مع وضد الخطة الامنية؟؟

 سعد البغدادي

saadkeion@hotmail.com

الخطة الامنية لفرض الامن والسيطرة على الانفلات الامني وتردي مستوى الخدمات التي طرحها المالكي تهدف اساسا الى اعادة الثقة في الحكومة وبث روح الهيبة في الدولة بمعنى استعادة الارث المركزي للدولة العراقية الحديثة التي اسسها الملك فيصل الاول والذين انحدروا معه من خارج الحدود ؟ عام 1921 ذلك الارث الذي تحول شيئا فشئ الى فاشية مقيتة حينما توفرت شروطها في بلاد الرافدين بمباركة دول الجوار العربي؟ كل النصوص التي بحوزتنا تشير الى ان الملك فيصل لم يكن مقتنعا بان العراق دولة موحد ولاهو شعب واحد  متجانس يمكن السيطرة عليه( اقول وقلبي ملان اسى انه في اعتقادي لايوجد في العراق شعب عراقي بعد؟ بل توجد كتلات بشرية خيالية خالية من اي فكرة متشعبة بتقاليد واباطيل...) من مذكرات الملك فيصل

 من هنا  اقترحت عليه  حاشيته التركية ضبط الامور بالقوة العسكرية كما قال هو في مذكراته( اني لااطلب من الجيش ان يقوم بحفظ الامن الخارجي؟؟ ما ساطلبه الان هو ان يكون مستعدا لاخماد ثورتين في الشمال والجنوب) من مذكراته

 وفعلا كان الجيش على مدى تاريخه التليد سباقا في القضاء على اي تحرك  جماهيري في الجنوب او الشمال ولك ان تتصور مقدار الدماء والارواح التي ازهقت خلال تلك السنين منذ 1921 والى سقوط الفاشية .  كل هذه الامور  وهذا التاريخ التليد للجيش الباسل؟ هو الذي دعا رئيس الوزراء المالكي لاختيار قادة من الجيش العراقي لياخذوا على عاتقهم ضبط الامن  وعلينا ان نلاحظ جدا ان الاختيار شمل  قادة لم يسبق لهم ان غادروا العراق؟ وفي هذا دلالة واضحة الى ان الرجل سئم من تصرفات الكثير ممن استغل الرتب الوهمية التي حصل عليها بعد السقوط.  الاشارة الاولى التي بعثها الى اصدقائه واعدائه على حد سواء واضحة الدلالة ولاتحتاج الى شرح مطول .الامر الاخر الاكثر وضوحا انه سلم القيادة والصلاحيات لهذا الجيش ومن دون مسالة بشرط واحد فقط هو حفظ الامن والقضاء على كل بؤر ارهاب,  لم نعد بحاجة الى التذكير بان المالكي هو شخص فوق الطائفية وفوق الحزبية

 جدية الخطة الامنية هي الامر الاكثر خطورة على العراقيين فالجميع اعتبرها الحل الاخير والكارثة التي ستحيقبالعراق لو فشلت هذه الخطة بل ان الدول الاقليمية اعلنت بصراحة انها تدعم هذه الخطة وفي حال فشلها...؟

 تساؤل مشروع في حال فشلها فالسعودية على لسان وزير خارجيتها تحدث كثيرا عن الميليشيات الشيعية. تحديدا وهو ييقصد ان السعودية هي المدافع الامين لسنة العراق؟ وتركيا كانت اكثر جراة حينما قالت ان الموصل ستعود الى تركيا وانها ستلغي اتفاقية عام 1926 المتعلقة بالموصل؟ وسوريا بادرت لاول مرة على لسان السيد الرئيس بانها الاعب الاساسي في كل مايحصل في العراق وانها لن تتنازل عن الفلوجة؟ وايران تضحك على الجميع من خلال دورها الكبير والموازي لدور امريكا في العراق هذه هي خارطة الخطة الامنية ترى من يريد انجاحها ومن يريد فشل الخطة كي يستفيد اسياده.

 جبهة التوافق من مصلحتها فشل الخطة كي تسمح للدول العربية بالتدخل لحماية السنة في العراق وهو الوعد الذي حصل عليه الدليمي من مؤتمر اسطنبول  ومن مصلحة هذه الجبهة ان تفشل  الخطة طبعا والفشل لايتاتى بالتمني او الاحلام ؟ بل بمزيد من التفجيرات والمفخخات القاتلة ذات الوزن الثقيل وسنشهد في الايام القادمة تفجيرات نوعية ومتكررة الغرض منها جر الجماهير المستضعفة الى المواجهة والرد العفوي كي تجعل من حرق الجوامع التي ستحرق بفعل ذوي اللباس الاسود؟ والميليشيات الطائفية كما سيكون الرد عنيا هذه المرة في مدينة الفقراء   وليس جبهة التوافق لوحدها تريد افشال الخطة بل هناك جهات داعمة للحكومة يهمها فشل مشروع المالكي استجابة لضغوط خارجية واقليمية وستعمل على فشل الخطة باساليبها الخاصة؟ ويبقى الطرف الاساسي وهي قوات الاحتلال فرغم ما نسمعه من امريكا في الاستراتيجية الجديدة واحلال الامن في العراق الاان التساؤل المهم هو هل امريكا فعلا  مع استقرار لعراق واحلال الامن فيه ؟ ترى لماذا لم تفعل ذلك قبل اربع سنوات وبعيدا عن تفسيرات نظرية المؤامرة  .امريكا تريد وهذا ليس خافيا السيطرة على منابع النفط وتغير خارطة الشرق الاوسط بما يضمن ديمومة مصالحها الوطنية . وذلك لايتاتي من عراق قوي يمتد تهديده الى دول المنطقة الاستبدادية والغارقة في انظمة حكم توليتارية . ما يهم امريكا هو النفط ومصادر الطاقة من خلال السيطرة المطلقة واخضاع دول الخليج الى تهديد او شبح التقسيم اذا ماهي خالفت تلك السياسية وستكون دويلات العراق ماثلة امام الجميع . هذا ماعبر عنه وزير الخارجية التركي عبدالله غول حينما قال ان اثر تقسيم العراق سيمتد الى دول المنطقة وليس كما حدث للاتحاد السوفيتي؟  غول كان يشير الى السعودية وما يمثله الشيعة في المنطقة الشرقية قائلا ما لم نحصل على الموصل فاننا سندعم استقلال بعض الكيانات والاثنيات . اشكالية الخطة الامنية في العراق كبيرة جدا ونتائجها اكثر من كارثية فالذين يتحدثون عن الكوارث اذا ما فشلت الخطة الامنية يتوافقون على التقسيم . تقسيم العراق هو البديل لاعلى نحو الفدرالية او نظام كونفدرالي بل على اساس دويلات صغيرة ربما لاتشكل خطر على جميع دول الجوار  التي ستجد نفسها مساقة الى مشروع التقسيم ومتحفزة له بكل قواها . هذا الامر يفسر لنا كثيرا لماذا القوى الخيرة في الحكومة العراقية وشخصيات الائتلاف العراقي الموحد وبعض القوى الوطنية هن او هناك وقفت الى جنب السيد المالكي. وهو الامر الذي يفسر لنا لماذا كل العراقيين كما تتناقله وسائل الاعلام بمختلف انتمائها ان تدعم هذه الخطة . بل ان  بعض من كان يحمل السلاح بقصد المقاومة ضد المحتل الامريكي  ادرك خطورة الامر وما يحاك ضد وحدة العراق تخلى عنه في هذه الفترة ؟ لاحبا في المالكي بل تقديرا لحجم الكارثة  فيما اذا فشلت هذه الخطة. امريكا وحلفاءها في الداخل  والقوى الطائفية التي وجدت لها ملاذا في هذا الجو المشحون هي من تسعى الى افشال الخطة  لتحقيق الهدف الاخير .نتوقع من المالكي والقوى الوطنية ان لا ينصاعوا لفشل الخطة ولا الى مطالب دول الجوار بالحفاظ على هذه الطائفة او تلك  المطلوب منا ان نساهم في احياء روح المواطنة العراقية واذا استطعنا تحقيق هذا الجزء الكبير فمن المؤكد سوف نتجاوز كل المحن التي تعقب فشل الخطة الامنية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com