس والخاتمة /

بالله عليكم..الا يستحق هكذا بشر أن ( تضحك عليه ) وعى تصرفاته..؟؟ أي بهيمة هذا ؟؟ وياترى هل حقاً كان أنساناً طبيعياً؟؟؟ أم أن المال والغاز!! والمنصب والنفوذ قد أعمت بصيرته.. ألأغرب في ذلك المخلوق ، أنه حتى أفراد أسرته ( زوجته وبنتان وولد ) كانوا يعيشون في الخارج ونادراً مايلتقي بهم ...!!.

السؤال الذي يطرح نفسه :

أنسان لايود أسرته وأطفاله..كيف يمكنه أن يسعد أبناء شعبه ؟؟؟؟.

عاشت الدكتاتورية.. والله.. ثم والله.. أينما نتوجه أمامنا العشرات من الدكتاتوريات.. ولكن بأحجام مختلفة...من يقول لاء ليبرهن لي ..حينها أتنازل عن رأيي!!!.

ملاحظة / أستنجدت بكثير من المصادر..!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com