|
يا البركات .. من أين له هذا؟
عمار العامري استوقفني مقال الزميل شهيد البركات المنشور في صحيفة السماوة والذي كان بعنوان (من راقب الناس .. من أين لك هذا) رغم مطالعاتي الكثيرة للقنوات الإعلامية لم أجد شخص يمتلك الجرأة والشجاعة ليتكلم بصيغة الأرقام حول جرائم الفساد الإداري التي انتشرت بشكل فضيع في محافظات العراق كافة وسبب عدم الكتابة بهذه الصيغ ليس من باب البراعة أو الضعف ولكن أصبح لكل شخص متنفذ جماعة أو عصابة تكمم الأفواه عند الحديث ولو قاطعني احدهم وقال إن هيئة النزاهة تعلن يوميا أسماء متهمين بالفساد الإداري المتفشي في دوائر الدولة عامة فالجواب إن الهيئة الموقرة لم تفصح عن أسماء المتهمين كافة بل تكتفي بفضح المتهمين الذين يدخلون معترك السياسة ليمولوا بالموال المسروقة العصابات الإرهابية أو مليشياتهم الخاصة من أموال العراق متجاهلة الأسماء التي لمعت في محافظات العراق بعد الصفقات الطائلة التي سرقتها أو اختلستها من أموال المنظمات الإنسانية والدول المانحة أو ميزانيات تنمية الأقاليم أو تسريع الأعمار فان 90% من تلك الأموال ذهبت إلى جيوب السادة المسئولين أو الموظفين فوق العادة كما يطلق عليهم المثل المصري وإذا ماذا يعني لك موظف كان قبل 9/4 يتقاضى راتب تسعة ألاف دينار أو مفصول بسبب جريمة اختلاس أو سرقة ليعود سياسي ليتبوأ منصب مدير أو مسؤول بحكم علاقته بالشخص الفلاني أو الحزب العلاني أو يصعد على القائمة الفلانية ليصبح عضو مجلس بلدي أو محلي باختصار (عضو دولاري) ليكون من أثرياء المحافظة ببنائه قصر أو ما يسمى ((فله دبل فألوم)) أو اثنين وقد يتعدى إلى ثلاثة مبنية على مساحة تحسب بالدونمات لا الأمتار ويركب ( سيارة أرنب أو راس الثور أو أي نوع من أنواع الحيوانات أخر موديل) بقيمة ثلاثة دفاتر دولارية ويزيد على ذلك فالحديث مذهل مقابل عدم حصول المواطن المسكين على (نصف برميل) من النفط الحصة المقررة له لتظهر الحقائق إن الأخ صاحب محطة الوقود بدل توزيع حصة المواطنين قام بتهريبها إلى (جماعة جند السماء) أو إلى البادية الجنوبية باتفاق مع الأخ العضو الفلاني وهذا الحديث موجود في الشارع. فأذن (من أين لك هذا) نسال هيئة النزاهة أو المفتش العام أين هم من هذا الإحداث اليومية أتكلم لا إنني صحفي ومهنة الصحافة أصبحت مكروه عند البعض بل أني شاهد عيان على حالة مزرية وجدت أيام موجة البرد التي مرت على العراق مؤخرا مفادها (أن تساءا في منطقة من السماوة يقومن بتنشيف النقط المتساقط على الأرض بقطع الإسفنج)ويقولن ( يفيد ليلة للفانوس..أو..أطفالي كَتلهم البرد) والحليم تكفيه الإشارة ويا زميلي شهيد القول إذا (من أين له هذا) فالفوارق أصبحت كبيرة جدا والأمثلة المطروحة من قبل الصحفيين لا تحتاج إلى من يراقب الناس فيصاب (بسكتة قلبية) وربما (بطلقة بندقية أو عبوة ناسفة) ولهذا يقولون بان الصحافة هي السلطة الرابعة في الدول المتقدمة التي تحترم دور الصحفي أو المراقب الإعلامي كما يصفوه.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |