مقدِّمة وتقرير بخصوص صابرين الجنابي

 

قاسم محمد الكفائي / كاتب عراقي – كندا

canadainsummer@yahoo.com

المقدمة

الطبُ الحديث علمٌ وصلَ الى مرحلةٍ متقدمةٍ من الأزدهار بكلِّ تفاصيله. فتبديلُ الرئة الطبيعية العاطلة برئةٍ اصطناعيةٍ في جسم الأنسان بات أمرا ممكنا وسهلا، أو خِياط الكبد، وقطع الأعضاء الأخرى من جسم الأنسان وتبديلها. ويمكن للأنسان العادي أن يرى ما هو عجيب من حيث التقنية والمهنية في أبسط مستشفيات بغداد حال دخوله صالة العمليات والولادة، والأسعافات الفورية، فما سَيراهُ إذن في ردهات أمريكا ولندن وأدنبره وبرلين وبعض بلدان أوروبا الشرقية هو أعجب. كثير من الحالات المستعصية عند المرضى صار التعامل معها اليوم في المؤسسات الطبية بسهولة ويسر. هذه مقدمة وجيزة عرضناها ولنا فيها مَغزىً يرتبط بفضيحة اخلاقية كان قد ارتكبها جنود وشرطة نوري المالكي رئيس وزراء جمهوريتنا. الفضيحة هي من بطولة السيدة ( صابرين الجنابي ) وسيناريو رفاق البعث - وهابي، مع كبار ضيوف الشرف امثال عبد الغفور السامرائي والشمطاء المهووس عدنان الدليمي والدايني. باسناد ودعم قناة الجزيرة.< يا أهل الشرف... هذه هي الحكومة وهذا هو المالكي وجنوده ؟ لقد اغتصبوا الشرف العراقي >. هذا السيناريو له اهدافه، وله عناصره. فالاهداف انطلقت مع انطلاقة < خطة أمن بغداد > لتصطدم بأهدافها التي تعني باجتثاث الأرهاب البعث - وهابي وتنظيف مدينة بغداد وكل مدن العراق منها. فالسيناريو اذا لم يُعطِل ( خطة فرض القانون ) تماما يمكن أن يعمل على إرباكِها ومِن َثمَّ إفشال أكبر قدر ممكن من نسبة نجاحِها، أي أن الفوضى في بغداد على الخصوص تبقى قائمة. هكذا َفكرَ الأوباش، وهكذا رُسِمَت الخطة ما بينَ ُفخْذيْ إمرأة ( جنابيّة حسب ادعائها ) كانت هي الضحية عندما داسَ الوهابيون والصداميون شرفَ عشيرتِها تحت نعالهم وفي الوحل. رغم التطبيل والضجيج الأعلامي الذي انطلق وبتوقيت محسوب لنصرة الضحية إلا أن هناك علامات فشل لهذا السيناريو قد لاحت في الأفق بعد خطوات كانت قد خطتها الحكومة في حل اللغز برمتِه. حتى ظهرت علينا أمرأة أخرى من مدينة ( تلعفر ) وادّعَت نفس الأدعاء لتُضيف قصّتها وبطريقة مهزوزة الى جانب قصة صابرين الجنابي عبر قناة الضلال - الجزيرة - < الله إيزيدك يا رخص، وما دام المالكي وأمثاله على قمة الهرم الرسمي ستبقى سيناريوهات الأغتصاب قائمة حتى عودة النجباء البعثيين الى الحكم ولم يبقَ إلا عدنان الدليمي فيغني لنا اغنية - إغتصبوني - >. هذا اللون من التحريض والنفاق هو أحط عمل يقوم به الأنسان الغير سَوي والغير مستقيم، ويدل على هروبه أمام خصمِه، بضَعْفِهِ وهوانهِ وإفلاسِه من أمور دنياه وآخرتِهِ. كذلك هو دليل على تأريخِه السّيىء وضحالتِه. نعودُ مرّة أخرى الى ما أشِرنا اليه أول مَرّة عن تطور علم الطب الحديث الذي يمكن بواسطته تشخيص وعلاج ما يشكو منه الأنسان المريض. فقضية تشخيص حالة الأغتصاب التي تعرّضت لها - المجاهدة - في مستشفيات بغداد أمرا ممكنا، وقد تكون أقل حِدَّة عند الطبيب من مشكلة الأصابة بالزكام اذا ما تعرّض لها الأنسان. فأمر التشخيص هيِّن أمام صفاء القلوب، وأي مستشفى في بغداد يكفي لفحص < فرج > هذه المُدعية وما( هو..) بمخلوق على ( إسبشَل ) حتى تذهب به الحكومة الى مختبرات الدول المتقدمة للحصول على النتائج. فما ظهر من تقارير طبية عن مصادرها الشرعية والقانونية يمكن الأخذ به، وعلى الحكومة اتخاذ ما يلزم من نتائج، سريعة وقاسية حفاظا على مصداقيتِها وهيبتِها.ومَن يرضى بفعل المُنكر هو المُنكر. إنتهت المُقدِمة.

 

التقرير

كما قلنا سلفا، نحن مع توجُّه نتائج التقارير الطبية، ومع الحق الطبيعي للضحية، ولكن علينا أن نفهم أن هناك عِلما آخرَ لمعرفة وكشف الحقائق قد يوازي علم المختبرات، وبالتأكيد هو أصعب وأذكى وسيلة في حالات جنائية أخرى. هذا العلم تستندُ عليه دوائر المخابرات في كشفها لحالات مستعصية بعد متابعتها، ويستندُ عليه عمل الدبلوماسية العالمية. هذا العلم وبأشد اختصار يدخل في سياق علم النفس وينحصر في آلية التفكير لدى المُحقق والمختص فيحتاجُ الى خبير يمتلك دراية واسعة فيه، ويحتاجُ الى حاسّة وفطنة ما لا عند العامّة. على ضوء ما تقدّم فأن درايتنا أدلّتنا على أخطاء متعددة كانت قد ارتكبتها الضحية عند طرحها للسيناريو المزعوم أمام كاميرا قناة الجزيرة. ومنها :
أولا : نحن نعرف صفة العِفة والنجابة التي تتحلى بهما المرأة العراقية من أية طائفة كانت أو قومية. فهي تخاف أو تخجل أو تحترم بلا مبرِّر أحيانا وفي الهواء الطلق، غير أنها مفطورة على هذه الصفة الحميدة. فكيف بها لو حلت عليها مصيبة أشبه بفضيحة - صابرين - والعياذ بالله ؟ حالها يتغيَّر، وتتشوَّه أمام عينيها كلّ معالم عيشها فيصير ضنكا. فعندما تريد أن تشكو همها يتحسّس الأنسان العاقل درجة الغليان التي في ضميرها المهتوك، ويتحسّس من خلاله مصداقية القصة بكل وقائعها. أما صابرين فتُظهِر حزنَها ببكاءٍ متقطع لا يظهر من عمق مشاعرها، ويَصدُرُ عن احساس مُرتبك وفي ترَقُبٍ حَذِر. عيونُها تذرف دمعا باردا وكأنها فقدت محفظة نقودها. فعيناها الحَوراويتان الجميلتان مازالتا يحتفظان بجماليتِهما، ولم يطرأ عليهما طارىُء الحزن أو الكارثة، بل العكس يتحركان ويوحيان الى عدم اكتراث، ويُعبران عن احاسيس ومشاعر دافئة تترقبان متى هي تنتهي من سرد القصة، بينما يراودها الوَجَلُ أحيانا من زحمة الوقوع في خطىء ما. مع أنها لا تجد طريقها الى الأمساك بوثيقة تعزِّز واقع الجريمة وتنفي الشك.
ثانيا : جريمة الأغتصاب هذه لا تتناسب مع حالة الفرد العراقي من الشرطة أو الجيش لأسباب رسمية واجتماعية وفنية عندما يكون المكان غير مناسب والوقت قصير جدا، أو في هبوط الثقة المُتبادَلة ما بين عناصر الشرطة للأقدام على فعل المُنكر. فالرؤية التي تسود ذهنية كل عنصر من العناصر الرسمية حال قيامِهم بمهمة التفتيش أن هذه المرأة قد تنتسب في نسبها الى أحدهم، أو قد تكون صديقة لعائلاتهم، أو أنَّ زوجَها صديق لأحدهم. نعم، قد يكون وقوع هذه الجريمة ممكنا عند سرايا عصابات القتل والسرقة والأرهاب وليس عند سرايا الشرطة والجيش النظاميَيْن < مارس أحدُ الأرهابيين فعله الشنيع بفتاة - مخطوفة - وهي ميتة عندما عاد الى وكر العصابة ليجدها مقتولة من قبلهم >. فلو صدر هذا الفعل عن أحد الطرفين فانه سيقع في ظروف أخرى لا تتشابه وتلك الظروف على الأطلاق. فطرحُها لوقائع الجريمة لا ينبع من مصداقية، ومهزوز الوسيلة وقلق الأداء.
ثالثا : دَسَّت في سردها للقصة كلمة ( مُتعة)، نطقتها بتكلف وعدم اتقان وكأنها تعطلت عن ذكرها وحتى لا تخرج عن منهاج السيناريو. توحي هذه الكلمة الى الرأي العام أنّ المجرمين هم من الشيعة ( أهل المتعة ) مما يعزِّز ثبوت الأدلة ويدعم أقوالها، ويصعِّد من وتيرة الحِس الطائفي، والتعاطف معها. فالمطلوب من الدوائر المعنية التعرف على شخصية صابرين هذه بكل تفاصيلها منذ عشرة سنين مضت وحتى اليوم لمعرفة هويتها الأخلاقية والسياسية وعلاقاتِها الأجتماعية. مع متابعة سيرة وسلوك الأفراد المتهَمين والضرب بيد من حديد وبقوّة على يدِ المجرمين أو يدِها ويدِ عناصر هذا السيناريو مهما كانوا، أو سيكونون.
وفي ختام تقريرنا نقول لبطلة قصة الأغتصاب ومن ساندها، لقد تعلمنا بفضل ظلمكم كيف نستعمل وسائل الدفاع عن أنفسِنا، وتعلمنا كيف لا نظلم عندما يأتي يوم القصاص. وأقول لها أيضا < والله يا صابرين إحنه هَمْ صابرين.


ـ معلومات بعضها ذات علاقة.... إفتحي الرابط من فضلك صابرين خانم. http://www.albaitaliraqi.com/usr/index.php?artikel=117&rubrik=52

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com