|
صُوَر للتأمل والتقييم يشار آصلان كركوكلي إن البحث عن الكاتب الذي يضيف الى معلوماتك من الحقائق ويضعك أمام الصورة أصبح مهمة شاقة. معظم الكتّاب فقدوا خاصية الإلتقاط والتفاعل السليم وباتوا يتوزعون على أبواب الزعماء والأحزاب والطوائف والمال. والزعماء كما بدوا أتفه الناس على الإطلاق ومواقفهم أصرح من رايات المشهورات والأحزاب بين منافق أو خائن أو جبان والمال بيد الشيطان والسلطان يغريان هذا وذاك إلا من عصمه الله فمن الخليج الى المحيط مجتمعات تعيش الإحتضار وكلها صور مدعاة للتأمل والتقييم, عيينة للتحقيق(مجاهد أم مريض) شاب عربي من الحجاز قيل له أنك مجاهد أتوسم فيك الخير فصدّق القائل, وربما لأن القائل له لحية صفراء قد صبغها بالحناء متجاهلا أن اللحية تنمو طبيعيا للمؤمن والكافر ما لم تحصدها شفرة الجليت , فليست المظاهر حجة إلا عند طائفة من الناس وهناك عقول تصدّق من دون بحث وتحقيق وهذه هي المشكلة ومنها الفساد والإرهاب, هذا الشاب ومن قبله المغربي والأردني قد دخلوا العراق لأول مرة لا مأوى لهم إلا ما هيأتها لهم خلايا معروفة, يقتحم المجاهد سوقا شعبية في الباب الشرقي من بغداد بسيارة تحمل طنا من المتفجرات وهو يكبّر وكأنه إقتحم باب صهيون من السور الإسرائيلي ليفتح معبرا للفلسطينية الحامل كي لا تضع حملها في نقطة التفتيش, وهكذا في سوق الغزل لبيع الطيور والدواجن من قبل وسوق الصدرية والمريدي وليس آخرها الشورجة ليحصدوا أرواح الآلاف المتسوقين المدنيين الأبرياء بكل معايير البراءة السماوية والأرضية بإستثناء المعايير السلفية الوهابية السعودية التي يصف بن جبرين وهو أحد كبار علمائهم أتباع مذهب إسلامي معين وهم غالبية العراق بالمشركين وإن صلوا وصاموا وحجوا وقالوا لا إله إلا اله وحده لا شريك له ولن يشفعهم صالح الأعمال والعبادات والحجج عن فتاويهم ومفخخات أتباعهم الوافدين الى العراق لأنهم يزورون القبور وإن كانت هي للعبرة فحسب وأمر بها الرسول الكريم ويتشفعون بالنبي (ص) وآله الأطهار اللذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا كما جاء في القرآن الكريم, لقد فحم هذا الشاب جسده المعذب وإنتقل الى يوم حساب عسير بعد أن حول ما حوله الى دمار, وقتل من لا يعرفهم إلا ظنا أنهم غالبية طائفة من مذهب إسلامي عريق يرى كفرهم من دون نظر وعلم. من المعلوم أن من يقومون بهذه البربرية والجرائم التي تأباها حتى طبائع الحيوانات المفترسة لا يملكون في قلوبهم ذرة حس بشري أو حيواني وهم قذارات التاريخ وأعداء الإنسانية. ومنهم تسعى حكومة ما خلق جيل للمستقبل العربي فأبشر منه الحصاد, ولهذا الجيل تصرف المليارات وتصدّر فتاوى التكفير وتؤسس الكيانات حتى تجاوز تعدادها في مصر الف مركز وجامع تُُعِدّ لأهلها عقيدة التكفير دينا على طبق نحس من ثمن البترودولارات وتغمض الحكومة المصرية ومعظم كتابها أعينهم عنها بعد أن يتم تسريب بعض السيولة الى جيوبهم, وسوف لن يستمر طويلا حتى يجدوا دمار بلادهم واقعا حين يقوم هؤلاء بعد أن يشتد عودهم بتصفية بعض الأقباط (الكفرة) والمشركين لتتدخل على أثرها كل الغرب لحماية حقوق الإنسان وقرارات مجلس الأمن من الفصل السابع وهي قدر البلاد الإسلامية لتنقسم مصر بعد التدخل الى أكثر من صعيد وتتحول القاهرة الى مطيعة رغما عنها. مَن هي هذه الدولة المليارية النفطية السلفية الخالقة لهذه المراكز وهؤلاء المجاهدين عبر مخابراتها التي تعلن كذبا أنها أضحت تعاني منهم كقاعدة والتي لا تزال تمولها بألف طريق وعبر عملاء سفاراتها وشركاتها وهي صناعتها منذ عقود وإستعملتها لصالح المخابرات الأمريكية ضد الروس في الحرب الأفغانية وتستعملها اليوم في العراق لنفس المصالح ؟ من هي هذه الدولة سؤال متروك للقراء والكُتّاب . إن خارطة التقسيم وتمزيق الكيان الواحد الى كانتونات وإمارات هزيلة عميلة لتبقى إسرائيل قوة من النيل الى الفرات ومن الخليج الى المحيط غاية إستراتيجية بوش في العراق والشرق الأوسط والعالم الإسلامي ومن أجلها إستعملوا الطائفية في العراق ويسعون تفعيلها في لبنان. وليست الطائفية وحدها سلاح المحتل وإلا بماذا نفسر مقتل أكثر من مليوني صومالي مسلم سني بيد جماعات سنية. إن الثقافة والوعي والتصدي للمخاطر بإرادة وطنية مسؤولة ضمان على فشل كل المؤامرات ضد وحدتنا الوطنية والإسلامية ووحدة ترابنا ومستقبل شعوبنا . إن الشيعة والسنة جناحي العراق بهما يحلق عاليا وبدونهما يسقط . وان خطة الإحتلال أن يشتبك الجناحان ليقع وإن مسؤولية الكاتب العراقي والعربي هي إستيعاب المرحلة والمخططات والرد عليها وليست الإنشغال والمشاركة في الصراعات لتأجيجها فالشعب العراقي من دون فوارق هو الأصل.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |