ماذا ننتظر من الدول العربية

احمد مهدي الياسري

a67679@yahoo.com

هنا لا أحب أن أتحدث عن الأنظمة العربية والإسلامية وقادتها ورجال دينها وسياسيها وحتى مثقفيها من الذين باعوا أنفسهم مقابل حفنة دولارات وكوبونات النفطية لتجاهل هموم الشعب العراقي، لأن رفاهيتهم بنيت على حساب معاناة وجروح العراقيين، ولا أريد أن اتحدث عن صمتهم أزاء الجرائم كان يقوم بها النظام البعثي الدموي بحق شعبنا العراقي رغم صرخات الأستغاثة، لأنهم كانوا جزء أساسي من أسباب تلك الجرائم، ولا أريد أن أتذكرعن دعمهم الإعلامي والسياسي لنظام حزب البعث، لأنهم وقفوا الى جاتب النظام الدكتاتوري المتسلط على رقاب شعبنا المظلوم، ولا أريد أن أوشر الى محاولاتهم المتعددة لصالح بقاء صدام في السلطة ما يعني بالضرورة بقاء الدكتاتورية جاثمة على صدرالعراقيين، عندما بدأت تنطلق من هذه العاصمة اوتلك، مبادرات ووساطات وجهود  لأنقاذه من المصير الأسود .

 لكن أريد أن أكشف في هذه المقالة  الرؤيا والحقائق التي تضمرها هذه الحكومات والقوى السياسية والدينية الفاسدة التي أرتبطت بوشائح مختلفة مع النظام البائد، وأكشف نواياهم  الخبيثة أتجاه الشعب العراقي بعد سقوط النظام البعثي، وكيف تسعي هذه الأطراف للتدخل في شؤون العراق بكل ما أوتيت من قدرتها وبحجج واهية وخيالية ؟ ودورهم لتشجع العمليات الإرهابية عبر وسائل أعلامهم لقــتل العراقيين، ودعمهم للإرهابيين داخل العراق مادياً ومعنوياً وتطلق عليهم صفة المقاومة، ومحاولتهم الدنيئة لزعزعة الأستقرار والأمن في العراق، لتهيئة الأجواء (حسب ظنهم ) العودة حزب البعث الى الحكم .

 قبل أيام كتبت بعض المقالات في العديد من مواقع الصحف الأنترنيت حول تدخل تركيا وإيران في شؤون العراق بحجج مختلفة وواهية، ودورهم في تخريب العراق، وفي هذه المقالة نكتب حول تدخل الدول العربية في شؤوننا، وكبف تقوم هذه الدول دعم الإرهابيون حسب إختصاصهم وإمكاناتهم ؟ وكيف تمرهولاء الحثالات عبر دولهم لدخولهم الى العراق بمساعدة مخابراتهم ؟ وكيف تسقبلهم هذه الدول وتوفر لهم جميع الأمكانيات بصورة جيدة ومتسلسلة ؟ من دخولهم الى مصر ومرورهم في الدول العربية الأخرى وخروجهم من سوريا بأتجاه العراق، في البداية ترسل المجندون من الإرهابيين من جميع الدول ( الأجانب  بشكل خاص ) إلى مصر لتعلم اللغة العربية ومبادئ السلفية في أكثر المدارس الدينية تشددا باتفاق مع مخابرات بعض الدول العربية، قبل أن يذهبوا الى اليمن لتدريبهم ( لأن السلطات اليمنية تأوي الكثيرمن العناصر الإرهابية الذين دخلوا اليمن ) وتقوم الحكومة اليمنية بفتح المعسكرات وبتعاون مع الجهات معنية تدريب للإرهابيين وافدين لها من الدول العربية وغير العربية حيث يتم أعدادهم بصورة جيدة عسكرياً وأمنياً ليكونوا جاهزين قبل إرسالهم إلى العراق عبر سوريا،  بعد أن يتجمعوا عن طريق خلية في السعودية مرتبطة بالقاعدة مع شبكة منظمة في سوريا وبتنسيق مع المخابرات السورية لنقلهم إلى الأراضي العراقية للقيام بأعمال إرهابية خاصة في صورة هجمات انتحارية ".

 لا يخفي على أحد لتطورات الأوضاع في العراق من عنف دموي وصراعات طائفي، تقف خلفها الدول المحيطة والأقليمية من خلال دعمهم  للإرهابيين (كل حسب مذهبه) الذين أستباحوا الدم العراقي، بدلاً أن يقدموا دعماً أيجابياً الى العراقيين وإرسال معاوناة الإنسانية لهم، لقد أستغلوا حالة الفراغ الأمني وأرسلوا المئات من حثالاتهم لقيام بأعمال الإجرامية بحق أبناء العراق بكل أطيافه ومكوناته، وتخريب البنية التحتية في بلادنا، والهدف من ذلك لعرقلة المسار الديمقراطي والفيدرالي في العراق الجديد، الأمر الذي دفع لتعاظم هجرة مئات ألوف العراقيين بكل مكونتها الى تلك الدول، الآن هولاء المهاجرين خائفون من إجراءات الحكومات العربية عموماً والحكومة السورية بشكل خاص بشأن إبعادهم من أراضيها وإعادتهم الى العراق سيتعرض حياتهم للخطر، التي ستكون بمثابة وضع مزيد من الحطب في المحرقة الإرهاب والطائفية، التين تدور رحاهما على جسد الإنسان العراقي، تبتلع كل معاد الى أرض الوطن بلهيبهما.

 أن تغيير النظام في العراق لم يرق للعديد من الأطراف المتضررة من دول الجوار العربية والإسلامية ومروراً بأوربا وروسيا وغيرها من الدول،  فتعلم هذه الدول بأن نجاح العملية السياسية في العراق الجديد سيكون ضربة لتوجهاتها المصلحية ومطامعها الذاتية، سوف تكون له آثاره البعيدة في المنطقة ولن يقتصرعلى الشرق الأوسط فقط  ويتمدت الى كل الأنظمة العربية والإسلامية، لذلك أخذت الكل   ( بدون أستثناء ) تعمل وبشتى الوسائل على تقويض هذا النظام الجديد وزعزعة الثقة بين المواطن والحكومة من جهة، وخلق الصراع الطائفي بين أطياف الشعب العراقي بواسطة عملائها في داخل العراق من جهة أخرى، فأستخدمت وتستخدم  أساليب القتل والأغتيالات والأختطافات والتهجير  القسري لتوسيع الشرخ بين مكونات شعبيا الواحد بواسطة المتسلليين من خارج الحدود وفلول النظام البائد في الداخل، وبالإضافة الى الميليشيات الحزبية كسبب للزعزعة الشارع العراقي، ووجود قوات الأمريكية قـد أرتكبت أخطاء فاحشة، وجميعهم يحاولون خلق الأزمات والفوضى على كافة الأصعدة لأبقاء الوضع في العراق على ما هو عليه من سوء الادارات وتفشي الرشاوي داخل هياكل ومؤسسات الدولة وبالتالي لإحداث حالة الأرتباك والخوف والفزع، لكي تثير حالة اليأس والخوف لدى المواطن العراقي، ويطالب بعودة الأمورالى ما كانت عليه سابقاً أي عودة حزب البعث الى الحكم، ومجمل هذه الحالة هي التي تعمل على أذكاء العنف الطائفي واذكاء نيرانها، جراء تفاقم الاوضاع على هذه الشاكلة لأنهاك  الشعب العراقي في دوامات العنف والدم، ولذلك فأنهم يشعرون بخسارة لا تعوض حينما يرون بأن الدولة قد احكمت سيطرتها على الوضع الامني في العراق وخصوصا في المناطق الساخنة، وتتوجه الى بناء دولة القانون والدستور لتطبيق العدالة الأجتماعية داخل المجتمع العراقي.

 هذه الأنظمة تعيد التأريخ، تكررنفس الأساليب من جديد في العراق لقتل العراقيين، التي مارستها بعد القضاء على الحكم الملكي عام 1958 بقيادة أبن الشعب البار الزعيم عبد الكريم قاسم،، سارعت هذه الأنظمة (أنذاك ) بأسم القومية العربية بتعاون مع الدول الأسلامية ودعم أمريكي وأسرائيلي لها، بنصب العداء ودق الأسفين وحك المؤمرات للنيل من ثورة 14 تموز لعرقلة مسيرة الثورة نحو بناء وتطور العراق، ودعمت تنظيمات حزب البعث والقومية المتطرفة بكل وسائل الى أن أثمرت جهودهم الى أنقلاب 8 شباط المشؤوم عام 1963، اليوم يقتل العراقيون بنفس الطريقة لكن بمسميات أخرى، فقد أحتل الجهاد مكان الدعوى القومية، وأحتلت  السيارات المفخخة والعبوات الناسفة مكان رشاشات بورسعيد .

 ماذا ننتظر من دول الجوار العربية منها أو الإسلامية بعد كل هذه الجرائم بحق شعبنا، وأغلبها تعادي هذا الشعب المجروح، ومتورطة في تدخلها في الشأن العراقي، وإستغلالهم لبسطاء الناس وضعفاء النفوس وزمرة الحاقدة على قيام  النظام الديمقراطي الفيدرالي في العراق لخلق الفوضى والأزمات داخل العراق، لأنهم غير راضين عن المسار الذي تتجه نحوه الدولة العراقية، تكاد لتدفعهم الى التخوف مما يجري في العراق الجديد من تحولات نحو الديمقراطية والفيدرالية وخوفاً ان تصاب شعوبهم لعدوى أنفلونزا الديمقراطية، وقد تنبهت اليه بعض الأنظمة العربية والإسلامية، التي راحت تحارب النظام الجديد في العراق حرباً شعواء، لذلك كل الإرهاب حدث ويحدث في العراق بمساعدة الدول العربية وتركيا وإيران، لأنها  تمثل هاجساً مخيفاً لأنظمتهم السياسية في دولهم، ماذا ننتظر عندما قامت العديد من هذه الدول بمؤسساتها ومنظماتها وأحزابها بأستقبال فلول النظام البائد بعد سقوطه على أحسن ما يرام، وكلها تذرف دموع الحسرة على مصير النظام البعثي والسبب معروف للجميع، وفتاوي الأئمتهم في مساجد التي تحلل دم العراقيين، وماذا ننتظر من هذه الدول والشعب العراقي يعرف مواقفها غير المنصفة طوال السنوات السابقة، عندما أساءت الى الإنسان العراقي في دولها، وماذا ننتظر من هذه الدول كانت سياساتها الخاطئة والخطيرة إزاء الشعب العراقي عبر التأريخ القديم والحديث.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com